وا قدساه اين عمر وصلاح و امعتصماه

شفاه بلا لونٍٍ ... بلا صدى

ماتت في صمت الدجى

ودعت في العين دمع ... وشجى

لقباب القدس ... مسرى المصطفى

والكل من حولها ... قد غفى

والليل فيها عويل ... نجومه كالدمى

تصرخ بلا صوتٍ .. مخنوقة كالصدى

تسأل عن أمةٍ .. أغواها الهوى

تحجرت قلوبها ... تبعثرت كالحجارة في المدى

أنستها كؤوس الخمر ... دموع طفلٍ تشردَ

وأنين قدسٍ تئن ... تبكيها سدرة المنتهى

دمعها أيقظ قسيساً .. مخموراً فبكى

وشيوخ العشيرة ... بلا خجلٍ تتأوهَ

تتثاءب كالذئاب ... في ليالي الوغى

كثعالب الغابِ .. تخشى الردى

فيا قدس ..

لاتحزني

لا تتألمي

لا تيأسي

أنظري ماذا هناك .. فوق الربا

طفل الحجارة .. في يده مقلاع وحجر

يغير على الأعداء ... لا يخشى الردى

من خلفه جند ... صلاح وعمر

والكل مبتسم .. لا يخشى القدر

يهتف إني هنا .. يا قدس

فكوني لي قبراً ... وكفن

فإليكِ أمي أرسلتني ... للأبد

ومن بعدي إليكِ .. سترسل زيداً ومنى

يا عروس الفجر ... وفيك الكل يترنمَ

فيا قدس ..

من يهواكِ ... يهوى ترابكِ

وإن كان فيه سم الأفاعي ... ففيك شفاؤه

فصلاةً في محرابكِ ... توقظ قلب العنيدِ

وتحيي في جسد النيامِ ... غيرة الأوطان

و أمة العرب ... ما زالت نيام

والكل ما زال يغني .. يعزف للسلامِ

وفي القدس ماتت ... كل المعاني

وفي البحر ثارت ... كثب الرمال

وفي الصحراء تصدعت ... جبال السلام

والكل ينوح من بعد ... انقسامِ

أغيثونا يا ملوك ... الحجازِ

القدس في خطر ..

على شاشة التلفازِ ... فلتقرؤوا الخبر

لكن لا تستعجبوا ... إذا ما رأيتم ردح الغجر

فهذا كله عواء ... من بعد ضجر

من بعد نفاذِ ... غازٍ وسولار

وكأن القدس ... دولار القدر

سيعيدها نحيب العزف ... على الوتر

لكلمات ملت حناجرها ... طول السفر

وبات الذنب ... لا يغتفر

والقدس تغتصب ... يعتصرها القهر

على أمةٍ باتت ذكرى ... في ليالي السمر

والكل في خصامٍ ... ينتظر القدر

واعذروني إذا ما نعت ... أحدكم بالغجر

فصمتكم أثار في قلمي ... الغضب فانفجر

ففي القدس شيطان .... فاستفيقوا يا بشر

فالأرض تغتصب ... والكل فيها يحتضر

القدس في خطر... والطفل فيها دمعه كالمطر

فمن للقدس يا ترى ؟؟ من بعد زيدٍ ومنى