[size=24]لطاما جلست على هذا الشاطئ الجميل , دائماً وحدي لاأرى فيه إلا أنا وأنا فقط!
منظر الأمواج وهي تتكسر على رماله يعجبني لكن يتسلل إلى نفسي شعور بالحزن عندما أرها! ربما لأنها تجسد لي واقعي وكيف تحطمت نفسي وذابت أحلامي كهذا الزبد الأبيض... ربما! لايهم فالهواء هنا عليل والهدوء سيد المكان
.. إتكئت على زورق يقف على الشاطئ منذ سنين كمايبدو فلم يبقى إلجزء بسيط ظاهرٌ منه .. ياترى هل هوينتظر أيضاً ؟
غالبتني غفوة ... فنمت قليلاً ولما استيقضت لمحت خيالاً على ذلك الجسر الممتد إلى داخل البحر .. حاولت أن أدقق النظر .. يإلهي نعم هو شخص قاسمني هذا الشاطى .. لقد أنتابني شعورٌ غريب .. أحس أني أعرفه .. أو أني رأيته من قبل .. أو... لم أستطع أن أحدد مابي داخلي لكني لم أعد أرفع عيني عنه .. وتركت الشاطئ وأصبح جل همي هذا الشخص..
وفي كل يوم آتي فيه إلى الشاطئ أقف بمحاذاته .. وأراقبه,..... وفي يوم كان الهواء فيه قوياً وكان الموج هائجاً على غير ماتعودته من هذا الشاطئ الهادئ.. جلست كالعادة في مكاني .. ونظرت نحو الجسر فإذا هو جالس في مكانه ... .... كانت الشمس قد شارفت على الغروب وكأنها ذابت في المياه فأكتسب البحر لونها وتحولت وأصبحت الأمواج وكأنها بركان هائج .. أرعبني هذا المشهد فتراجعت للخلف .. خوفاً من الأمواج فقد تقدمت كثيراً .. حانت مني التفاته نحو الجالس هنا .. فرأيته على ماهو عليه مطرقٌ ينظر إلى البحر لم يتحرك ؟...
بدأت قدامي تجرني إليه دون أن أشعر .. فاتجهت نحوه .. ومضيت حتى وصلت إلى الجسر .. لم يشد انتباهه صوت قرع أقدامي على الجسر الخشبي .. ووصلت إليه في النهاية .. سرت في جسدي رعشة غريبه ... لكني تشجعت واقتربت أكثر منه ... وهو على حاله مطرق ينظر للبحر !!
قلتُ إبتداءً وأنا أشير بيدي نحو الشمس :
.. لن يعود... ! أنظر إلى قرص الشمس لقد إختفى..
تحرك قليلاً غير أنه لم ينطق بكلمة واحدة , نظرت إليه وكلي رجاء أن يتكلم .. لكنه إلتف إلي ثم وقف بتثاقل .. رفعت رأسي لأراه كانت قامته طويلة.. يالتلك العنينين الذابلتين لقد أرهقهما النظر إلى المجهول .. وبريق الحزن واضحاً منها ..
لمعت تحت بقايا أشعت الشمس إبتسامة مصطنعه ... ثم أردف قائلاً : أذهب إليه إذاً...
وأنطلق نحو نهاية الجسر الخشبي ... وهو بنفسه وسط الموج الهائج إلى قااع البحر ... لم أتمالك نفسي وجثيت على ركبتي وأنا أبكي .. لماذا ؟!
لقد أختفى بين الأمواج ومازالت عيناي ترقبه حتى توارى للأبد وكنت أسمع صدى سقوط دموعي في الماء رغم ثورة الأمواج ..
يإلهي كيف لم أكتشف ذلك؟؟ وكيف تمر كل هذه الأيام ولم أعرف ؟؟ كيف رميت ببقايا قوتي في البحر .. لقد كان أنا نعم .. أنا.. كان نفسي القويه التي حطمها الزمن فبدت واهنه متعبه .. منكسره تنظر إلى المجهول حتى لاقت حتفها بين طياته.. وداعاً..
.............................. . نعم أنه الغروب الأخير على شاطئ الأمل......................................., [/size]