عبير الذكري

هل تذكرين..؟

تلك العهود البعيده حينما التقيتك
حينما لامست روحي روحك
حينما تعانقت أشواقي بأشواقك
وذرفت عيني و عينك دموع اللقاء

كانت بداية قصة اختزلت كل معاني القرب
كانت بداية قصة.. أجمل ما يمكن لذكر و أنثى أن يعيشا طقوسها
يحلمان بالحب في معانيه الروحانية السامية
و يرفرفان في سماء الفضيلة بأجنحة الطهر و العفة

هل تذكرين..؟

كانت بدايتنا أحلام طفولية ساذجة كأبسط ما يمكن لطفل أن يحلم به
ينسج بخيالاته لعب الطفولة البريئة
و يصنع بيوت قش لينام مع حبيبته في مخدع السعادة
و ليذوقا معا طعم الهناء الأبدي و الراحة السرمدية

كنت أرى لحظات عمري المتسارعة تشع من بريق عينيك
فأخبأها في حقائب أسرارك خوف أن تضيع مني
أو تتسرب بين يديك...فأموت قبل الأوان
و انا بعد لم أرتوي منك و من حبك

كنت أرى أنك لي وحدي
دون أم ...دون أب ..دون حبيب
خلقت لأجلي ...أنت أنا ... و أنا أنت

كنت أغمض عيني فلا أرى إلا طيفك
و لا أخلو بنفسي إلا و خيالك الملائكي يلقي بظلاله على كاهلي
فانتفض من خلوتي لأبحث عنك
لأطارد حبك في تلك الأزقة التي لا تنتهي
علنى أجدك.. فيهدأ قلبي و تستكين جوانحي

كنت حينما يخيب أملي في العثور عليك
أعود لمخدعي
أكتب اسمك في دفاتري ألف مرة
أرسم صورتك ألف مرة
فأجمع أشتاتك و رسائلك فأعيد قراءتها ألف مرة

فينهكني التعب ...لكن يعاودني الحنين
فألتمس قصصا من مكتبتي لأقرأها
فأجدك أنت بطلتها...
كم كانت الأيام رتيبة ببعدك
و كم كانت الأيام سعيدة بقربك

هل تذكرين..؟

كان أخوف ما أخاف أن يـأتي الربيع و أنت بعيدة
و تداهمنا عطل الصيف و أنت بعيدة
و تتهاطل أمطار الشتاء و أنت بعيدة

فأركن للوحدة و التفكير
فلا أسمع إلا صدى صوتك يملأ سمعي
و لا أجد سوى صورتك المخبأة بين طيات الكتب
تأنس وحشتي

فأخاطبها... فتبتسم ملأ ثغرها
و تومئ لي بجفنيها..أني هنا لا تحزن
فصورتك في عيني
و أنفاسك تسري في رئتي

فإن بعدت عنك اليوم
فأنت لم تغادر قط موطن كبدي
بل أنت كبدي
.....
.....
كانت أياما رائعة لا تنسى من زمن الشباب المبكر
لكنها تلاشت بين طيات الأيام ...و لم يبق إلا عبير الذكرى

موضوعك عجبني اوي اختي
مشكوووووووووووره

ميرسي يا قمر
ونورتي الموضوع