التسامح الفريضه الغائبه
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
بقلم: حسن آل حمادة
في الكثير من الأحيان قد نسمع عن هذه المفردة، أعني (التسامح). فهي كلمة ربما تخرج من أفواه العديد من الناس، كما أن البعض قد يستعذب نطقها! إلاّ أن السؤال المحير الذي أود طرحه في هذه المقالة، هو التالي:
هل إننا جميعاً نعمل وفق هذه المفردة؟ بمعنى آخر، هل نحن كمسلمين نعمل بهذه الفضيلة الأخلاقية والقيمة الإنسانية التي دعت إليها فطرة الإنسان وعقله، كما دعا إليها الدين الإسلامي في الكثير من نصوصه وآثاره، وجميع الرسل الذين أُرسلوا بالحق؟
للإجابة على هذا السؤال نحتاج لاستقراء ردود فعل الناس والمجتمعات من حولنا، قديماً وحديثاً.
فنحن قد نقرأ الآيات القرآنية التي تحدثت عن ابني آدم بالحق {...إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ* لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[المائدة:27-28].
فما كان من قابيل إلاّ أن قتل أخاه، ليصبح بعمله هذا مرتكب لأول جريمة قتل في التاريخ. وأثناء قراءتنا لهذه الآيات نشيد بموقف هابيل المتسامح ونشجب موقف قابيل الدموي العنيف. ولكن، ماذا لو كنا نحن في موقفٍ كهذا؟ هل سنُجيب كما أجاب هابيل أم سنُشمر عن أيدينا للقتال كما فعل قابيل؟
أعتقد بأننا سنُشمر عن أيدينا للقتال، خاصة إذا كنا في موقف قوة، بالرغم من أن القرآن أنزل للتطبيق وحكى لنا القصة لنتمثل دور هابيل لا دور قابيل !
نعم، قد يحفظ الكثير منا عن ظهر قلب مواقف رسولنا الكريم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أعدائه والتي تجلت فيها أسمى صور التسامح، فمن منا ينسى موقفه المتسامح مع (وحشي) قاتل عمه حمزة؟
ومن منا ينسى موقفه مع مشركي مكة عندما فتحها؟
لكن السؤال هنا: هل نتمثل نحن مواقفه الشريفة ونحاول الإقتداء به؟
بعد عرضنا الموجز لموقفٍ من القرآن الكريم يحكي حالة العنف واللاعنف، وآخر من السنة الشريفة، واستطراداً في الحديث، أقول: قد نقرأ أيضاً للشاعر مقولته الرائعة التي يقول فيها:
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى وفارق ولكــن بالتي هي أحسن
وقد يتغنى بعضنا بهذه المقولة، إلاّ أنه عندما يجد من يعتدي عليه، سواءٌ كان ذلك الاعتداء باللسان أو باليد أو... فلا يتردد المعُتدى عليه بالرد بالتي هي أشد وأقسى! وعندما يفارق من هم كانوا بالنسبة إليه أشرف الناس يغادرهم وهو يتحدث عنهم كنصابين ودجالين!
كما أنه قد يقرأ المرء أبيات ( الشافعي) التي يقول فيها:
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ ... وأكره أن أكون له مُجيبا
يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا
لكن، ما الذي يحدث للواحد منا عندما يسمع كلمة نابية من شخصٍ ما؟ ما الذي يحدث عندما يرد عليه أحد السفهاء بقبحٍ؟ هل هو في مثل هذه الحالة يكره أن يكون مجيباً للسفيه، أم أنه سيرد عليه بأقبح مما سمع؟ وفي حالة ازدياد سفاهة السفيه، هل سيزداد الحليم حُلماً، أم ماذا؟
وقد يردد شخص ثالث، ما قاله (الشافعي) أيضاً حول الصديق، عندما أنشد:
سامح صديقك إن زلت به قدمُ فليس يسلمُ إنسـان من الزللِ
والمشكلة التي يقع فيها البعض أنه وبمجرد أن تزل قدم صديقه، كأن يتفوه بكلمة جارحة في حقه وربما بدون قصدٍ تراه مزمجراً غضباناً بعد أن كان قطاً وديعاً!
وربما سمع قارئي العزيز عن أشخاصٍ استخدموا سلاح القطيعة والجفاء لأصدقاء أعزاء عليهم ولسنين طوالٍ بسبب سوء فهم بينهم أو بسبب زلة لسان عفوية خرجت من أحدهم. فالكثير من الناس في حالة الغضب يتناسى هذه المفردة ( التسامح) بالرغم من ترديده لها طوال الأوقات الهادئة التي يمر بها خصوصاً إذا كان في موضع الواعظ! كأن يكون مدرساً في فصلٍ دراسي، أو خطيباً في مسجد، أو كاتباً في صحيفة، أو …إلخ.
فهده حقيقة موجودة عند الكثير من المجتمعات، فهم يتحدثون عن التسامح ليلاً ليمارسوا العنف صباحاً يؤمنون بالتسامح نظرياً ويكفرون به عملياً، تراهم يقولون مالا يفعلون!
- فلماذا يحدث ذلك؟
- لماذا نعيش -نحن المسلمين- بهذه الكيفية؟
- متى سنعمل وفق ما نقول؟
- أين نحن عن قوله -سبحانه تعالى-: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] أو قوله -عز وجل-: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة:237]، وغير ذلك من آيات قرآنية.
وللإجابة عن بعض ما طرح، أقول -وعلى الله التسديد- إننا أصبحنا لا نمتلك لروح التسامح، لسببٍ أساس وهو: غياب القدوات، ولعدم استخدامنا لمبدأ التسامح كطريقة في التربية والتوجيه.
فأين هي القدوات التي تمثل التسامح في مجتمعاتنا حالياً.. أين؟
فالمدير الذي يترأس مجموعة من الموظفين، هل يتعامل معهم بمبدأ التسامح في حالة حدوث الخطأ من بعضهم، أم ماذا؟
والمدرس الذي يفترض أن يكون قدوة لطلابه، هل هو يتعامل معهم وفق هذا المبدأ عندما يخطئون في حقه، أم يلجأ للعصا؟
وعلماء الدين الذين يفترض فيهم أن يكونوا قدوات للناس من حولهم، هل يتسامحون ويعذر كل منهم الآخر في حالة الاختلاف، أم يلجأ كل واحد منهم لسلاح التشهير والإسقاط؟
فلأننا نفتقد للقدوات التي تمتلك لهذه الروح في مجتمعاتنا أصبحنا غير متسامحين، ومن المسلمات أنك لا تجني من الشوك العنب!
فكيف نطلب من الطالب أن يكون متسامحاً وهو يرى بأم عينه، أباه متعصباً؟ كيف نريد منه أن يكون متسامحاً وهو يرى مدرسيه وقد أصبحوا أعداءً؟
فلكي نعيش هذه المفردة الجملية في حياتنا نحتاج إلى ممارستها عملياً طوال الأوقات، في البيت، في المدرسة، في المتجر، في المصنع، في… إلخ، وليجعل كل شخصٍ منا من نفسه قدوة في التسامح، مع زوجته، مع أولاده، مع أصدقائه، مع معارفه، مع جيرانه، مع طلابه، مع مخدوميه، مع محاوريه… إلخ.
أخيراً، ينبغي أن نؤمن بالتسامح كقيمة داخل ذواتنا، لا أن نحمله؛ كشعار أجوف فوق صدورنا، وبهذه الكيفية ربما نتفيأ من ظلال هذه الشجرة الباسقة الوارفة الظلال.
نعم، قد نكون قاب قوسين أو أدنى من أولئك الذين تحدث عنهم القرآن الكريم، بقوله: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران:134].
ـــــ
*هذه المقالة قديمة سبق أن نشرتها عام 1419هـ في جريدة البلاد السعودية، وأعيد نشرها كإهداء: لصديق عزيز.
[center]
التسامح احيانا يتم للرقى والطمع فى اماكن السلطه
ولكن الصديق العزيز يقر بانه مخطئ بان التسامح ياتى بعد المقدرة
ولكنه متسامح جدا ولكن غير حليم
ولكن الصديق العزيز يقر بانه مخطئ بان التسامح ياتى بعد المقدرة
ولكنه متسامح جدا ولكن غير حليم
قد أنسي يوما اني على قيد الحياة ،، ولكن كيف أنسى انك كل الحياة
..
لن انــــــدم علـــــى أي إحســـــاس صــــــادق بذلتــــه
ان أحبك هو.... ان الازمك ما بقي من حياتك
وان أحضر لك أشياؤك الحبيبات مدي العمر
أحدهم ترك باب الجنة مفتوحا لانى رأيت ملاكا يمشى على الارض
..
لن انــــــدم علـــــى أي إحســـــاس صــــــادق بذلتــــه
ان أحبك هو.... ان الازمك ما بقي من حياتك
وان أحضر لك أشياؤك الحبيبات مدي العمر
أحدهم ترك باب الجنة مفتوحا لانى رأيت ملاكا يمشى على الارض
وايضا البعض من يقول ان التسامح و الاعتزار ضعف
او قله حيله ولكن هذا خطاء فكيق يا ابن ادام لا تسامح وتغفر
ويوم يقوم الحساب انت نعم انت اول من تريد ان تقول ياااااااااااااااااااارب
سمحني هل اذا هذا ضعف انا بس احببت ان اعرفك انك الان مخطاء
اغفر وي سامح يغفر الله لك في الارض و السماء ومن هنا تبداء المحبه
وخيركم من بداء بي المعروف
او قله حيله ولكن هذا خطاء فكيق يا ابن ادام لا تسامح وتغفر
ويوم يقوم الحساب انت نعم انت اول من تريد ان تقول ياااااااااااااااااااارب
سمحني هل اذا هذا ضعف انا بس احببت ان اعرفك انك الان مخطاء
اغفر وي سامح يغفر الله لك في الارض و السماء ومن هنا تبداء المحبه
وخيركم من بداء بي المعروف
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 1:13 pm من طرف basem3li
» واجهات جي ار سي 2024
أمس في 8:26 pm من طرف marketingonlin903
» جي ار سي للواجهات
السبت مايو 18, 2024 9:18 pm من طرف marketingonlin903
» مدونة هدفها الإرتقاء بالعقل و الروح و النفس
السبت مايو 18, 2024 6:40 pm من طرف marketingonlin903
» واجهات جي ار سي
الخميس مايو 16, 2024 6:48 pm من طرف marketingonlin903
» دينا نقل عفش داخل الرياض افضل خدمات نقل العفش داخل الرياض
الخميس مايو 16, 2024 5:53 pm من طرف zizi yosef
» دينا نقل عفش غرب الرياض افضل شركة نقل عفش غرب الرياض
الخميس مايو 16, 2024 5:52 pm من طرف zizi yosef
» دينا نقل عفش شرق الرياض بخصم25%|اتصل الـأن
الخميس مايو 16, 2024 5:50 pm من طرف zizi yosef
» شركة تنظيف وفك وتركيب ونقل مكيفات بالرياض شركة المثلث الذهبي | اتصل الان
الخميس مايو 16, 2024 5:49 pm من طرف zizi yosef
» نقل اثاث بالرياض 300 ريال| المثلث الذهبي لنقل العفش اتصل الان
الخميس مايو 16, 2024 5:47 pm من طرف zizi yosef