[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
لولا فصاحتهم لضربت اعناقهم !
الحجاج والفتيان الثلاثة
لما تولى الحجاج شؤون العراق، أمر مرؤوسه أن يطوف بالليل
فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان فأحاط بهم وسألهم:
من أنتم، حتى خالفتم أوامر الحجاج؟
فقال الأول:
أنا ابن الذي دانت الرقاب له
ما بين مخزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صــاغرة
يأخذ من مالها ومــن دمها
فأمسك عن قتله، وقال لعله من أقارب الأمير.
وقال الثاني:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره
وإن نزلت يوما فســــــوف تعود
ترى الناس أفواجا إلى ضوء داره
فمنهم قيام حولها وقــــــــــــعود
فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب.
وقال الثالث:
أنا ابن الذي خاص الصفوف بعزمه
وقومها بالسيف حتى استــــقامات
ركاباه لا تنفك رجلاه عنـــــــهما
إذا الخيل في يوم كريـــــــهة ولت
فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب.
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوّال، والثالث ابن حائك.
فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه:
علّموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم، ثم
أطلقهم وأنشد:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا
يغنيك محموده عن النـــــسب
إن الفتى من يقـــــــول ها أنذا
ليس الفتى من يقول كــان أبي
[/size]