[center] ما هي العقيدة الشفوية وما هو التلمود؟
التلمود هو خلاصة المناظرات والحُجج الخاصة بالأحكام الدينية، والتي تضمن المشناة والجمارة. وكانت هناك مجموعتان من تلك الخلاصات، إحداها تكونت في فلسطين الرومانية وتسمى تلمود القدس، والأخرى كتبت في العراق وتسمى التلمود البابلي. والتلمود البابلي أكثر استفاضة وأهمية. وبينما انتهى التلمود المقدسي عند القرن الخامس ق.م.، فإن التلمود البابلي قد ضم إضفات إلى نحو عام 500 م. وكلاهما يعكسان بالطبع ثقافة وواقع تلك الأزمنة.
وحوارات التلمود وأحكامه مبنية على المشناة وهي عبارة عن تنظيم وتصنيف للشريعة الشفوية. واليهود الأرثوذكس يؤمنون بأن موسى تلقى الكتب الخمسة الأولى بالعهد القديم (التوراة)، وفي نفس الوقت ترك تراثا من التعاليم الشفوية التي فصلت مجمل الشريعة المكتوبة وشرحتها. التوراة نفسها لا تقبل التغيير، أما التعاليم الشفوية فهي ضرورية لتطبيق الشريعة في حالات مختلفة، ومواءمتها لظروف متغيرة، دون تغيير مقاصدها، تماما كما تفسر المحكمة الدستورية الأمريكية الدستور الأمريكي. على سبيل المثال، تم تعديل كل القوانين المتعلقة بالعبادة والتضحية عند المعبد حين تم هدمه ونُفيَ الشعب اليهودي، وذلك للتواؤم مع الظروف الجديدة. وكل من اليهود والمسيحيين يؤمنون بعض قوانين العهد القديم ليس المقصود منها المعنى الحرفي لها. والسلطة النهائية للشريعة هي السَنهيدريم الأكبر، وهو تجمع لكبار الحاخامات. ومنذ حل السنهيدريم حوالي 500 م لم يعد هناك سلطة دينية واحدة معترف بها لليهود. على أية حال، كانت الشريعة تفسر وتعدل وفقا لمجموعة مختلفة من الحاخامات، ممن يعترف معظم اليهود بجدارتهم، والتي تشتمل على سبيل المثال على الحاخام جيرشوم الذي حرم تعدد الزوجات، والحاخام موسى بن ميمون. وهذه الأحكام تسمى "شريعة الهالاخاة" أو الهالاخاة.