هل يعود أصل اليهود إلى الخزر؟
خمن الراحل آرثر كوستلر أن اليهود الأوروبيين (الأشكيناز) يعود أصلهم إلى إحدى قبائل آسيا الوسطى، الخزر، والتي تحولت بشكل جمعي إلى اليهودية. واستخدم المعادون للسامية والصهيونية هذه لنظرية ليزعموا أن اليهود الأشكيناز ليس لهم حق في دولة إسرائيل. لكن الأبحاث اللاحقة أثبتت أن الإدعاء بأن الأشكيناز تعود أصولهم إلى الخزر هو ادعاء مشكوك فيه بدرجة كبيرة. تحولت قبائل عدة، في أزمنة مختلفة، إلى اليهودية، بما فيها بعض القبائل العربية بمملكة اليمن، الخزر، كما تكرر الزواج المختلط بينهم وبين اليهود "الأصليين". وبالمثل تحول كثير من اليهود، طوعا أو قسرا، إلى المسيحية والاسلام. وأقوى الأدلة تشير إلى انتشار اليهود من روما إلى كل أنحاء أوروبا. كانت هناك مجتمعات يهودية بفرنسا في العصور المظلمة على وجه اليقين. يعود يهود آخرون في أصولهم إلى اليهود الإسبان (السفارديم) والذين أجبروا على مغادرة إسبانيا في عام 1492. وتشير الأدلة الجينية إلى أن اليهود الأوروبيين أقرب إلى لفلسطينيين والسوريين العرب من سكان آسيا الوسطى، الذين تعود أصولهم إلى الخزر. اقرأ على سبيل المثال (بالإنجليزية) مقالات عن هذا الموضوع هنا و هنا. على أية حال فإن علاقة الناس بأمتهم لا تكاد تعود أبدا إلى الجينات الوراثية أو إلى "العنصر". لا يزعم أحد أن كل الفرنسيين هم حفدة للغوليين القدماء، أو أن أصول البريطانيين جميعهم تعود إلى السلت والبكت. وحين يتحدث الأمريكيون عن "أسلافهم" فإن هؤلاء الأسلاف لا تقصر النسبة إليهم عن أن تشمل أجيال المهاجرين ممن أتوا بعد مستوطني زهرة النوار. والفلسطينيون العرب اليوم ليسوا كلهم حفدة للكنعانيين والفلسطينيين القدماء. بعضهم يهود غير دينه، وبعضهم تعود أصوله إلى عائلات عربية قدمت مع موجات الغزو المتلاحقة. ومهما كانت أهمية حجة الجينات فإن الزعم بأن أحدا ما ليس له الحق في وطن معين بسبب عدم نقاء عنصره هو زعم عنصري، صفة من يأتي به العنصرية.