الإعداد للقاء التتار
الأربعاء 18 أغسطس 2010, 12:53 am
استقرار الوضع الداخلي
قطع قطز أطماع المماليك في الحكم عن طريق توحيدهم خلف هدف واحد ، وهو وقف زحف التتار ومواجهتهم, فقام بجمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي في مصر، وقال لهم في وضوح :
"إني ما قصدت (أي ما قصدت من السيطرة على الحكم) إلا أن نجتمع على قتال التتار، ولا يتأتى ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم، أقيموا في السلطة من شئتم" .
فهدأ معظم الحضور ورضوا بذلك. كما قام قطز بتعيين أمراء من المماليك البحرية ، رغم أنه نفسه من المماليك المعزية التي كانت على خلاف مع المماليك البحرية ، فقام بإقرار فارس الدين اقطاي الصغير الصالحي مكانه كقائد للجيش ، حيث وجد فيه كفاءة عسكرية وقدرة قيادية عالية .
التصالح مع المماليك البحرية
كان هناك خلاف كبير بين المماليك البحرية وبين المماليك المعزية، عندما قتل سيف الدين قطز بالتدبير مع السلطان المعز و من ورائه زوجته ، قتل فارس الدين أقطاي اتابك الدولة (وزير الحرب) و والي الاسكندرية ،و زعيم المماليك البحرية سنة 652 هـ،الامر الذي جعل الامير ركن الدين بيبرس البندقداري يفر الي الشام مقتنعا بانه كان الهدف التالي لمؤامرة شجر الدر مع زوجها السلطان المعز و نائبه قطز ثم بدأ الخلاف يتفاقم تدريجياً إلى أن وصل إلى الذروة بعد مقتل الملك المعز عز الدين أيبك بواسطة شجر الدر التي دفعتها الغيرة الزوجية لذلك عندما علمت بان السلطان إصطفي له جارية من الحريم ثم قتل قطز لشجر الدر في ١٦ نيسان ابريل ١٢٥٧ م ، ووصل الأمر إلى أن معظم المماليك البحرية ـ وعلى رأسهم القائد ركن الدين بيبرس ـ فروا من مصر إلى مختلف إمارات الشام، ومنهم من شجع أمراء الشام على غزو مصر مثلما فعل بيبرس مع ملك دمشق الناصر يوسف و ملك الكرك و الشوبك المغيث عمر ، فلما اعتلى قطز عرش مصر قبل الصلح مع بيبرس الذي أرسل الرسل لقطز كي يتحدا للتصدي لجيوش المغول التي كانت قد دخلت دمشق آسرة الناصر يوسف ملكها .
استقبل قطز المماليك الفارين استقبالاً لائقاً, كما استقدم ركن الدين بيبرس ، فلما قدم بيبرس إلى مصر، عظّم قطز من شأنه جداً، وأنزله دار الوزارة، وأقطعه "قليوب" وما حولها من القرى، وعامله كأمير من الأمراء المقدَّمين، بل وجعله على مقدمة الجيوش في معركة عين جالوت .
التوحد مع الممالك المحيطة بمصر
كانت العلاقات مع إمارات الشام الأيوبية متوترة جداً ، وقد فكروا أكثر من مرة في غزو مصر، ونقضوا الحلف الذي كان بين مصر والشام أيام الصالح أيوب، واستقطبوا المماليك البحرية
(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8% B1_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 8A%D9%88%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1)
(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8% B1_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 8A%D9%88%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1)عندهم عندما فروا من مصر بل ان الناصر يوسف الايوبي أمير دمشق وحلب كان قد طلب من التتار بعد سقوط بغداد أن يعاونوه في غزو مصر.
سعى قطز إلى الوحدة مع الشام، أو على الأقل تحييد أمراء الشام، فيخلوا بينه وبين التتار دون أن يتعاونوا مع التتار ضده. فأرسل قطز رسالة إلى الناصر يوسف الأيوبي يعرض عليه الوحدة ، على أن يكون الناصر يوسف الأيوبي هو ملك مصر والشام ، فإن تشكك الملك الناصر الأيوبي في نية قطز فيستطيع قطز أن يمده بالقوات للمساعدة في قتال التتار كما ترك قطز للملك الناصر اختيار قائد الجيش المصري الذي يذهب لنجدته في الشام ، ولكن الناصر الأيوبي رفض ذلك فسقطت كل من حلب ودمشق في يد التتار وفر الملك الناصر الأيوبي إلى فلسطين . بعد فرار الناصر الأيوبي انضم إلى قطز جيش الناصر ، فازدادت بذلك قوة الجيش المصري .
راسل قطز بقية أمراء الشام، فاستجاب له الأمير "المنصور" صاحب حماة، وجاء من حماة ومعه بعض جيشه للالتحاق بجيش قطز في مصر.
أما المغيث عمر صاحب الكرك ، و بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فقد فضلا الحلف مع المغول و الخيانة.
وأما الأخير وهو الملك السعيد حسن بن عبد العزيز صاحب بانياس فقد رفض التعاون مع قطز هو الآخر رفضاً قاطعاً، بل انضم بجيشه إلى قوات التتار ليساعدهم في محاربة المسلمين .
حل الأزمة الاقتصادية
اقترح قطز أن تفرض على الناس ضرائب لدعم الجيش، وهذا قرار يحتاج إلى فتوي شرعية، لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون سوى الزكاة، ولا يدفعها إلا القادر عليها، وبشروط الزكاة المعروفة، أما فرض الضرائب فوق الزكاة فهذا لا يكون إلا في ظروف خاصة جداً، ولابدّ من وجود سند شرعي يبيح ذلك .
فاستفتى قطز الشيخ العز بن عبد السلام فأفتى قائلاً :
"إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم ، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا مالكم من الممتلكات والآلات ، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، وتتساووا في ذلك أنتم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا" .
قبل قطز كلام الشيخ العز بن عبد السلام ، وبدأ بنفسه, فباع كل ما يملك، وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك, فانصاع الجميع, وتم تجهيز الجيش كله.
قطع قطز أطماع المماليك في الحكم عن طريق توحيدهم خلف هدف واحد ، وهو وقف زحف التتار ومواجهتهم, فقام بجمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي في مصر، وقال لهم في وضوح :
"إني ما قصدت (أي ما قصدت من السيطرة على الحكم) إلا أن نجتمع على قتال التتار، ولا يتأتى ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم، أقيموا في السلطة من شئتم" .
فهدأ معظم الحضور ورضوا بذلك. كما قام قطز بتعيين أمراء من المماليك البحرية ، رغم أنه نفسه من المماليك المعزية التي كانت على خلاف مع المماليك البحرية ، فقام بإقرار فارس الدين اقطاي الصغير الصالحي مكانه كقائد للجيش ، حيث وجد فيه كفاءة عسكرية وقدرة قيادية عالية .
التصالح مع المماليك البحرية
كان هناك خلاف كبير بين المماليك البحرية وبين المماليك المعزية، عندما قتل سيف الدين قطز بالتدبير مع السلطان المعز و من ورائه زوجته ، قتل فارس الدين أقطاي اتابك الدولة (وزير الحرب) و والي الاسكندرية ،و زعيم المماليك البحرية سنة 652 هـ،الامر الذي جعل الامير ركن الدين بيبرس البندقداري يفر الي الشام مقتنعا بانه كان الهدف التالي لمؤامرة شجر الدر مع زوجها السلطان المعز و نائبه قطز ثم بدأ الخلاف يتفاقم تدريجياً إلى أن وصل إلى الذروة بعد مقتل الملك المعز عز الدين أيبك بواسطة شجر الدر التي دفعتها الغيرة الزوجية لذلك عندما علمت بان السلطان إصطفي له جارية من الحريم ثم قتل قطز لشجر الدر في ١٦ نيسان ابريل ١٢٥٧ م ، ووصل الأمر إلى أن معظم المماليك البحرية ـ وعلى رأسهم القائد ركن الدين بيبرس ـ فروا من مصر إلى مختلف إمارات الشام، ومنهم من شجع أمراء الشام على غزو مصر مثلما فعل بيبرس مع ملك دمشق الناصر يوسف و ملك الكرك و الشوبك المغيث عمر ، فلما اعتلى قطز عرش مصر قبل الصلح مع بيبرس الذي أرسل الرسل لقطز كي يتحدا للتصدي لجيوش المغول التي كانت قد دخلت دمشق آسرة الناصر يوسف ملكها .
استقبل قطز المماليك الفارين استقبالاً لائقاً, كما استقدم ركن الدين بيبرس ، فلما قدم بيبرس إلى مصر، عظّم قطز من شأنه جداً، وأنزله دار الوزارة، وأقطعه "قليوب" وما حولها من القرى، وعامله كأمير من الأمراء المقدَّمين، بل وجعله على مقدمة الجيوش في معركة عين جالوت .
التوحد مع الممالك المحيطة بمصر
كانت العلاقات مع إمارات الشام الأيوبية متوترة جداً ، وقد فكروا أكثر من مرة في غزو مصر، ونقضوا الحلف الذي كان بين مصر والشام أيام الصالح أيوب، واستقطبوا المماليك البحرية
(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8% B1_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 8A%D9%88%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1)
(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8% B1_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 8A%D9%88%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1)عندهم عندما فروا من مصر بل ان الناصر يوسف الايوبي أمير دمشق وحلب كان قد طلب من التتار بعد سقوط بغداد أن يعاونوه في غزو مصر.
سعى قطز إلى الوحدة مع الشام، أو على الأقل تحييد أمراء الشام، فيخلوا بينه وبين التتار دون أن يتعاونوا مع التتار ضده. فأرسل قطز رسالة إلى الناصر يوسف الأيوبي يعرض عليه الوحدة ، على أن يكون الناصر يوسف الأيوبي هو ملك مصر والشام ، فإن تشكك الملك الناصر الأيوبي في نية قطز فيستطيع قطز أن يمده بالقوات للمساعدة في قتال التتار كما ترك قطز للملك الناصر اختيار قائد الجيش المصري الذي يذهب لنجدته في الشام ، ولكن الناصر الأيوبي رفض ذلك فسقطت كل من حلب ودمشق في يد التتار وفر الملك الناصر الأيوبي إلى فلسطين . بعد فرار الناصر الأيوبي انضم إلى قطز جيش الناصر ، فازدادت بذلك قوة الجيش المصري .
راسل قطز بقية أمراء الشام، فاستجاب له الأمير "المنصور" صاحب حماة، وجاء من حماة ومعه بعض جيشه للالتحاق بجيش قطز في مصر.
أما المغيث عمر صاحب الكرك ، و بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فقد فضلا الحلف مع المغول و الخيانة.
وأما الأخير وهو الملك السعيد حسن بن عبد العزيز صاحب بانياس فقد رفض التعاون مع قطز هو الآخر رفضاً قاطعاً، بل انضم بجيشه إلى قوات التتار ليساعدهم في محاربة المسلمين .
حل الأزمة الاقتصادية
اقترح قطز أن تفرض على الناس ضرائب لدعم الجيش، وهذا قرار يحتاج إلى فتوي شرعية، لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون سوى الزكاة، ولا يدفعها إلا القادر عليها، وبشروط الزكاة المعروفة، أما فرض الضرائب فوق الزكاة فهذا لا يكون إلا في ظروف خاصة جداً، ولابدّ من وجود سند شرعي يبيح ذلك .
فاستفتى قطز الشيخ العز بن عبد السلام فأفتى قائلاً :
"إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم ، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا مالكم من الممتلكات والآلات ، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، وتتساووا في ذلك أنتم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا" .
قبل قطز كلام الشيخ العز بن عبد السلام ، وبدأ بنفسه, فباع كل ما يملك، وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك, فانصاع الجميع, وتم تجهيز الجيش كله.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى