كانت جادة في دراستها متميزة على زميلاتها ..
هجرت كثيراً من صنوف المتعة في سبيل دراستها ...
وبعد جد وكد أصبحت طبيبة مرموقة ..
أحاطت برقتها جميع المرضى .. غمرت بعطفها كل ضعيف وكسير .
لا يعرف الحقد إلى قلبها سبيلاً .. لا تحب الانتقام ولا تفكر فيه ؛ لذلك أحبها الجميع .
علت شهرتها !!
مضت سنين وسنين وهي مضرب المثل في التفاني والإخلاص...
وذات غداة ....
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
دخل أحد العاملين معها وطلب جوالها لأمر طارئ..
لم تتردد في تسليمه له !! لثقتها به !
وكانت آخر لحظة ترى جوالها الوردي ...
طلبته مراراً , ترجته , توسلت إليه ... لكنه ,,,
أبى !! وتوعدها بالمزيد ..
وطفق يبحث في جوالها عن كل كلمة .. وصورة .. ورسالة
ورقم ..
عثر على الكثير من أرقام صديقاتها !
وعن صورها مع عائلتها !
وعن مذكراتها الخاصة والخاصة جداً !
^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^ ^
لم يتردد في نشر محتويات جوالها , وبدأ يرسل رسائل الغرام مصحوبة بصورتها !!
تُرى ما الذي دهى تلك الطبيبة القدوة ؟!
سؤال يطرحه كل من عرفها...
حاولت توضيح الحقيقة !
دافعت عن موقفها !
شرحت تفاصيل ما جرى ..
لم يصدقها إلا القليل !! فقد حامت حولها الظنون ..
أصيبت بالإحباط , تملك اليأس قلبها!!
توالت عليها الأسئلة من كل نوع...
أهكذا يكون جزاء طيبة القلب ؟ أهكذا تكون نهاية المعروف والمروءة ؟
سنوات من التضحية تنسف في لحظة ؟!
مصداقية تذهب أدراج الرياح ؟!
تاريخ حافل تنكسف شمسه بسبب وغد متسلط ؟!
^ ^^ ^ ^ ^^ ^
و في خضم محنتها تذكرت شخصاً كان أحياناً يضع ورقة تحت الباب يحذرها من بعض المحيطين بها ... كانت وقتها تصفه بالرجل الشرقي ؛ لكن أيقنت
الآن بمصداقيته ...
قررت الذهاب إليه لعله ينجدها , أو يجد حلاً لها...
ذهبت عجلى إليه ... وصلت إلى الباب ..وجدته مغلقاً وقد كتب عليه :
كان هنا إنسان لكن طواه النسيان !!
أعادت قراءة العبارة مرتين !! كتبت تحتها :
ليتني أطعت ذاك الإنسان لكن قد فات الأوان !!
تيقنت أنه رحل !
عقدت العزم على أن ترحل مثله ..
لترحل عن مجتمع لا يعرف من القصة إلا بدايتها .. ولا يكلف نفسه البحث عن الحقيقة ..
رجعت إلى بيتها ... وهي تردد في نفسها قول الشاعر :
الحر إلياصكت عليه المغاليق ++ يشوم وعن دار المذلة ينِزّي