الطبيب بين الكريم واللئيم
يحكى أن هناك كان يوجد طبيباً ماهراً في علمه متقناً لصنعته فاقت شهرته آفاق البلاد حتى انه كان يزوره المرضى من المدن المجاورة
وكان لهذا الطبيب داراً جعلها مقراً لتدريس الطب للأطباء الجدد وقد لفت نظره أحد الأطباء المبتدئين بذكائه ونبوغه في مهنة الطب وقام بتدريبه التدريب الكافي حتى أصبح هذا الطبيب المبتدئ مشهوراً كأستاذه
وعندما كان يدرس هذا الطبيب عند معلمه لفت نظره في إحدى العمليات الجراحية أمراً غريباً
قام الطبيب بفتح بطن المريض وباشر في العملية الجراحية وعند قرب انتهاء العملية أراد أن يرجع أمعاء المريض إلى بطنه .
فقام بذكر محاسن المريض وأخذ يمدحه.
هذا الطيب هاذ الكريم اللي أخلاقه عالية وهكذا فإذا بالأمعاء تنكمش وترجع الى مكانها كلما قام الطبيب بمدح الرجل إلى أن رجعت الأمعاء بالكامل
وخاط الطبيب بطن المريض وشفي الرجل.
ودارت الأيام والسنين وقام الطبيب المتعلم بإجراء عملية جراحية لرجل مشابهه للعملية التي أجراها أستاذه من قبل
وعند انتهاء العملية قام بمدح المريض كما تعلم من أستاذه وإذا به يجد نتيجة مخالفة فأخذت الأمعاء تخرج إلى الخارج حتى كاد أن يهلك الرجل واحتار الطبيب ماذا يفعل فهو هكذا تعلم من أستاذه
ومن حسن حظه أن أستاذه كان قريب منه في نفس الحي الذي يسكن فيه وقد تقدمت به السن
فذهب إليه واستنجد به وقص عليه ما حصل وحضر الطبيب المعلم وشاهد الرجل وأمعائه خارج بطنه فقام الطبيب وقال هذا الرجل الخسيس البطال المتكبر ألحرامي وما ترك خصلة سيئة إلا وذكرها وإذا بالأمعاء ترجع إلى مكانها كلما قام الطبيب بشتمه وذمه حتى رجعت بكاملها ثم خاط الطبيب بطن المريض
فتعجب الطبيب من أستاذه وأراد أن يعرف السر في هذا
فقال له الطبيب المعلم إنا عندما أجريت العملية كانت لرجل كريم وعندما مدحته استحت أمعائه روجعت إلى مكانها من حسن خلقه وتواضعه
وعندما أنت أجريت العملية لهذا الرجل فكان لئيماً وكلما مدحته تمردت وتكبرت أمعائه
وعندما شتمته انكمشت وتقلصت من خوفها .....
فهنالك فرق بين الكريم واللئيم حتى في الأمعاء