قال الشيخ / محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى- في شرح الأربعين النووية :
قوله : ( الأعمال بالنيات ) :
والمقصود من هذه النية تمييز العادات عن العبادات وتمييز العبادات بعضها عن بعض ،
تمييز العادات عن العبادات :
مثاله : *الرجل يأكل الطعام شهوةً.
*والرجل الآخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله في قوله : {وكلوا واشربوا} ،
صار أكل الثاني عبادة وأكل الأول عادة ،
ثانياً :*الرجل يسبح بالماء تبرداً
*والثاني يسبح بالماء للغسل من الجنابة ،
الأول عادة والثاني عبادة،
ولهذا لو كان على الإنسان جنابة ثم انغمس في الماء للتبرد ثم صلى ،
هل يجزؤه ذلك أو لا ؟
لا يجزؤه ،
لا بد من النية وهو لم ينو التعبد وإنما نوى التبرد ،
ولهذا قال بعض أهل العلم
عبادات أهل الغفلة عادات
وعادات أهل اليقظة عبادات،
سبحان الله ,سبحان الله ،
( عبادات أهل الغفلة عادات ) :
يقوم ويغسل ويصلي ويذهب على العادة ،
و (عادات أهل اليقظة عبادات) :
تجده إن أكل يريد امتثال أمر الله يريد إبقاء نفسه يريد ستر عورته يريد التكفف عن الناس يكون عبادة ،
آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يزبعه يريد أن يترفه بثيابه أو يكشخ هذا لا يؤجر،
آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يعرف الناس قدر نعمة الله عليه وأنه غني هذا يؤجر،
في يوم الجمعة لبس أحسن ثيابه لأنها يوم الجمعة ،
والثاني لبس أحسن ثيابه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ،
أيهما العبادة ؟
الثاني، وعلى هذا فقس ،
يصلي الإنسان ركعتين أحدهما ينوي بذلك التطوع والثاني ينوي الفريضة ،
تميز العملان أم لا ؟
تميزا ، هذا نفل وهذا واجب ، وعلى هذا فقس ،
إذن القصد تمييز العبادات بعضها عن بعض كالنفل مع الفريضة أو تمييز العادات عن العبادات هذا المقصود بالنية
النية محلها القلب لا ينطق بها إطلاقاً ،
لأن تتعبد لمن { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } ،
لست تعمل لإنسان حتى تقول : عملت هذا لك ،
تعمل لله عز وجل ،
ولهذا لم ينطق النبي صلى الله عليه وسلم بالنية أبداً ،
والنطق بها بدعة ينهى عنه ، لا سراً ولا جهراً ،
أ نتهــ كلامه رحمه الله تعالى
هذا وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً