[center]
فِي ليلةٍ ممطرَه
راودنِي كابوسٌ رهيبْ
أيقظنِي منْ منامِي
وزرعَ فِي قلبِي خوفً شديدْ
نهضتُ منْ سريرِي
وفتحتُ نافذةَ غرفتِي
فرأيتُ منظراً كئيبْ
كانتْ غيوماً سوداءْ
تغطِّي جمالَ السماءْ
أمَّا الأشجارَ فكانتْ يابسةً
كمَا لوْ كانتْ وسطَ صحراءْ
أحسستُ بيدٍ علَى كتفِي
التفتُّ فوجدتُ عجوزاً شمطاءْ
كانتْ تعلُو وجههَا بسمةً جوفاءْ
عدتُ بخطواتِي إلَى الوراءْ
فسألتهَا:
مالذِي أفعلهُ هنَا؟
ومنْ أتَى بِِي يا ترَى؟
قالتْ لِي بكبرياءْ:
لقْد أتيتِي بنفسكِ يَا فتاةْ
فلا تظنِّي أنَّ هناكَ منْ نجاةْ
أغلقتُ عينايْ وصرختْ:
هَذا مجردُ سباتْ
عندمَا أصحُوا منهُ
سيختفِي ويصبحُ فتاتْ
ضحكتْ العجوزُ ضحكةً هزتِ الأرجاءْ
وقالتْ بصوتٍ مخيفٍ وباستخفافْ:
هلْ تعرفينَ مَا هذا المكان ْ؟
هنَا يَا عزيزتِي
مملكةُ الأحزانْ
عندهَا أدركتُ أننِي
سجنتُ فِي مملكةِ أحزانِي
ولاَ يوجدُ منْ يسمعنِي
ولاَ يُنقذنِي
وسَأظلُّ دائمًا أعانِي