الزيتون شجرة مباركة سواء أتاها نور الشمس شرقاً أو غرباً (يوقد من
شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية)[سورة النور: الآية 35]، فزيتها هو
وقود بكل ما تعنيه كلمة وقود من أبعاد علمية، ففي الزيت ثمان وحدات حرارية
في الغرام الواحد، كما أن الحوامض الدهنية غير المشبعة التي يتألف منها
الزيت مفيدة للجسم إذ إنها تمنع الترسبات الدهنية في جدران الشرايين
الدموية بعكس الحوامض الدهنية المشبعة الموجودة في أكثر الزيوت الحيوانية
التي تسبب تشمع الأعضاء وتصلب الشرايين. ولذا ينصح المرضى بتناول ملعقة
كبيرة من زيت الزيتون يومياً للوقاية من تصلب الشرايين وكعلاج له.
وللزيت
عدا ميزاته الغذائية والشفائية ميزة روحية نورانية لقوله تعالى: (يكاد
زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور)[سورة النور: الآية 35].
والمؤسف
أن بعض الأطباء لا يزال حتى اليوم يمنع بعض مرضاه من المصابين بتصلب
الشرايين وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم من تناول زيت الزيتون، مع أن
العكس هو الصحيح كما أثبتت الدراسات العلمية الرصينة التي أجريت مؤخراً في
فرنسا وإسبانيا. وقد أثبتت التجربة أن شرب الزيت ينفع المسموم لأنه يمنع
امتصاص المواد السامة ودخولها إلى الدم، كما أنه يطلق البطن ويسكن أوجاعه
ويخرج الدود.
إن أغلب الدهون تزعج المعدة إلا الزيت.
يضاف
إلى ما ذكر أنه مقوٍّ للثة والأسنان، ملين للجلد، وكذلك يوصف علاجاً
للتصلب اللوحي الذي يصيب المادة الدهنية التي تغلف الأعصاب، ولو أن زيادة
في الدراسات العلمية الرصينة أجريت على شجرة الزيتون المباركة لوجد الطب
فوائد جمة فيها مصداقاً لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (كلوا الزيت
وادهنوا به) وقوله (ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة)، وعنه
أيضاً: (إن الزيتون يطرد الرياح).