منتدى سيتى شات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

ملتقى العباقرة للكلام العام .

أهلا وسهلا بك يا زائر فى منتدى سيتى شات أخر عضو مسجل meenna sayed فمرحباً به ..
«-[ أجدد الأفلام فى منتدى سيتى شات - CityChat ]-»

gneralmaximos

gneralmaximos

عضو مؤسس
عضو مؤسس
اعلام الدول :
مصر
عبر عن مودك :
ممتازه
العمل :
مهندس
مهاراتك الفنية :
ركوب الخيل
الجنس :
ذكر
السمعة :
ليس لديك تحذيرات
عدد المشاركات :
3291
نقاط :
33074
تاريخ التسجيل :
23/05/2010

أدى الفتح الإسلامي لبلاد فارس (637-651) إلى نهاية الامبراطورية الساسانية وتراجع الديانة المجوسية في فارس. وقد بدأت تلك الفتوحات بغزو المسلمين للعراق عام 11هـ / 633م بقيادة خالد بن الوليد، فبقي حتى استكمل فتح العراق بالكامل، ثم انتقل خالد بعد ذلك إلى الجبهة الإسلامية الرومية بالشام لاستكمال الفتوحات، فتعرض المسلمون في العراق لهجوم مضاد من قبل الفرس مما أفقدهم مافتحوه مع خالد بن الوليد. فبدأت الموجة الثانية من الفتوحات تحت قيادة سعد بن أبي وقاص سنة 14هـ / 636م، فكان النصر الحاسم في معركة القادسية التي أنهت سيطرة الساسانيين على الجبهة الغربية لفارس. فانتقلت الحدود الطبيعية ما بين الدولة الإسلامية الفتية والفرس من العراق إلى جبال زاجروس. ولكن وبسبب الغارات المستمرة للفرس على العراق، فقد امر الخليفة عمر بتجريد الجيوش لفتح الإمبراطورية الساسانية بأكملها سنة 21هـ / 642م، ولم يمضي عام 23هـ / 644م حتى استكمل القضاء على تلك الإمبراطورية وفتح فارس برمتها.هذا الفتح السريع لبلاد فارس من خلال سلسلة من الهجمات المنسقة تنسيقا جيدا، والتي ادارها عمر من المدينة المنورة على بعد آلاف الأميال من ميادين المعارك في بلاد فارس، كانت له أعظم انتصار، وأكسبته سمعة كأحد أعظم العباقرة الإستراتيجيين والسياسيين في التاريخ[1].معظم المؤرخين المسلمين قد قالوا بأن المجتمع المدني في بلاد فارس عند بداية الفتوحات الإسلامية كان في حالة تدهور والانحطاط، وبالتالي فإنهم احتضنوا تلك الجيوش العربية الغازية بأذرع مفتوحة. كما أن منجزات الحضارة الفارسية لم تُهمل، فقد تم استيعابها في النظام الإسلامي الجديدبلاد فارس قبل الفتح الإسلامي

كان نهر الفرات ومنذ بداية القرن الأول الميلادي هو الحد الفاصل ما بين الرومان (البيزنطيون من بعدهم) والبارثانيون (الساسانيون من بعدهم)، وقد كان وبشكل دائم منطقة متنازع عليها. فقد تركزت معظم التحصينات والمعارك التي دارت بينهما بالمناطق الجبلية الشمالية، حيث كانت بادية الشام تفصل ما بينهما في الجنوب. وقد كان الخطر الوحيد المتوقع من الجنوب هو بعض الغزوات من رجال القبائل البدو. وقد حصنت كلا الدولتين نفسيهما من تلك الغزوات القادمة من العرب بإنشاء دويلات شبه مستقلة حليفة لهما على الحدود. فحلفاء البيزنطيون هم الغساسنة، اما المناذرة فقد كانوا حلفاء الفرس. وقد كانوا دائما في حالة احتدام مع بعضهما مما سهل من كونهما تابعين لتلك الإمبراطوريات، وإن لم يغيرا الكثير من توازن القوى بين الروم والفرس. خلال القرنين السادس والسابع الميلادي ظهرت عوامل عدة دمرت توازن تلك القوى والتي تم المحافظة عليها لقرونا عديدة.[] تمرد الدويلات العربية الحليفة (602م)

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 220px-Sassanid_Music_Plate_7thcenturyالفتح الإسلامي لبلاد فارس Magnify-clip
يعلق الفرس القدماء أهمية كبيرة على الموسيقى والشعر، ولا يزالون إلى الآن. لوحة من القرن السابع ميلادي يصور موسيقيو العصر الساساني.


تحول الغساسنة حلفاء الروم إلى المذهب المسيحي الذي يؤمن الطبيعة الواحدة للمسيح (Monophysite)، مما اعتبرته الكنيسة الأرثوذكسية التابعة للبيزنطيين بأنه هرطقة. فحاول البيزنطيون قمع تلك الهرطقة، بتنفير الغساسنة وإثارة القلاقل على حدودهم الصحراوية. وقد ثار العرب أيضا ضد كسرى الثاني بعد قتله للملك النعمان بن المنذر عام 602م، فكانت واقعة ذي قار التي انهزم فيها الجيش الفارسي أمام قبائل العرب الموالية للمناذرة. وبعد مقتل كسرى بدأت تلك الإمبراطورية بالتفكك. وقد اعتبر أن ضم مملكة الحيرة إلى الفرس أحد أهم عوامل سقوط الإمبراطورية الساسانية أمام جحافل الجيوش الإسلامية وسهل فتح فارس أمامهم، حيث وافق المناذرة بأن يكونوا جواسيس للمسلمين بعد هزيمتهم في معركة الحيرة أمام خالد بن الوليد[2].[ الحروب البيزنطية - الساسانية (612 - 629)

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 25px-Crystal_Clear_app_kdict طالع أيضا :الحرب الأخيرة بين الروم والفرس
بعد استئصال كسرى برويز لثورة بهرام تشوبين التي كادت أن تودي بحكمه، وجه طاقته إلى خارج الحدود أي باتجاه العدو التقليدي أي البيزنطيون، وقد تمكن من احراز نصر عظيم خلال سنوات قليلة (612 إلى 622) على الروم وتمكن من توسيع حدود مملكته إلى ماكانت عليه زمن الأخمينيون واستولى على مدن أنطاكية ودمشق والإسكندرية والقدس. لكن البيزنطيون اعادوا تجميع قواهم بقيادة هرقل، وبدؤوا باستعادة زمام السيطرة بدءا من سنة 622، وتوالت انتصاراتهم حتى تمكنوا من هزيمة جيش كسرى في معركة نينوى الفاصلة سنة 627م، وصار قريباً من المدائن. وعندها رآى شيرويه بن كسرى أن من الأفضل أن يعقد الصلح مع هرقل. وبمقتضاه استردت بيزنطة كل ما كان لها من البلاد التي كانت تحت أيديهم قبل سنة 602م والتي سقطت في أيدي الفرس، بما في ذلك أملاكهم في الرافدين وبلاد الجزيرة الفراتية والشام ومصر.[] اغتيال كسرى الثاني

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 200px-Cherub_plaque_Louvre_MRR245_n2الفتح الإسلامي لبلاد فارس Magnify-clip
كسرى الثاني يستكين لهرقل ملك الروم، مأخوذة من صورة من القرن ال12 على صليب فرنسي.


اغتيل كسرى الثاني عام 628م فكثر المطالبين بالعرش الساساني، فمن عام 628 حتى 632 حكم فارس عشرة من الملوك والملكات. وكان آخرهم يزدجرد الثالث حفيد كسرى الثاني، وقد قيل أنه مجرد طفل ولكن لم يكن هناك تاريخ معروف لولادته.[] فترة حياة النبي محمد

بعد توقيع صلح الحديبية سنة 6 هـ / 628 م، تفرغ الرسول بإرسال الرسائل العديدة إلى مختلف الزعماء من رؤساء القبائل والملوك وكسرى وقيصر والنجاشي يدعوهم إلى الإسلام. وقد حمل تلك الرسائل السفراء إلى الملوك المعنيين في بيزنطة وفارس الحبشة ومصر واليمن والحيرة وكان ذلك في نفس اليوم[3]. وقد قام عبد الله بن حذافة السهمي بنقل رسالة الرسول إلى كسرى، وكان نص الرسالة كالتالي:
" بسم الله الرحمن الرحيم " من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك."[4]
وقد كان هناك شبه اجماع من المؤرخين بأن ردة فعل كسرى حول فحوى الرسالة، كانت بتمزيقها بغضب.[] صعود الخلافة الإسلامية

بعد وفاة الرسول بالمدينة خلفه أبو بكر بالحكم وأصبح أول خليفة للمسلمين، ولكن مالبث ان ارتدت معظم قبائل العرب عن الإسلام، مما لزم عليه معاقبتها لإرتدادهم. فجرت حروب الردة حتى تم عودة جميع تلك القبائل إلى الإسلام خلال سنة 11 هـ، فلم تشرق سنة 12 هجري / 633 م حتى توحدت الجزيرة العربية بأكملها تحت راية واحدة وخليفة يحكمهم بالمدينة. لم يعرف ان كان في نية أبو بكر إرسال الجيوش لفتح البلاد خارج الجزيرة أم لا، إلا أنه يمكن القول بأن الشروع بالفتوحات بدأت في عهده، فتحت صفحة في المسار التاريخي للإسلام جعلت منه خلال فترة قصيرة من الزمن واحدة من أضخم الإمبراطوريات في التاريخ، وبدأت الفتوحات بمواجهة مع الدولة الساسانية تحت قيادة خالد بن الوليد.[] فتح العراق

[] عهد أبو بكر

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 240px-Mohammad_adil-Khalid%27s_conquest_of_Iraqالفتح الإسلامي لبلاد فارس Magnify-clip
صورة توضح مسار طريق خالد بن الوليد عند فتحه للعراق.


بعد الانتهاء من حروب الردة، كان المثنى بن حارثة الشيباني يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك أبا بكر، فسأل عنه، فقيل له: "هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد". ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدا[5].عندما بدأ أبوبكر بإرسال الجيوش لغزو العراق. واجهته مشكلة عزوف الناس عن محاربة الفرس، حيث الخوف اللامنطقي الذي استمر في ذاكرة العرب وذلك كنتيجة للهيمنة الفارسية، والنظرة الفرس الدونية لهم. لذا كان من المهم لدى أبوبكر عدم تعريض تلك الجيوش لأية هزيمة، فهذا من شأنه أن يعزز الخوف الغريزي. فعمل نصر حقيقي يتطلب منه أن يفعل تدبيرين في نفس الوقت: عمل جيش يكون بأكمله من المتطوعة وأن يكون تحت قيادة خيرة قادته وهو خالد بن الوليد، ووقتها كان خالد لا يزال في اليمامة بعد نصره الكبير على مسيلمة الكذاب عندما أرسل إليه أبو بكر يأمره بالتوجه إلى العراق، مع عدم إكراه أحد من المسلمين على مواصلة السير معه، ومن أحب الرجوع بعد قتال المرتدين فليرجع، فانفض كثير من الجند، وعادوا إلى ديارهم تعبا وإرهاقا من حرب الردة، فلم يبقى مع خالد سوى ألفين من المسلمين. فطلب تعزيزات من أبوبكر، فأرسل إلى زعماء القبائل القريبة من العراق كالمثنى بن حارثة ومظهور بن عدي وحرملة وغيرهم لمساعدة جيش خالد. وفي محرم من السنة 12 هجري / مارس 633 خرج خالد من اليمامة بجيش تعداده 10,000[6]. وانضم إليه زعماء القبائل بتعزيزات 2,000 لكل منهم، فلم يصل خالد تخوم فارس إلا وتعداد جيشه 18,000 جندي، فأصبحت الحيرة هي هدف خالد.بعد دخوله العراق بجيشه الذي يقدر ب 18,000 جندي، حارب خالد الفرس في أربع معارك وقد كان النصر حليفه جميعها وهي: معركة ذات السلاسل تمت سنة 12 هـ / 633 م، ثم معركة نهر الدم تمت في صفر من نفس العام، ثم الولجة في أواسط صفر حيث هزمت القوات الفارسية رغم تفوقها العددي بنسخة مطورة عن حيلة الكماشة استخدمها خالد بن الوليد. ثم بعد ذلك معركة أليس أوائل ربيع الأول، فبدأت الساحة الفارسية بالتفكك والسقوط بسبب ظهور المشاكل الداخلية، ثم تلى ذلك سقوط الحيرة التي تعتبر عاصمة للعراق في ذلك الوقت. أعطى خالد جيشه استراحة بعد أن أدرك أن معركة الولجة قد فرضت ضغطا رهيبا على قواته، على الرغم من انتصارهم الساحق على الفرس[7] فقد كانت معركة الولجة أطول[8] وأشرس المعارك التي خاضها المسلمون حتى الآن في العراق، ولذلك سعى خالد بن الوليد إلى ضمان أن تبقى معنويات المسلمين مرتفعة.ثم بعد ذلك بدأ بالتوجه صوب الأنبار في ربيع الثاني وبدأ في حصارها حتى سقطت بعد عدة أسابيع من الحصار في جمادى الأول، ثم اتجه جنوبا إلى الحامية الفارسية الكبيرة التي كانت في عين التمر الواقعة على الطريق إلى دومة الجندل، وكان يقطنها العرب النصارى الموالين للفرس. وكانت الحامية مؤلفة من قسمين الأول فارسي تحت قيادة القائد الفارسي مهران بن بهرام والثاني عربي من قبائل النمر وتغلب وإياد بقيادة عقة بن أبي عقة. وقد تميزت معركة عين التمر الغريبة بسرعة إنتهائها، حيث لاذ العرب النصاري بالفرار قبل أن تبدأ المعركة فعلياً. وبذلك يكون معظم العراق خاصة مناطق الفرات واقعة تحت السيطرة الإسلامية.تلقى خالد وهو في العراق رسالة من عياض بن غنم، شارحا له الوضع السيء له، حيث أنه شبه محاصر في دومة الجندل من قبيلة كلب وجيشه منهك وطلب منه المساعدة. وقد وصلت هذه الرسالة إلى خالد عندما كان هم بالرحيل من عين التمر بإتجاه الحيرة، وكانت الأوضاع في العراق قد استقرت. في اليوم التالي غادر خالد بن الوليد عين التمر على رأس ستة آلاف رجل بإتجاه دومة الجندل. وقد هزم خالد بن الوليد تلك القبائل المناوئة وفتح الحصن عنوة في معركة دومة الجندل وكان ذلك في جمادى الآخر سنة 12هـ الموافق الإسبوع الأخير من اغسطس 633م. كان خالد أقام بدومة الجندل فظنَّ الأعاجم به وكاتبوا عرب الجزيرة النصارى فاجتمعوا لحربه، وقصدوا الأنبار يريدون انتزاعها من الزَّبرقان وهو نائب خالد عليها، فقاتلهم المسلمون بمكان يقال له الحصيد فهزموهم فلجؤوا إلى مكان يقال له‏:‏ خنافس فسار إليهم أبو ليلى ابن فدكي السعدي، فلما أحسوا بذلك ساروا إلى المضيح، فلما استقروا بها بمن معهم من الأعاجم والأعارب قصدهم خالد بن الوليد بمن معه من الجنود، وقسم الجيش ثلاث فرق وأغار عليهم ليلاً وهم نائمون، فأنامهم ولم يفلت منهم إلا اليسير، فما شبهوا إلا بغنم مصرعة[9]‏.‏ ثم كانت وقعة الثنى والزميل، وقد بيتوهم فقتلوا من كان هنالك من الأعراب والأعاجم فلم يفلت منهم أحد ولا انبعث بخبر، وكان ذلك في رمضان 12 هـ الموافق نوفمبر 633م. ثم بعث خالد بالخمس من الأموال والسبي إلى الصديق، وقد اشترى علي ابن أبي طالب من هذا السبي جارية من العرب وهي ابنة ربيعة بن بجير التغلبي فاستولدها عمر، ورقية بني علي بن أبي طالب[9].أنهت تلك الهزائم الساحقة هيمنة الفرس على العراق، وابقت عاصمة دولتهم المدائن من غير حماية قوية ومعرضة لأي هجوم من الجيوش الإسلامية. غير أنهم قد جهزوا جيوشاً تكون حائلة بين خالد وبين المدائن التي فيها إيوان كسرى، وسرير مملكته‏. ثم سار خالد بمن معه من المسلمين إلى الفراض وهي تخوم الشام والعراق والجزيرة، فأقام هنالك شهر رمضان سنة 12هـ / ديسمبر 633 مفطراً لشغله بالأعداء، ولما بلغ الروم أمر خالد ومسيره إلى قرب بلادهم، حموا وغضبوا وجمعوا جموعاً كثيرة، واستمدوا تغلب وإياد والنمر، ثم ناهدوا خالداً فهزمهم في وقعة الفراض في النصف من ذي القعدة 12 هـ/ يناير 634.‏ وقد كانت آخر معركة له في العراق قبل أن يرسله أبو بكر إلى الشام قائدا عاما لجيوش المسلمين لمحاربة الروم[10].[] عهد عمر

سار خالد من العراق بمن صحبه إلى الشام، وقد قيل‏:‏ أنه سار بتسعة آلاف، وقيل‏:‏ بثلاثة آلاف، وقيل‏:‏ بسبعمائة، وقيل‏:‏ بأقل إلا أنهم صناديد جيش العراق[9]‏.‏ فما أن ترك خالد العراق حتى قرر الفرس الهجوم واستعادة ما خسروه من أراض مع خالد. فاضطرت الجيوش الإسلامية بقيادة المثنى في التخلي عن الأراضي التي أخذوها والعودة إلى الحدود الصحراوية والتمركز بها. فذهب إلى المدينة لطلب المساعدة والمدد، أصبح عمر فندب الناس وحثهم على قتال أهل العراق، وحرضهم ورغبهم في الثواب على ذلك، فلم يقم أحد لأن الناس كانوا يكرهون قتال الفرس لقوة سطوتهم وشدة قتالهم‏.‏ ثم ندبهم في اليوم الثاني والثالث فلم يقم أحد، وتكلم المثنى بن حارثة فأحسن وأخبرهم بما فتح الله تعالى على يد خالد من معظم أرض العراق، ومالهم هنالك من الأموال والأملاك والأمتعة والزاد فلم يقم أحد في اليوم الثالث، فلما كان اليوم الرابع كان أول من انتدب من المسلمين أبو عبيدة بن مسعود الثقفي‏.‏ ثم تتابع الناس في الإجابة، أمر عمر طائفة من أهل المدينة وأمر على الجميع أبا عبيدة[9]‏. وقد هزم أبوعبيدة أمام الفرس وقتل في معركة الجسر، ولكن المسلمين استطاعوا استلام المبادرة وهزموا الفرس في معركة البويب بقيادة المثنى بن حارثة. في سنة 14 هـ / 635 م رأى يزدجرد الثالث أنه من الأفضل التحالف مع هرقل إمبراطور بيزنطة. فزوج هرقل ابنته ليزدجرد (الابنة الكبرى حسب الأعراف الرومانية لإظهار التحالف). فجهز هرقل جيشا ضخما لاسترداد الشام، وفي نفس الوقت أمر يزدجرد جيوشه كلها بالتمركز لإخراج المسلمين من العراق نهائيا. فكان الهدف هو هجوم منسق من كلا الجبهتين الشامية والعراقية لإبادة جيش المسلمين الذي أرسله عمر. ولكن القدر لم يكن إلى جانبهم[11].[] معركة القادسية

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 25px-Crystal_Clear_app_kdict مقال تفصيلي :معركة القادسية
الفتح الإسلامي لبلاد فارس 290px-Mohammad_adil_rais-battlefield_of_qadisiyyahالفتح الإسلامي لبلاد فارس Magnify-clip
موقع معركة القادسية، حيث يظهر في الخريطة جيش المسلمين بالأحمر مقابل الجيش الساساني بالأزرق


أمر الخليفة عمر الجيوش الإسلامية بالرجوع إلى المناطق الصحراوية الحدودية مع العراق والبدء في إعادة تشكيل الجيوش لمواجهة الحملة الفارسية المضادة. حيث يجب عليهم إعادة فتح العراق من جديد بسبب فقدانهم جميع فتوحاتهم فيها. فأعلن النفير العام للمسلمين أن يدركوا المسلمين في العراق واجتمع الناس بالمدينة المنورة فخرج عمر معهم إلى مكان يبعد عن المدينة ثلاثة أميال على طريق العراق والناس لايدرون مايريد أن يصنع عمر، واستشار عمر الصحابة في قيادته للجيش بنفسه فقرروا أن يبعث على رأس الجيش رجلاً من أصحاب الرسول ويقيم هو ولا يخرج واستشارهم في من يقود الجيش فأشير إليه بسعد بن أبي وقاص، فسلم عمر قيادة جيوش العراق إليه فخرج في ربيع الأول 15 هـ / مايو 636 م، وخيم في القادسية في ربيع الآخر، وفي أثناء ذلك توفي المثنى بن حارثة من جراحة أصيب بها في السابق. فترحم سعد ومن معه على المثنى واوصى باهل بيته خيرا ثم تزوج سعد سلمى زوجة المثنى‏.‏ وكان معه تسعة وتسعون بدريا وثلاثمائة وبضعة عشر ممن كانت له صحبة فيما بين بيعة الرضوان إلى ما فوق ذلك وثلاثمائة ممن شهد الفتح وسبعمائة من أبناء الصحابة‏[12].‏في تلك الفترة بدأ هرقل بالهجوم على المسلمين في الشام، لكن يزدجرد وبسبب الظروف الصعبة في البيت المالك لم يتمكن من التنسيق مع هرقل في هجومه ضد المسلمين ولم تكن لديه خطة واضحة المعالم تجاههم. أما عمر فبعد أن وصلته معلومات عن هذا التحالف فقد وضع خطته الخاصة. وبما أن المعركة مع البيزنطيين قد صارت وشيكة، فقد فضل عمر أن لا يجازف بجيشه في معارك ضخمة مع قوتين عظيمتين في نفس الوقت؛ فإن هزم في إحدى الجبهتين فقد يسبب له الشلل عن الرد في اللحظة الحاسمة. لذا فقد فضل إنهاء الأمر مع البيزنطيين أولا، فبدأ بإرسال ستة آلاف رجل في مجموعات صغيرة كتعزيزات إلى جيشه الموجود في اليرموك، وقد فعل ذلك لكي يعطي الإنطباع بأن التعزيزات لن تنقطع عن جيوشه. في الوقت نفسه حاول عمر تعطيل يزدجرد الثالث وذلك بجعل سعد يدخل معهم في مفاوضات كمحاولة لادخالهم الإسلام. وكان هرقل قد أعطى الأوامر لقائده ماهان بأن لايدخل في حرب مع المسلمين إلا بعد أن يأمره هو بذلك. لكن الخوف من تواصل المدد من المدينة، لم يعط للبيزنطيين أي خيار سوى الهجوم على المسلمين حتى لاتزداد قوتهم، فكانت معركة اليرموك -وحصلت قبل معركة القادسية بثلاث أشهر- والتي قضت على النفوذ البيزنطي في الشام وإلى الأبد. ومع ذلك، واصل يزدجرد الثالث لتنفيذ خطته الهجومية والتمركز بجيوشه بالقرب من العاصمة المدائن[13].بما أن الأوضاع في الشام قد أضحت في صالح المسلمين وخف الضغط النفسي عليهم، مما حدا بعمر أن يأمر سعد بن أبي وقاص بأن يستعد للمعركة مع الجيش الساساني. وقد هزم المسلمون الساسانيون في معركة القادسية في 13 - 16 شعبان 15 هـ / 19 - 22 سبتمبر 635م وتحطم الجيش الفارسي في تلك المعركة مما جعلها بوابة فتح العراق من جديد وأنهت الوجود الساساني في العراق للأبد[14]. واعتبرت تلك المعركة بأنها من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام والبشرية. وقد قتل فيها أشهر قواد الفرس وهو رستم فرخزاد. وقد استولى سعد بعد تلك المعركة على بابل. ثم فتح عاصمة الدولة الساسانية المدائن في صفر 16 هـ / مارس 637 بعد حصار دام ثلاثة أشهر. وصف المؤرخ الإيراني كافيه فروخ في كتابه "ظلال الصحراء: فارس القديمة زمن الحرب" كيفية سقوط المدائن بيد المسلمين:
يأس سكان المدينة في اردشير من صد الغزاة المسلمين والتي سقطت في آخر الأمر بأيديهم سنة 637. ولأول مرة شاهد العرب الغنى والثراء الفاحش والفن والثقافة والرقي في عاصمة أضخم الإمبراطوريات. فاستولوا على كل مافيها. وأرسلوا خمس غنائم عاصمة الفرس المدائن إلى الخليفة عمر في المدينة. ومن ضخامة ما غنمه المسلمون أن نصيب الجندي المسلم من تلك المعركة كان مايساوي 12000 درهم من المواد العينية، أي مايعادل بالوقت الحالي 250,000 دولار أمريكي. وتم أسر حوالي 40,000 من أبناء الأشراف الفرس وبيعوا كرقيق في الأسواق[15].
[] إعادة فتح العراق (636 - 638)

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 250px-Ctesiphon%2C_Iraq_%282117465493%29الفتح الإسلامي لبلاد فارس Magnify-clip
ماتبقى من إيوان كسرى، قصر الملوك الأكاسرة الساسانيين في قطسيفون بمنطقة المدائن، العراق.


بعد الاستيلاء على العاصمة المدائن مباشرة، تم إرسال الجيوش غربا لفتح قرقيسيا وهيت وهما حصون بيزنطية لحماية الحدود. ومطاردة فلول الفرس المنسحبة من المدائن وتجمعت في جلولاء وشمال دجلة في تكريت والموصل. وتعتبر جلولاء ذا موقع استراتيجي حيث تتوجه الطرق منها إلى العراق وخراسان وأذربيجان. وكان مهران هو اسم قائد الفرس في جلولاء ومساعده القائد خورازاد وهو أخ لرستم قائد الفرس في القادسية. وكانت تعليمات عمر بن الخطاب بأن يراسله سعد بن أبي وقاص ويخبره بكل تحركات الفرس، فقرر عمر البدء بجلولاء. وكانت خطته هي تحرير جميع الأراضي الشمالية أولا قبل الوصول إلى تكريت والموصل. وأمر هاشم بن عتبة بالذهاب إلى جلولاء، وعبد الله بن المعتم إلى تكريت والموصل لفتحهما. فسار هاشم بن عتبة بجيش تعداده 12,000 مقاتل من المدائن إلى فلول الفرس بقيادة مهران، وقد انتصر عليه في معركة جلولاء. وبعد فتح جلولاء سار عبد الله بن المعتم إلى تكريت واستولى على المدينة بعد مقاومة عنيفة. ثم أرسل جيشه بعد ذلك إلى الموصل والذين أجابوا إلى الصلح ودفع الجزية. وبعد النصر في جلولاء وفتح منطقة الموصل - تكريت يكون فتح العراق قد تأكد واكتمل.بعد فتح جلولاء، سعت القوات المسلمة بقيادة القعقاع إلى مطاردة الفرس. فقوات الفرس التي فرت من جلولاء بقيادة مهران تحصنت في خانقين 15 ميلا عن جلولاء بالطريق إلى إيران، وقد هزمهم القعقاع وفتح المدينة. ثم إنسحب الفرس إلى حلوان، فحاصرها القعقاع حتى فتحها في ذو الحجة سنة 16 هـ / يناير 638 م[16]. وقد استأذن القعقاع الخليفة عمر بفتح مدن داخل الأراضي الفارسية، لكن عمر تردد طويلاً قبل أن يأذن بغزو فارس ومطاردة يزدجرد. وأمر قادته بالعراق بعد معركة القادسية بأن لا يكثروا الحرب. ولكن الساسانيين لم يبدوا ميلا لعقد سلام. وتمنى عمر "لو أن بين السواد وبين الجبل سدّا لا يخلصون إلينا ولا نخلص إليهم. حسبنا من الريف السواد"[17]. وكتب سعد إلى عمر: أن أهل الكوفة يستأذنونك في الانسياح قبل أن يبادروهم الشدة". ولكن عمر لم يكن ميالا لمواصلة الحرب حتي عام 21 للهجرة. ففي هذه السنة أمر عمر جيوش العراق بطلب جيوش فارس أينما كانت لما رأى عمر أن يزدجرد "يبعث عليها في كل عام حرباً". وقيل لعمر سيبقى هذا حتى يخرج من مملكته. فأذن للناس في الانسياح في أرض العجم حتى يغلبوا يزدجرد على ما كان له.[] غارات الفرس على العراق (638 - 641)

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 200px-Sphinx_Darius_Louvreالفتح الإسلامي لبلاد فارس Magnify-clip
حيوان سفنكس المجنح في قصر دارا الأول في شوشان، استولى عليها الأمير أبو موسى الأشعري عندما كان قائدا لجيش المسلمين سنة 20 هـ / 641 م.


في بداية سنة 17 هـ/638 م حل الهدوء على الجبهة الفارسية. بعدما تمكن المسلمون من السيطرة على السواد ومنطقة نهري دجلة والفرات. وانسحب الفرس تجاه الأراضي الفارسية، شرق جبال زاجروس، ولكنهم استمروا بالتحرشات وإرسال الجيوش صوب العراق، مما جعل أوضاعها غير مستقرة. ومع هذا فيبدو أنه سيكون الخط الفاصل بين المسلمون والساسانيون. وفي أواخر تلك السنة تغلب الهرمزان على منطقة الأهواز وهو أحد قادة الفرق التي حاربت في معركة القادسية ومن بيوتات فارس المشهورة، وهو أحد زعماء فارس السبعة الكبار، فبدأ بتكثيف الغارات على المناطق العراقية التي دانت لحكم المسلمين، فأمر عمر سعدا أن يرسل إليه الجيوش ليردوه، فأرسل سعد إليه جيشا من المسلمين انطلق من الكوفة من قبل واليها عتبة بن غزوان بقيادة النعمان بن مقرن، فهاجموا الأهواز وانتصروا عليه، وهذا ما أجبره على طلب الصلح، فأعطوه على أن يضل حاكما للأهواز تحت إمرة المسلمين وأن يدفع الجزية[11]. ثم نقض الهرمزان الصلح بعد أن استعان بجماعة من الكرد، مما حدا بعمر أن جيشا من البصرة بقيادة واليها أبي موسى الأشعري، فهزموه مرة ثانية فتحصن في تستر (ششتر اليوم وهي في شمال الأهواز)، إلا أن أهل المنطقة قد صالحوا المسلمين ودفعوا الجزية لهم، وهذا ما جعل الهرمزان يطلب الصلح ثانية. ثم نقض الهرمزان الصلح ثانية بناء على تحريض يزدجرد بعدما أمده بقوات جديدة لمساعدته أواخر سنة 19 هـ/640 م، فتركزت تلك القوات في تستر. وبلغ الخبر عمر، فأمر أن يسير إليه جيش من الكوفة بقيادة واليها عمار بن ياسر، ومن البصرة بقيادة واليها أبي موسى الأشعري، والنعمان بن مقرن لملاقاة الهرمزان فهزم، ففر إلى تستر فحاصروه، واضطر إلى الاستسلام بعد فتح البلد عنوة، ولجأ الهرمزان إلى القلعة، فحاصروه وأجبروه على الاستسلام، ثم أرسلوه إلى عمر بن الخطاب بالمدينة مع وفد فيه الأحنف بن قيس وأنس بن مالك. وقد أسلم الهرمزان ظاهريا عند عمر، وأصبح أحد مستشاريه في حملاته لفتح فارس. وبعد فتح تستر، توجه أبو موسى صوب شوشان (أو سوسة) وهو موقع له أهمية عسكرية في 20 هـ/641م، ففتحها بعد حصار لمدة شهرين. ثم توجه صوب جنديسابور وهو آخر المواقع العسكرية المهمة في ولاية خوزستان والتي فتحت بعد حصار لعدة أسابيع[18].[] معركة نهاوند (641)

الفتح الإسلامي لبلاد فارس 25px-Crystal_Clear_app_kdict مقال تفصيلي :معركة نهاوند
الفتح الإسلامي لبلاد فارس 220px-Sassanid_army_helmet_by_Nickmard_Khoeyالفتح الإسلامي لبلاد فارس Magnify-clip
خوذة لجندي ساساني


لما فتحت جلولاء خرج القعقاع إلى خانقين فسبى وقتل القائد مهران. فلما علم يزدجرد بذلك خرج من حلوان وسار نحو الري. وخلف من الجند يقودهم خسروشنوم. ومن ثم توجه إلى مرو حيث جعلها عاصمة لملكه ووجه الرسل إلى البلدان يستجيش الفرس وأهل الري وقومس واصبهان وهمذان والماهين[19]. فكبرياء الإمبراطورية الساسانية قد طعن في الصميم، فهم لم يستطيعوا التقبل بالفتوحات الإسلامية ودخول العرب أراضيهم كغزاة فاتحين[20]. فغضبت له أهل مملكته فتحلبت إليه الأعاجم من أقطار البلاد[21]. واجتمعت المتطوعة والفرسان في نهاوند حتى بلغ عددهم ما بين ستين ألفا إلى مئة ألف وقيل أكثر من مئة وستون ألفا. فأرسل سعد بن أبي وقاص إلى عمر يخبره بذلك، فجمع عمر كبار أصحابه واستشارهم قي كيفية مواجهة هذا الموقف، فأشاروا عليه بتجهيز جيش لردع الفرس قبل أن ينقضوا على المسلمين قي بلادهم، فعمل بمشورتهم، وجهز جيشا قوام
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى