نجد في كثير من بيوتنا العربية حرص الأمهات والآباء على رؤية أنفسهم في أطفالهم سواء من الناحية الشكلية أو من الناحية السلوكية، كما أن كثيرين منهم يجدون صعوبة شديدة في تربية أطفالهم إذا كانت شخصياتهم مختلفة عنهم.
وقد يحاول أحد الأبوين دفع طفله المختلف عنه لأن يتبع نفس طريقته فالطبيب يسعى لأن يكون ابنه طبيباً والمهندس يتمنى من ابنه أن يصبح مهندسا بل وقد يجبره على ذلك، لكن هذا ليس حلا، فمن الضروري تقبل أطفالنا بشخصياتهم كما هي، لأننا لو لم نفعل ذلك سيعانون، حيث يؤكد الخبراء على أننا نولد بصفات سلوكية معينة مثلما نولد بصفات عضوية وشكلية معينة.
عزيزي المربي.. هل سألت نفسك يوما ما هو طموح ابنك؟
أو ما هي ميوله ورغباته؟ هل حاولت يوما أن تمسك بيده وتساعده على الصعود إلى أول درجة ليصبح ناجحاً ومبدعاً في حياته؟
فإليك هذا اللقاء الذي قامت به مجلة ولدي مع أم لطفلة مبدعة من نادي عالمي الممتع حيث قامت هذه الطفلة الصغيرة بتأليف العديد من القصص وأضافت لقصصها الرسومات التي ميزتها حتى عن المؤلفات الصغيرات.
من هي؟
فاطمة الزيادي وتبلغ من العمر تسع سنوات وهي فتاة هادئة، جميلة ومبدعة، حيث إنها تحب كتابة وقراءة القصص المتنوعة بشكل يفوق تفكير فتاة بعمرها، فشجعتها أمها ووفرت لها السبل لتنمية هذه الموهبة، فهي ترى فيها المؤلفة الصغيرة، لذا أمسكت بيدها لتساعدها على الصعود إلى أول درجة لتكون قائدة ناجحة في حياتها.
حب مبكر للقراءة
تبدأ أم فاطمة قائلة: لقد بدأت ابنتي القراءة في سن مبكرة من عمرها وكانت كثيرة التمعن في الصور التي ترافق القصص وعندما طلبت منها كتابة قصة من نسج خيالها تفاجأت بأنها كانت ترفق الكلام بالرسومات وتستعين بالصور التي تمتلكها عندما يصعب عليها رسم أي شخصية.
نادي عالمي الممتع
وعندما سألناها: هل حاولت أن تساعدي فاطمة على متابعة هذه المسيرة؟ فأجابت: نعم فأنا دائماً أشجعها وألقبها بالمؤلفة الصغيرة مما يرفع من معنوياتها ويقويها، وقد ألحقت ابنتي في الصيف بنادي عالمي الممتع حيث تقضي فيه معظم وقتها مع رفاقها ومعلماتها، وتواظب على القراءة والكتابة، حيث يحتوي على مكتبة كبيرة فيها مختلف الموضوعات مما شجعها على قراءة الكتب وتطوير أفكارها، بالإضافة إلى قسم اللغة العربية الذي يزيد من مهاراتها في النحو والتعبير.
فأنا لن أجبر ابنتي على الدخول في أي مجال يعجبني، لأنها إن لم تحبه فسيؤدي إلى فشلها.
نتائج النادي
استفادت ابنتي من النادي كثيراً حيث شجعتها مدرستها على قراءة القصص لصديقاتها مما أدى إلى زيادة ثقتها بنفسها، كما أنها اكتسبت صداقات عدة مما جعلها فتاة اجتماعية، وبالإضافة إلى كل هذا قرأت الكثير من الكتب العلمية والأدبية والروايات والقصص وغيرها، ولم تكتفي بالقراءة داخل المكتبة، وإنما كانت تستعير بعض الكتب لتقرأها وقت فراغها في منزلها مما جعلها تملك كمية كبيرة من المعلومات والأفكار.
القصص التي ألفتها فاطمة
ألفت فاطمة قصصاً عدة من خيالها، ومنها (الصداقة، الكلبة الوفية، غالية والحيوانات، خالدة والحصان)، وقالت أتمنى أن يكون لي في المستقبل كتاب يجمع جميع قصصي ويكتب عليه تأليف فاطمة الزيادي، وهذا إن دل فإنه يدل على شغفها بالكتابة والطموح العالي لطفلة في مثل سنها.
وأما فاطمة الخضر فتقول: كنت دائماً أحب عمل المطبخ والحلويات لي الوقت لتعلمين ولكن كانت فرحتي كبيرة عندما سجلتني أمي بنادي عالمي الممتع حيث أن كل يوم أتعلم صنع نوع جديد من أنواع الحلوى الشهية.
وأنت أيضاً عزيزي المربي أبحث عن الطرق التي تساعد ابنك في تنمية ما يحب وأعطيه الاهتمام لذلك ولا تدع اشغالك تلهيك عنه.
بعدها وتقول أم أحمد كنت دائماً أتمنى من الله أن يحفظ ابني سوراً من القرآن الكريم وهو في سن مبكر ووجدت أن أفضل طريقة مساعدته على ذلك هي إيجاد المعلم المناسب له فأشركته بنادي مما جعل ابني الآن يحفظ.