عن النعمان بن بشير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: - مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُود اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا- رواه البخاري
إخوانى وأخواتى الكرام لاحظنا كثيراً فى هذه الساحة ساحة المناسبات كثير من الأعضاء يقومون بعمل موضوعات تتعلق بالإحتفال بأعياد الميلاد الخاصة بالأعضاء بل وفى واقع الحياة أيضاً البعض يحتفل بعيد ميلاده أو عيد ميلاد أبناءه ، وفى الغالب جميع الأعضاء يعتبرها نوع من التقارب والود والألفة بين الأعضاء ويأخذونها بمحمل أنها من العادات التى ليس فيها حرج أو منعة أو تحريم أى بحسن الظن .
ونحن بدورنا كجزء منكم نفرح لأفراحكم ونحزن لأحزانكم ، وهدفنا الرئيسى أن تكون أعمالنا وأعمالكم كلها موافقة للشرع بعيدة عن البدع والمخالفات الشرعية ، فقد بحثت عن الأمر وتيقن لى بالدليل أن هذه الأعياد من البدع المخالفة للشرع والتى ليست من هدى محمد .
لذلك كتبنا فى هذا الأمر لنحذر الجميع من باب النصيحة والود والألفة التى تجمعنا بكم ومن باب النصح والإرشاد ، وحتى لا يأثم أحد بأمر يظنه أنه من باب الخير والود والألفة بين الناس لكنه من البدع التى تخالف الشرع .، وبالتالى يكون الجميع على علم بعدم مشروعية الأمر .
رقـم الفتوى : 60980 عنوان الفتوى : حكم الاحتفال بعيد الميلاد على سبيل العادة تاريخ الفتوى : 04 ربيع الأول 1426 / 13-04-2005
السؤال : ما الرد على من يجيزون الاحتفال بعيد الميلاد بحجة أنه عادة وليس عبادة وبالتالي لا يمكن أن نقول إنه بدعة.. أرجو الرد بالأدلة الوافية وعدم الإحالة إلى فتوى سابقة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاحتفال بمناسبة أعياد الميلاد، عادة دخيلة على المسلمين، ففعلها تقليد لأعداء الله تعالى وتشبه بهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم، فلا يجوز الاحتفال بها بأي نوع من أنواع الاحتفال، سواء كان خفيفاً أو كبيراً، لما في ذلك من التشبه بالمشركين الذين أمرنا الله تعالى بمخالفتهم والابتعاد عن اتباع ما سنوه من سنن.
وواجب على المسلمين تحري الحق والصواب في عاداتهم وتقاليدهم بأن تكون منضبطة بضوابط الشرع الحكيم، لا بالتقليد الأعمى للأمم الكافرة، وقد ثبت في سنن أبي داود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: ومن تشبه بقوم فهو منهم.
وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
أي أن أي أمر يحدث في هذا الدين ولم يكن على هدي سيد المرسلين فهو أمر مردود على صاحبه، وأعياد الميلاد لم تكن من هدي النبي ولا صحابته الكرام، ولا عرفت مثل هذه الأعياد إلا بعد القرون الثلاثة الفاضلة مما يدل على أنها محرمة وليس لها أصل في الإسلام، وبدلا من أن يحتفل الإنسان بعيد مولده كان الأولى به أن يتذكر أنه كلما مر عليه يوم من أيامه فإنما هو يقترب من النهاية أي الموت، فما بالك إذا كان الذي مر عاماً كاملاً!! فلتكن له عبرة بانقضاء الأيام والسنين والشهور والأعوام.
واعلم أن النبي قد ربى الأمة على مخالفة الكفار في العبادات والعادات، فقد ربانا على خلاف عاداتهم في الأكل والذبح والمعاملة بين الزوجين، ففي الصحيحين عن ابن عمر عن النبي قال: خالفوا المشركين.
وقد روى أبو داود عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله أن ينحر إبلا ببوانة، فأتى النبي فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي : هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله : أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم. قال الشيخ الألباني: صحيح.
وفي حديث الصحيحين أنه قال: ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل؛ ليس السن والظفر، وسأحدثك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة. وفي صحيح مسلم عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت! فسأل أصحاب النبي فأنزل الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. فقال رسول الله : اصنعوا كل شيء إلا النكاح. فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه.
وقد ثبت أن اتباعهم من علامات الساعة. ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن.
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي : لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرا بشبر وذراعا بذراع، فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: ومن الناس إلا أولئك.
وقال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم: ثم إن الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب من اعتقادات وإرادات وغير ذلك من أمور ظاهرة من أقوال وأفعال قد تكون عبادات وقد تكون أيضا عادات في الطعام واللباس والنكاح والمسكن والاجتماع والافتراق والسفر والإقامة والركوب وغير ذلك.
وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ولا بد ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالا، وقد بعث الله عبده ورسوله محمدا بالحكمة والتي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له، فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين، وأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة لأمور:
منها: أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس، فإن اللابس لثياب أهل العلم مثلاً يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلا يجد في نفسه نوع تخلق بأخلاقهم ويصير طبعه مقتضياً لذلك إلا أن يمنعه من ذلك مانع.
ومنها: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف إلى أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع لله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين، وكلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام الذي هو الإسلام -لست أعني مجرد الوسم به ظاهراً أو باطناً بمجرد الاعتقادات التقليدية من حيث الجملة- كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً أو ظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد.
ومنها: أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز ظاهراً بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين، إلى غير ذلك من الأسباب الحكمية.
هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحا محضا لو تجرد عن مشابهتهم، فأما إن كان من موجبات كفرهم فإنه يكون شعبة من شعب الكفر فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالهم ومعاصيهم، فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له. والله أعلم. انتهى.
وقد أورد رحمه الله كثيراً من الأدلة في تأكيد مخالفتهم، ويتعين الاطلاع للزيادة من الاستفادة في الموضوع، نسأل الله أن يمسكنا بدينه ويبعدنا عن إتباع العادات والأهواء.
السؤال ما حكم الاحتفال بعيد ميلاد شخص ما صغير أو كبير؟ 07/12/1999 التاريخ
الحل
الحمد لله قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ولا أصل لها في الشرع المطهر ولا تجوز إجابة الدعوة إليها ، لما في ذلك من تأييد للبدع والتشجيع عليها . وقد قال الله سبحانه وتعالى: ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) وقال سبحانه : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فابتعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) .
وقال سبحانه : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون ) .
وصح عن رسول الله ، أنه قال : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم في صحيحه . وقال عليه الصلاة والسلام : ( خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ، و شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ثم إن هذه الاحتفالات مع كونها بدعة منكرة لا أصل لها في الشرع هي مع ذلك فيها تشبه باليهود والنصارى في احتفالهم بالموالد . وقد قال عليه الصلاة والسلام محذراً من سنتهم وطريقتهم : " لتتبعن سنة من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه : قالوا يا رسول الله : اليهود و النصارى ؟ .. قال : فمن ) أخرجاه في الصحيحين . ومعنى قوله " فمن" أي هم المعنيون بهذا الكلام وقال : "من تشبه بقوم فهو منهم " (فتاوى إسلامية 1/115) .
وقد جاء فى معرض كلام للشيخ يوسف القرضاوي حول هذا الموضوع ما يلى:-
منشأ هذا السؤال هو التقليد الأعمى، إننا نريد أن نصبح أذناباً لغيرنا وقد خلقنا الله رؤوساً، وأن نكون عبيداً للغرب وقد خلقنا الله أحراراً، الغرب يحتفل بأعياد الميلاد للأطفال وللكبار، فنحن نقلد الغربيين ونفعل مثل هذا حتى الإنسان الكبير يعمل لنفسه عيد ميلاد، فقد مرت عليك سنة والمفروض أن تحاسب نفسك على هذه السنة، وتقعد تبكي على نفسك لا أن تشعل الشموع وتحتفل بنفسك، أيضاً بالنسبة للأولاد اتخاذ هذه العادة لهم سنوياً لا يجوز، أنا أقول أنه يمكن أن نحتفل بالأولاد في مناسبات معينة مثل عندما يولد المولود نحتفل به، ونعمل له عقيقة، وعندما يبلغ سبع سنوات نحتفل به ونقول له هذه سن الصلاة، فهذه حفلة الصلاة، وعندما يبلغ 10سنين نعمل حفلة أخرى "حفلة الضرب" نقول له: لقد احتفلنا بك من 3 سنوات سابقة حتى تصلي، الآن كبرت وإذا لم تصل تستحق الضرب، وبعدما يبلغ 15 سنة نعمل له حفلة أنه بلغ سن التكليف، هذه حفلات بمناسبات وليس كلما ازداد سنة نحتفل به، ثم نحتفل بمناسبات أخرى ، وكذلك بالنسبة للفتاة، بالإضافة إلى ما سبق يمكن أن نحتفل بها عندما ترتدي الحجاب، فهذه الحفلات لمناسبات ولا نحتفل بهم كل سنة.
أما بالنسبة لهذا العيد الذي يسميه الناس ( عيد الميلاد ) فقد أفتى فيه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فقال :
كل شيء يُتخذ عيداً يتكرر كل أسبوع ، أو كل عام وليس مشروعاً ؛ فهو من البدع ، والدليل على ذلك : أن الشارع جعل للمولود العقيقة ، ولم يجعل شيئاً بعد ذلك ، واتخاذهم هذه الأعياد تكرر كل أسبوع أو كل عام معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية ، وهذا حرام لا يجوز ، وليس في الإسلام شيء من الأعياد إلا الأعياد الشرعية الثلاثة ، عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع ، وهو يوم الجمعة .
وليس هذا من باب العادات لأنه يتكرر ، ولهذا لما قدم النبي فوجد للأنصار عيدين يحتفلون يهما قال ( إن الله أبدلكم بخير منهما : عيد الأضحى وعيد الفطر) رواه النسائي 1556 وأبو داود 1134 وصححه الألباني في سلسة الأحاديث الصحيحة برقم 124 ، مع أن هذا من الأمور العادية عندهم . انتهى نقلاً من شرح كتاب التوحيد 1/382 ، انظر السؤال رقم (1027) نقلاً عن الإسلام سؤال وجواب
اللهم إنى ها قد بلغت اللهم فاشهد وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وكل عام أنتم بخير
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك