بدأتُ قبلَ خمسينَ عامْ
من رَسمِِ خيالِ بعقلِ إنسانْ
فتربيتُ بعدها بعامْ.......
فصارَ عمري قبلَ أن ألدْ. بعشرين عام!!
...تسعٌ و عشرون عام
عشت بحدوده بلا حدود
وحلقت بفضاءه دون قيود
يوماً حكيماً.. ويوماً معلماً ...ويوماً فنان
وفي أحد الأيام قبل ولادتي بعشرة أعوام
قال لي يا من سأسميك الحسام
قد صنعت لك بعد زمان من هذا الزمان
سفينة فضاء
وسأُحمَلُكَ امانةً توصلها إلى المريخ
وبعدها ...... تعود إليّ رائد فضاء
قلت له دعني بينكم الآن
حتى أصير واقع إنسان
لَ إنْ فقدت مركبتي و ضُعت بين النجوم
تضمني بولادتي الى حضنك بأمان
إبتسم بعدها وقال لي اليوم زفافي
من التي ستعلمك الحياة... قبل الحياة
وستكون مطرقة القلب بجوارك تهديك الامان
حتى لا تخاف وتظن إنك من النسيان
وبعد ابتسامته.. شهدّت عليها روحي الآن
طلبت منه أن ألدَّ الأن قبل عام
قال لي لوجودك يومٌ وعام..فانتظر دعني أصنعك بالأوهام
فمضى بي بين جدار فكره
إلى لا حدود ولا قيودٍ ولا وثاق
وبعد أن لففت الأرض وجبت البحار
وقادني بين الغابات والصِحار
قال لي بعد أن اسككني بين الغيوم!
سأروي لك عن ما ستخبأه لك الحياة...
فنَطقَ بِحروفِ الحيــاة . وسكتَ
وعندها بكى وبكى وبكى..
ورسمت الدمعةُ مِنْ عَينيهِ بسيولها
خوفاً عليَّ من هذا الزمان
ونطق سيل عينيه بلغة الحزن كلمات
وأنبأني بأني سأكون بعدَ شهورٍ كائن إنسان
فلم افهم حينها معنى الكلام...!!
ومضيت ومضيت حتى أن الأوان
لأصير بعد الخيال......... ماء
وبعد المـــاء .......... علقةً
وبعد العلقةِ ...جنينٌ... وبعد الجنينِ إنسان
وانتقل حينها......
إلى دنوٍ من دنائة الدنيا...
وهنـــاك
رأيت النور ........ وصرت أبكي
دون ان أعلم أن الدموع من العين تهوي
اليوم تركت خيال أبي
وصرتُ مقيداً بأقدار ربي
وبدأت قصتي من الآن
وصار إسمي بلغت البشر.....