امتلك قلبا ناردا. نبضه الرأفة والرحمة. وكان ذا حكمة وموعظة حسنة.
أعطي تلك الكلمات العظيمة. فكانت سلاحا استطاع به كشف الظلام عن تلك العقول الجاهلة وغرس النور في تلك القلوب السوداء المتحجرة.
ظن البعض انها كلمات ساحرة ،ولكنها لم تكن سوى كلمات معجزة.
كان يحلم بتلك المملكة الفاضلة ،وبذل دمائه لجعلها حقيقة سائدة. قاوم رياح تلك المحن العاصفة ،وصبر حتى رأى بارقة النور تتلألأ خلف ذاك الأفق البعيد ،منيرة الكون بفجر أمة عظيمة قادمة.
وكان قد أعطي معجزة باهرة. بها استطاع قهر الأباطرة ، وإرغام أنف القياصرة. لحاله ذاك قد تعجب الجبابرة ،ودخل البعض تحت لواءه مذعنين بلا منازلة.
كان للهدي ناشرا ،وللحق والخير مناصرا . وكان للظلم رافضا ،وللشر والضلال محاربا.
كان غير آبه لتلك الحياة ،ولا بمتفكر بمال أو جاه.
عرشه من الحصير ، وحاله كالفقير ،وطعامه من التمر والشعير.
كان يتألم جوعا وعطشا، ويستيقظ في عتمة الليل حامدا شاكرا.
كان همه تلك الأمة ، همه الفقير والمسكين وذا الحاجة لم يعرف نفسه . وما عرفه هي أمته.
أي قائد هذا.. وأي ملك هذا... بل أي رجل عظيم هذا....
إنه خاتم المرسلين ،و حبيب رب العالمين إنه من ذكر في القرآن الكريم . (وإنك لعلى خلق عظيم )