انه رجل قد تجاوز الثلاثين تبدو على وجهه تجاعيد غريبة فيبدو وكانه شيخ فى الستين يجلس على صخرة عالية يحمل بين يديه اقلام وقراطيس يكتب جملة ويبكى كالتماسيح تسمع نشيج بكاءة ولا ترى بعينيه دموع اثوابه ممزقه مبتله وكانه خرج من بئر عميق اقتربت وكلى رهبة وخوف اردت ان اساله ماذا جرى ولم انت هنا وعليك اثار السنين اقتربت اكثر واكثر حتى استطعت ان ارى عينيه واسمع همهماته وانظر باوراقه وارى يديه تخط المكاتيب قلت يا شيخ ماذا اتى بك الى ساحة المحرومين؟ رفع الشيخ راسه وكانه ات من زمن بعيد نظر اليا شارد وكانه تائه فى عالم غريب قال اى بنيه00 انى رجل فى الثلاثين00 لا تتعجبى000 فقد فقدت اجمل الرياحين00 فقدت من كانت ليا الامل والحنين00 غابت عنى شمسى فقاسيت الصقيع00 وانطفأ نور قمرى فبقيت فى الظلام مستكين00 لا ادرى كم مضى او ان انقضى من سنين00 طفت وديان وركبت بحارا00 ناديت باعلى صوتى وسألت المارين00 الم تجدوا عروسة البحور00 الم تروا حورية فى عينيها الكحل يضىء00 لم يجبنى احد ولم يشعر بعذابى احد00 فجلست بعد طول السفر ارسم فوق اللوح صورتها ادخل اليها كل يوم اناجيها انام بين جفنيها وارتشف الصبر من خديها وعلى صدرها ابكى الم الحنين اناديها فتجيبنى وقد انقطع عنى الجميع فيكفينى انى معها ولا اريد بشرا افاقين يزرعون الحقد والحسد بين المحبين فيفترقون ويصير العمر سفينة المغتربين ترحل بهم الى ازمان غريبة فلا ندرى كم مر او ماذا بقى هذا قرطاسى وقلمى ووحدتى بينهم احيا حتى حين عندها نظر الرجل للوحته وغاب مرة اخرى فى النحيب ساعتها علمت ان الحب داءا عضال يفضى بالبشر الى ساحة المحرومين حيث لا شباب ولا امل ولا اكسير فالكل هالك الا من كتب له النجاة وعمر جديد مع من يحب وهذا قليل فعدت من حيث اتيت ارجو النجاة من شراك ذاك المسمى بالحب