حكايات مؤثرة عن علاقة الرئيس مبارك بحفيده الراحل محمد علاء
مبارك مع حفيده محمد علاء
القاهرة: نشرت العديد من الصحف المصرية بعض الحكايات عن علاقة الرئيس حسني مبارك بحفيده الأكبر الراحل محمد علاء والذي وافته المنية مساء الاثنين إثر إصابته المفاجئة بنزيف في المخ.
تقول صحيفة "الشروق" المصرية نقلا عن طيار كان صديقا للرئيس:"يحكي هذا الرجل وغيره أن الرئيس كان يزور مدينة العاشر من رمضان ذات مرة، وفي طريق العودة فاجأ قائد سيارته ومرافقيه بطلب التوجه الى التجمع الخامس بدلا من العودة الى مكتبه أو بيته مباشرة، وذلك لزيارة "محمد علاء" في مدرسته"..
وعندما غيرت سيارة الرئيس مسارها تبعته بقية سيارات الموكب من الوزراء ورجال الدولة الذين كانوا في صحبته، ولم يتنبه الرئيس وهو يفكر في وقع المفاجأة السارة على محمد عندما يرى جده يزوره في المدرسة، إلى أن يطلب من ياوره صرف رجال الدولة ولم يجرؤ أحد أن يسأله، فكان أن فوجىء الرئيس، وهو يترجل من سيارته أمام المدرسة بجميع سيارات الموكب مكدسة في المنطقة حتى ان شوارعها قد سدت تقريبا، وهنا فقط طلب صرف الجميع، وهو يبتسم ولسان حاله يقول: انظر يا محمد من أجلك نسيت".
في مناسبة أخرى، كان محمد يريد أن "يتفسح" في الملاهي مثله مثل أي طفل في سنه، ويبدو أن قلب الرئيس لم يطاوعه ليترك حفيده مع أي شخص سواه مع ألعاب الملاهي، ولأنه يعرف انه من المستحيل عليه وهو رئيس للجمهورية أن يذهب الى أي مدينة ملاه فقد طلب أن يذهب به مع رفاقه الى ملاهي "ماجيك لاند" بمدينة الإنتاج الإعلامي، ونظمت هذه الرحلة، التي شارك فيها الرئيس بنفسه حفيده أجمل يوم في حياة الرئيس والحفيد، كما قال الاثنان فيما بعد.
مبارك مع حفيده محمد علاء
وأما الحكاية الثالثة فقد رآها جميع المصريين على شاشات التليفزيون حين اصطحب الرئيس مبارك حفيده لمشاهدة مباراة فريق النادي الأهلي "الذي كان يشجعه الحفيد الفقيد بحرارة" ونادي برشلونة الإسباني، وقد شاهده المتفرجون وهو يجلس على حجر الرئيس.
ونقلت صحيفة "دنيا الوطن" عن الصحفي المصري حمدي رزق، رئيس تحرير مجلة المصور قوله: "محمد كان عاوز يطلع طيار مثل جده، كان بيحلم يسوق طيارة ويطلع لفوق مثل عمو جمال، كان الجد الطيب يقص عليه أحسن القصص من ماض جميل، كان الجد يحلق بالحفيد عاليا فوق السحاب بطائرة يمطر بقذائفها الأعداء، جدو كان طيارا عظيما، قائدا من قادة أكتوبر العظام، كان الحفيد يتيه فخرا، يتمثل الجد في حله وترحاله".
ويضيف رزق: "جدو طيب قوي، كان بيخبي لمحمد الشيكولاتة مخصوص، محمد كان ممنوع عليه أكل الشيكولاتة، وزنه قابل للزيادة، لكن الجد الحنون لم يكن يحتمل نظرة حرمان واحدة في عيون قرة العين وبهجة النفس"..
ويتابع: محمد كان شبه جدو بالضبط في حركاته وسكناته، حسني مبارك التاني، مرتان في الاسبوع على الأقل، يصر الرئيس على زيارة الحفيد، كان يذهب سريعا، للقاء الحبيب، كان حبيبه يلاعبه ويشاكسه، يلعبان كاراتيه معا، يا حزن قلب الرئيس".
أما عن الجدة سوزان، فيقول رزق: كانت ترى فيه مشروع فنان، رسام عازف، كثيرا ما حدثت الفنان الوزير فاروق حسني عن موهبة محمد البازغة، كانت تتيه برسوماته، تغزل من خطوطه شالا من الأحلام، ريشته كانت ترسم حقولا خضراء، وشجرا وزرعا ونهرا، قبل الرحيل الى روضة السماء، طلبت الجدة من الوزير فاروق صقل موهبة الصغير الفنية، يعد للصغير برنامجا فنيا، أوبرا ومسرح وموسيقى، تشكيل لمعالج فنان لم تكتمل، وشاء الله وكانت مشيئته، لا راد لقضائه" .
حديقة باسم الفقيد
الفقيد مع جدته وجده
من ناحية أخرى، ذكرت تقارير صحفية ان تلاميذ مدرسة "كيمبريدج مصر" الخاصة التي كان يدرس بها محمد علاء مبارك حفيد الرئيس المصري والذي وافته المنية مساء الاثنين إثر إصابته المفاجئة بنزيف في المخ، قرروا إنشاء حديقة تحمل اسم الفقيد فى القاهرة الجديدة بمحافظة حلوان، على أن يتم افتتاحها السبت المقبل.
وتقام الحديقة بالجهود الذاتية، على مساحة 10 آلاف متر، وتحتوى على 1000 شجرة، وبعض أنواع الزهور.
وقال حمدى على، مدير المدرسة لـ "المصري اليوم" : "قررنا تحويل الساحة الصحراوية المحيطة بالمدرسة إلى ساحة خضراء، وغرس 1000 من أشجار الظل والزينة والفاكهة، وإحاطتها بالزهور، لكى تتحول الساحة الصحراوية إلى حديقة عامة، مزودة ببعض الخدمات والألعاب الترفيهية المجانية، لخدمة أهالى المنطقة وتلاميذ المدرسة".
اضاف: بدأ العمل فى زرع الأشجار منذ الساعة الثانية بعد منتصف ليل الثلاثاء، ويتواصل حتى افتتاح الحديقة رسمياً السبت المقبل، ويشارك فى العمل عدد من طلبة ومعلمى وإداريى وعمال المدرسة، الذين حرصوا على غرس الأشجار بأنفسهم.
وعن سبب إطلاق اسم الراحل محمد علاء مبارك على الحديقة، قال مدير المدرسة: "تلاميذ المدرسة، الذين تتقارب أعمار معظمهم مع عمر الفقيد، هم الذين اقترحوا الفكرة، فوافقت عليها الإدارة، وكل تلميذ غرس شجرة، ثم علق عليها (كارت) يحمل اسمه، وكتب عليه إهداءه الشجرة لروح الفقيد".
وفاة محمد علاء وجمال يحملان نعش محمد
وكانت حالة من الحزن على جميع فئات المصريين، إثر إعلان خبر وفاة حفيد الرئيس مبارك، بصورة مفاجئة، بعد أزمة صحية صادمة وغير متوقعة، اقتضت تدخلا جراحيا لم ينجح.
وكان الفقيد محمد ، الذي يبلغ من العمر 12 عاما، أصيب بنزيف في المخ، فقررت الأسرة أن يسافر إلى باريس فجر الأحد، ثم تقرر تأجيل ذلك، إثر وصول الطبيب الفرنسي المتخصص في جراحات المخ جاك مرويه.
وصباح الاثنين، نقل الفتى إلى باريس بصحبة والديه وجدته السيدة سوزان مبارك، لكنه توفي مساء نفس اليوم، وعادت الأسرة بالجثمان صباح اليوم التالي، ولم يعلم الرئيس مبارك بالخبر المؤلم حتى التاسعة والربع من صباح الثلاثاء، إلى حين وصول ولديه للوقوف بجانبه في اللحظة العصيبة.
وقال الإعلامي عمرو أديب في برنامج القاهرة اليوم مساء الاثنين ان تم اكتشاف اصابة محمد بمرض خطير كامن وانه مولود به وتظهر اعراضه بشكل مفاجئ عند بلوغ الشخص عمر معين.
وجرى نقل محمد بشكل عاجل الاثنين إلى باريس للعلاج لكن الأطباء رأوا ان حالته ميئوس منها.
وأفاد بيان مقتضب جدا صدر صباح الثلاثاء عن رئاسة الجمهورية: "يحتسب الرئيس حسني مبارك عند الله حفيده محمد علاء حسني مبارك، الذي وافته المنية مساء الاثنين أثر الأزمة الصحية التي تعرض لها خلال اليومين الماضيين".
وشيع جثمان الحفيد، بحضور أعضاء الحكومة والنواب وقيادات عسكرية. وأصر مبارك على أن تقتصر مراسم الجنازة على التشييع، من دون إقامة سرادق للعزاء.
ونفت مصادر مصرية، ما أشاعته مواقع إلكترونية وصحف أمس، من أن الحفيد توفي نتيجة تناوله وجبة فاسدة، أو سقوطه من على حصان أو دراجة بخارية صغيرة، وذكرت ان "الوفاة كانت بسبب نزيف مفاجئ في المخ".