منتدى سيتى شات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

ملتقى العباقرة للكلام العام .



gneralmaximos

gneralmaximos

عضو مؤسس
عضو مؤسس
اعلام الدول :
مصر
عبر عن مودك :
ممتازه
العمل :
مهندس
مهاراتك الفنية :
ركوب الخيل
الجنس :
ذكر
السمعة :
ليس لديك تحذيرات
عدد المشاركات :
3291
نقاط :
32839
تاريخ التسجيل :
23/05/2010

مقـــــــدمة

يرجع الفضل في تفسير العلاقة بين الموجة الأولى من التغيرات التكنولوجية وحركة التصنيع السريع التي شهدها القرن التاسع عشر وبين ظهور الخدمة الاجتماعية كمهنة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ويلنسكي و لوبو في مؤلفهما الكلاسيكي القيّم عن "المجتمع الصناعي والرعاية الاجتماعية" ، فقد قام هذان المؤلفان بجهد منظم للتأصيل النظري للعلاقة الوثيقة بين التغيرات التكنولوجية الكبرى التي صاحبت الثورة الصناعية ، والتغيرات البنائية التي ارتبطت بتلك التغيرات في المجتمع الأمريكي ، وبين المشكلات الاجتماعية واسعة النطاق التي نتجت عن هذا كله ، وبين ظهور برامج وخدمات الرعاية الاجتماعية ، والتي في إطارها ظهرت مهنة الخدمة الاجتماعية ، حتى لقد أوشكا أن يضعا تلك العلاقة في بعض جوانبها في صورة المعادلة الرياضية التي لا تتخلف ، إذ يقولان أنه "لولم توجد مشكلات اجتماعية ، لما وجدت خدمات للرعاية الاجتماعية ، ولما وجدت مهنة الخدمة الاجتماعية"

ويبدو أن على المنظرين اليوم أن يعودوا مرة أخرى إلى لوحة الرسم كما يقولون ليحاولوا التنظير من جديد لكيفية استجابة الخدمة الاجتماعية كمهنة مستقرة لتحديات الموجة الكبرى الثانية من التغير التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم اليوم ، إذ أنه يبدو أن القَدَر المقدور لهذه المهنة النبيلة أن تعيد اختراع نفسها من جديد لكي تستطيع أن تستجيب لذلك الطوفان من التغيير السريع الذي يجتاح العالم منذ بداية عقد التسعينات بوجه خاص في إطار ما أصبح يشار إليه باصطلاح "العولمة" Globalization ، والذي أصبح عَلَما على مفهوم سيال غير محدد المعالم ، يشير إجمالا إلى مجموعة تكاد لا تتناهى من الظواهر والمظاهر المتنوعة التي لم تكد تترك جانبا من جوانب الحياة في المجتمعات المعاصرة إلا لمسته وتركت بصماتها عليه ، إيجابا أو سلبا (حسب موقعك في المرحلة السابقة على البداية النشطة لهذه العملية ، والذي يحدد مدى قدرتك على التعامل معها : من موقع القوة أو موقع الضعف) … فما هي العولمة ؟ وما حقيقتها ؟ وماهي التحديات التي تفرضها ؟ وما هي الفرص التي تتيحها ؟


إن الإجابة عن تلك التساؤلات بوضوح إنما هي أساس ضروري لإمكان تحديد مدى قدرة الخدمة الاجتماعية على الاستجابة لتلك الظروف المجتمعية بفاعلية … ومرة أخرى يذكّرنا ويلنسكي و لوبو في هذا السياق أن الخدمة الاجتماعية إنما هي جزء لايتجزأ "من الإطار الاجتماعي والثقافي الأشمل كما أنها إفراز له ، وهي [أي الخدمة الاجتماعية] وإن كانت تساعد على تشكيل المجتمع الأكبر إلا أنها تعكس طبيعة الكل الذي هي جزء منه أكثر من أن تقوم هي بتشكيله [وفق رؤيتها] ، وأننا كلما فهمنا طبيعة العلاقات بين المهنة والمجتمع والثقافة كلما كنا أكثر قدرة على رؤية الفرص المتاحة أمامنا للتأثير على خدمات الرعاية الاجتماعية وعلى مهنة الخدمة الاجتماعية" (p.p. 13-14) ، وإذا كان هذا التحليل قد كان صادقا في تحليل واقع الموجة الأولى من التغير التكنولوجي السريع والذي كان محصورا في نطاق العلاقة بين مهنة الخدمة الاجتماعية والمجتمع "القومي" الذي تمارس في حدوده ، فإننا سنرى أن الموقف في نطاق واقع الموجة الثانية – العولمة – يفرض على التحليل بعدا "كونيا" لم يعد من الممكن تجاهله . ومن أجل هذا فإننا سنكرس الجزء الأول من هذه الورقة لمحاولة التعرف على طبيعة هذه الظاهرة ، والإحاطة بمختلف جوانبها ، قبل أن ننتقل بعد ذلك للقيام بمحاولة مبدئية لاستجلاء بعض الاتجاهات المتوقعة لتأثيرات العولمة فيما يتصل بسياسات الرعاية الاجتماعية و تعليم الخدمة الاجتماعية وممارستها.


privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى