الحياة .. سلسلة من الأحداث التي لا تنتهي , ستكون أحمقاً إن ظننت أنها ستوقف نفسها لتعطيك فرصة الفهم .. و الحقيقة أن فهم الحياة يعني ألا تحاول أن تفهمها لأنك ستضطر لربط عشرات الخيوط ب مئات خيوط أخرى , وهكذا .. و آخر مفهوم توصلت إليه أن فهم الحياة يعني أن تمارسها وفق قوانين مُعينة تجعلك تبني رغم كل معاول الهدم ..
الحقيقة لست أدري لم أتربط بالفلسفة سواءً في طريقة التفكير أو الكتابة وربما الحماقة , كنت انظر للفلسفة نظرة الأبلة للأشياء عسيرة الفهم , و لأكون صادقاً كنت انظر للفلسفة على أنها شيء ممتع وفي نفس الوقت ليست بالشيء الذي يستحق كل هذا الأهتمام .. دعك من أنها قد تكون " منزلقاً " لطريق خطر أو لطريق منحرف دون أن تدري ..
كنت ابجلها و أهابها .. وكنت امارسها دون أن أدري ..
أمممم .. أظنني أملك القدرة على أكون فيلسوفاً و أن أمتلك فلسفاتي الخاصة أليس كذلك ؟! .. ماعلينا .. الحقيقة أني لم آخذ من الفلسفة إلا الجمود و ذلك الشيء الذي يجعلك أقرب إلى " آلة بشرية " تعاصر الحياة بشكل نزق لا يحتمل , ثم ذلك البرود الذي يملأ القلب , ويقتل حرارة المشاعر !
نعم .. أؤمن بأن هناك أشياء تملك فلسفاتها الخاصة - ولا اتناقض هُنا فأنا لم أنفي الفلسفة على الإطلاق لو راجعت السطور السابقة - ومن تلك الأشياء الحُب .. والحديث عن الحُب يثير شهيتي فعلاً , و أظنني سأجعله موضوع ثرثرتي القصيرة هذه ...
يثير حنقي هؤلاء الذين يختصرون الحُب في أشياء سطحية قد تكون من الحُب لكنها ليست الحُب ذاته , ف الحب شيء معقد فعلاً , فأنا عندما أحب فهذا يعني أن قلبي لم يعد ملك لي .. و كذلك قلب من أحب , الحب يعني أكتمال جزء روحي فيك و مسؤولية الأعتناء بجسدين .. أنت و أنت الآخر الذي يسكنك , عندما تُحِب و تُحَب فهذا يعني أن عليك الأعتناء بنفسك لأجله , و أن تحسن رعايته لأجلك .. تأملت حال البعض فوجدتهم يسيؤون معاملة أحبتهم كالذي يغار على صديقه لدرجة أنه لا يحتمل أن يتقرب منه أحد , دون أن يشعروا أنهم يرسلون رسائل إلى الطرف الآخر مفادها " أنا أخشى عليك منهم لأنهم أفضل مني .. لأني لا استطيع العناية بك " !
تمنيت لو استطيع كتابة قانون خاص للمحبين يحمهم من حماقاتهم المتكررة كـ الغيرة العمياء و ضعف الثقة إن لم يكن انعدام للثقة , و على طاري كلمة انعدام .. كثيرون يشتكون من انعدام صدق المشاعر في هذا الزمان , وكثيرون يكررون أن " لا أحد يستحق الطيبة " لا أدري ألم ينتبهوا إلى أنهم ذاتهم ينتمون إلى الـ " لا أحد " الذين يقصدون أم لا ؟! نعم أنا أتفق معك على ان هناك سحابة سوداء في رؤوس بعضنا تتحكم في حكمنا على الآخرين .. لكن المشكلة أعمق من هذا الأمر ..
ما أراه أنا أن مانعانيه نحن هو " انعدام أو ضعف الوفاء " ليس إلا , ألا تتفقون معي أن العلاقات أصبحت هشة لا تحتمل أي ضربة عابرة ؟ أشد ما يحزنني أصحاب القلوب المتقلبة أصحاب عبارة " أنا ضعيت وقتي مع ناس ما تستاهل " أعرف الخيانة جيداً و أعرف أرباب المصالح , لكني لا أتقبل فكرة أن تكون نسبتهم عالية لدرجة أنك مللت الأستماع للشكوى , و يا كثرهم !
ولو تلاحظ قد يكونون هم ذاتهم من يؤمنون بعدم أحقية الأخرين بالمعاملة الحسنة ..
و أخيراً , وقبل أن أغلق فمي أحب أن أذكرك ياقارئي ألا تأخذ حديثي على محمل الجد , فأنا لا أضمن لك سلامتي من كل عيب ذكرته هُنا , فالقلم و الأوراق تشهد لي عن كل حرف تكتبه في مختلف المشاعر , لكنها حصيلة تأمل للواقع و محاولة لفهم الحياة التي أعيشها .. أووه .. لقد اتضح زيفي أمامكم , ها أناذا أخرج أمامكم بمظهر المتناقض الذي يقول خلاف معتقداته ..
لا تندهش ياصديقي , فأنا لست إلا شخص آخر من سكان هذا الكون , وقد أكون أكثرهم جهلاً .. سعدت كثيراً لقرائتكم لي , شكراً لك .. ولكم جميعاً كانت تجربة ممتعة بحق (: