كانت خير زوجة اهتمت بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغت من العلم والبلاغة ما جعلها تكون معلمة للرجال ، ومرجعاً لهم في الحديث والسنة والفقه . إنها أعلم النساء ، كان الأكابر من الصحابة يرجعون إليها في الفتوى . قال الإمام الزهري رحمه الله : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . وقال هشام بن عروة عن أبيه قال : لقد صحبت عائشة فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية أنزلت ، ولا بفريضة ، ولا بسنة ، ولا بشعر ، ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ، ولا بكذا ، ولا بكذا ، ولا بقضاء ، ولا طب منها ، فقلت لها : يا خالة ، الطب من أين علمت ؟ فقالت : كنت أمرض فينعت لي الشيء ، ويمرض المريض فينعت له ، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه .([1]) عن مسروق أنه قيل له : هل كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تحسن الفرائض ؟ قال : والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .([2]) وقال عطاء : كانت عائشة رضي الله عنها أفقه الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " . وذكر أبو عمر بن عبد البر ـ رحمه الله ـ : أنها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم : علم الفقه ، وعلم الطب ، وعلم الشعر . وعن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحداً أفصح عن عائشة. وعن عروة بن الزُبير قال : ما رأيت أحداُ أعلم لفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها . قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً . توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعائشة ثمانية عشر عاماً، وعاشت بعده قريباً من خمسين سنة، فأكثر الناس الأخذ عنها ، ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئاً كثيراً حتى قيل أن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها ، فعن أبي موسى الأشعري قال :"ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط،فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً".([3]) وقال موسى بن طلحة : "ما رأيت أحداً أفصح من عائشة".([4]) وعن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة ، قال : كانت عائشة أعلم الناس يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه قال : ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون في شيء إلا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك علما . وعن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، أنه قيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ، قال : إي والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض . وعن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، أخبرني أبي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلت ولا فريضة من عائشة . و عن عبد الله بن كعب مولى آل عثمان ، عن محمود بن لبيد قال : كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحفظن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ولا مثلا لعائشة وأم سلمة ، وكانت عائشة تفتي في عهد عمر وعثمان إلى أن ماتت يرحمها الله ، وكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر وعثمان بعده يرسلان إليها فيسألانها عن السنن . وعن عبد الله بن عمر بن حفص العمري ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه قال : كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وهلم جرا إلى أن ماتت يرحمها الله وكنت ملازما لها مع برها بي وكنت أجالس البحر بن عباس ، وقد جلست مع أبي هريرة ، وابن عمر فأكثرت فكان هناك يعني بن ابن عمر .([5]) وعن يزيد بن هارون ، عن حماد ، عن هشام بن عروة ، عن عباد بن حمزة ، عن عائشة ، قال الشعبي :كان مسروق إذا حدث عن عائشة ،قال : حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله ، وقال أبو الضحى ، عن مسروق : رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض ، وقال عطاء بن أبي رباح كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة وقال هشام بن عروة عن أبيه ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . وأسند الزبير بن بكار ، عن أبي الزناد ، قال : ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة ، فقيل له ما أرواك ، فقال : ما روايتي في رواية عائشة ما كان ينـزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا. روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب وروت أيضا عن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبي وقاص وأسيد بن حضير وجذامة بنت وهب وحمزة بنت عمرو وروى عنها من الصحابة عمر وابنه عبد الله وأبو هريرة وأبو موسى وزيد بن خالد وابن عباس وربيعة بن عمرو الجرشي والسائب بن يزيد وصفية بنت شيبة وعبد الله بن عامر بن ربيعة وعبد الله بن الحارث بن نوفل وغيرهم ومن آل بيتها أختها أم كلثوم وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث وابن أخيها القاسم وعبد الله بن محمد بن أبي بكر وبنت أخيها الآخر حفصة وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وحفيده عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن وابنا أختها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر وحفيدا أسماء عباد وحبيب ولدا عبد الله بن الزبير وحفيد عبد الله عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير وبنت أختها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر ومواليها أبو عمر وذكوان وأبو يونس وابن فروخ ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب وعمرو بن ميمون وعلقمة بن قيس ومسروق وعبد الله بن حكيم والأسود بن يزيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو وائل وآخرون كثيرون ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان ثم الأكثر وقيل سنة سبع ذكره علي بن المديني عن بن عيينة عن هشام بن عروة ودفنت بالبقيع. عن أبي موسى الأشعري قال : ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة عنه إلا وجدنا عندها منه علما . وعن مسروق قال :نحلف بالله لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عائشة عن الفرائض. وعن عروة ، عن أبيه قال : ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضي الله عنها. وعن هشام بن عروة قال : كان عروة يقول لعائشة يا أمتا لا أعجب من فقهك أقول زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب أقول ابنة أبي بكر وكان أعلم الناس أو من أعلم الناس لكن أعجب من علمك بالطب قال فضربت على منكبه وقالت أي عروة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بسقم ثم آخر عمره أو في آخر عمره فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات فكنت أعالجها فمن . وعن سفيان بن عيينة قال : قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي النساء كان علم عائشة رضي الله عنها أكثر ذكر فصاحتها رضي الله عنها. وعن هشام بن عروة لا أدري ذكره عن أبيه أم لا الشك من أبي يعقوب قال بلغ عائشة رضي الله عنها أن أقواما يتناولون من أبي بكر رضي الله عنه فأرسلت إلى أزفلة منهم فلما حضروا سدلت أستارها ثم دنت فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعذلت وقرعت ثم قالت أبي وما أبيه أبي والله لا تعطوه الأيدي ذاك طود منيف وفرع مديد هيهات كذبت الظنون أنجح إذ أكديتم وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا إستولى على الأمد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملقها ويرأب شعبها حتى حليته قلوبها ثم استشرى .([6]) وفي صحيح البخاري من طريق بن عون عن القاسم بن محمد ، أن عائشة اشتكت فجاء بن عباس ، فقال : يا أم المؤمنين تقدميني على فرط صدق الحديث .([7]) توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية رضي الله عنه ، ليلة الثلاثاء ، السابع عشر من رمضان ، سنة ثمان وخمسين من الهجرة ، وهي ابنة ست وستين سنة ، ودفنت بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر . رضي الله عنها وأرضاها ، ورضي عن أبيها ، وأكرمها في جنات الخلد ، وأسأل الله العظيم أن يرزق المسلمات الاقتداء بها ، والسير على خطاها . آمين عن عفان بن مسلم ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن عروة ، أن عبد الله بن الزبير دفن عائشة ليلا. وقال محمد بن عمر : توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر ، وهي يومئذ بنت ست وستين سنة . الطبقات الكبرى (8/78) . وعن عثمان بن عروة عن أبيه قال توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال مددنا على قبر عائشة ثوبا وحملنا جريدا فيه خرق ودفناها ليلا بعد الوتر في شهر رمضان . الطبقات الكبرى (8/80) .
+@+
[1]) ) "حلية الأولياء " ( 1/49 ، 50) .
[2]) ) أخرجه الدارمي في سننه ( 2/342) ، والحاكم في مستدركه(4/11) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ( 8/66) .