قد تكون نظرة بعض الرجال للمرأة المثقفة نظرة تقليدية و هي صورة امرأة تضع نظارة وترتدي ملابس رسمية ، وتطعم حديثها ببعض المصطلحات والنظريات هذه المرأة كما يتخيلها البعض ، جافة الحديث والمشاعر ، وربما متسلطة في بيتها .
لذلك قد لا يتقبل الرجال المرأة المثقفة والبعض الآخر قد يبحث عن المرأة المتعلمة لكونه يراها هي المرأة التي تعلم بكل أمور الحياة وسوف يجد سعادته وسعادة ابنائه معها .
هناك من يرى ان الثقافة تختلف تماما عن العلم او الشهادات العلمية. لان الثقافة اصلا تكتسب من واقع الحياة من التجارب مع نسبة قليلة جدا من الامور العلمية.
ويضيف اخر : لكن بعض الرجال يفضلون المرأة المثقفة في الحياة الاسرية. وبنظرهم المرأة التي حصلت على الشهادة العلمية هي المرأة المثقفة وذلك تحسبا للظروف والمواقف الصعبة التي قد تواجه الاسرة.
"تفهم شخصيتهم"
وهناك من يرى أن اغلب الرجال يبحثون عن امرأة تفهم شخصيتهم وتتفاهم معهم ، وصاحب الخبرة الحياتية وان كان غير حاصل على شهادة علمية يستطيع التمييز بين النساء ويعرف حقيقة مهمة هي أن شخصية المثقفة ليست بالضرورة شخصية "نكدة" .
واضاف : برايي أن من لا تتمتع بالثقافة قد تكون شخصيتها شرسة ولا يمكن التفاهم معها ، وليس شرطا ان تكون المرأة المثقفة هي المرأة الحاصلة على شهادة علمية .وتشير هيا على الرغم من ان النساء في الماضي معظمهن لم يتلقين التعليم كما هو الحال في الوقت الحالي ، الا انك تجدهن واعيات وصاحبات معرفة ومشورة اكثرمن فتاة في هذا الجيل حاصلة على شهادة علمية عالية.
فيما تحدث موظف "غير متزوج"عن الفارق بين صفات المرأة المثقفة والعادية ومهاراتها في التعامل مع الرجل ، فقال: أعتقد أن التربية أهم من الثقافة في هذا الجانب ، فهناك نساء مثقفات من الصعب التعامل معهن وارضائهن ، بل ان ما ينتظره منهن الطرف الآخر تكون عالية جدا وغير منطقية ، بينما المرأة البسيطة التي تتمتع بثقافة محدودة قد تكون أسهل في التعامل وتوقعاتها من الرجل غير مرتفعة ، لذلك إنشاء شراكة معها قد يكون أكثر إيجابية.
"يفرض سيطرته"
وهناك من يقول تجد ان المرأة المثقفة تشكل تحديا أمام الرجل ، ومن طبيعة الرجل الاردني انه يرى رجولته في زوجته ولا يريدها ان تكون أقوى منه ، حتى لا يتضح ضعفه أمامها . وقال: الرجل بطبيعته لا يحب الجدال ، وعندما تكون الزوجة مثقفة وملمة بكثير من الأمور قد تكون هي الاصح ، وهذا ما يخشاه ويرفضه.
واضاف ان الرجال واحد وليس هناك اختلاف بين المثقف وغير المثقف في البيت ، فالرجل هو"سي السيد"حتى وإن غير "دشداشه"وارتدى الثياب العصرية.
واشار ان المرأة مهما كانت حاصلة على درجات علمية او خبرات حياتية يجب أن تنسى ثقافتها أمام زوجها لتستمر الحياة ، وتنسى محاورة الزوج في أي موضوعات ثقافية أو غيرها وأن تستغل ثقافتها العلمية والحياتية في تربية أولادها.
"وتوافقه الراى وتؤكد أن المرأة المثقفة ليست الزوجة المفضلة لدى الرجل لأنه ما زال في داخله الرجل المسيطر ، أي الرجل المهيمن صاحب السيطرة في بيته وأكثر من نصف الرجال بهذه العقلية ، غير أن الرجل مهما علت ثقافته تحكمه العادات والتقاليد حتى لو كان غير مقتنع بها ، والدليل على ذلك أن الرجل في بعض الاحيان يمشي أمام زوجته ولا يرضى أن تمشي بجانبه،
"لا قواعد ثابتة"
وهناك من قال: انه لا قواعد ثابتة للعلاقات البشرية فبعض الرجال يريدون المرأة متحررة وآخرون يريدونها بعباءة وبرقع ، وبعضهم يريدون الزوجة ضعيفة الشخصية ، وآخرون يريدونها أن تتحداهم بثقافتها وذكائها. وقد يحب الرجل اليوم امرأة من أجل عقلها وثقافتها ، ثم يمل ليبحث عن الجميلة ، والعكس صحيح. الرجال ليسوا واحدا وتعاملهم مع المراة يرجع لتربيتهم لا لتعليمهم وثقافتهم ، وبحسب شخصية المرأة التي أمامهم أيضا.
"تنشئة اجتماعية"
اما أستاذة علم اجتماع ، قالت : نظرة الرجل للمرأة ، سواء كان مثقفا أم لا ، هي نتيجة موروث اجتماعي ، فالرجل بحكم تنشئته الاجتماعية يريد أن يكون الأقوى والأفهم والمسيطر اينما كان ، لذلك في بعض الزيجات عندما تصل المرأة إلى مستوى علمي عال ينفصل الزوجان ، بسبب أن شخصية المرأة المتعلمة والمثقفة تشعر بانه يحاول محو شخصيتها عندما يتخذ الرجل قراراته وحده من دون مشاركتها ، فهي ترى نفسها بانها افضل منه ، وهو يعتقد أنه كرجل يجب أن يكون منبع القرار ، وهنا تبدأ المشاكل.
وتوضح الاستاذه ان الرجل في مجتمعنا يشعر بالتفضيل على المرأة لكونه ذكرا ، ومتكرس لديه مفهوم بما انه ذكر هو من يعطي الأوامر والتسلط على المرأة.
لذلك يبحث الرجل عن المرأة الأقل ثقافة وتعليما لأنها مطيعة ولا تكثر الجدل والنقاش مثل المثقفة التي تتعامل معه بندية .
"ثقة بالنفس "
الدكتور مراد احمد "دكتور علم نفس"يرى أن ثقة الرجل بنفسه هي التي تلعب دورها في هذا الموضوع .
ويبين الدكتور مراد ان الرجل الذي يشعر بنقص يخاف من نجاح المرأة ، أما الواثق بنفسه فيرى في ارتباطه بامرأة ذات مكانة علمية واجتماعية عالية فخرا له ودليلا على مكانته هو أيضا.
ويشير الدكتور مراد الى ان المشكلة تعود الى الصورة التي انطبعت في عقول الرجال ولم تتغير على الرغم من تطور العلم والتكنولوجيا فالمرأة بنظرهم إما جميلة أو ربة بيت لا تهتم بمظهرها وتقضي وقتها في المطبخ ، أما المثقفة اما مسترجلة وفاقدة لأنوثتها.
