بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
أىُّ حياة لا نطوى فيها سُدفة الظلماء..
نسير فيها بلا أملٍ لغدٍ يمحوَ ألآم الأمس...
ونعيش فيها......بلا هدف
حيث يدق أبواب المجتمع وباء البطالة
ويزحف كالطاعون ليس له دواء...
ينخر فى العمود الفقرى للمجتمع فيصيبه بالهذيان
ويغدو المجتمع جسداً مريضاً ترتفع حرارته دونما انخفاض
, وأبناء المجتمع ولبناته فى حيرةٍ من أمرهم...قضوا حياتهم فى التَعَلُّمِ والتَدَّرُس
,انتقلوا من مرحلة تعليمية إلى أخرى ,حتى حازوا شهادات التخرج,دأبوا فى
البحث عن عملٍ يناسب قدراتهم...فتُقْفل أبواب المصالح الحكومية فى الوجوه
وتتناثر ملفات وأوراق رُسمت فيها مشارع كانت تناشد القبول من أصحاب المناصب..
ويعدو الزمان , ويقع الحمل على عاتق الآباء ...فيتكلفون أموالاً طائلة تضمن للابن كُرسيا تكرمت به الحكومة عليه..
ولكن العائد من الوظيفة...لا يُسمن ولا يُغنى من جوع,فكيف يُغنى صاحبه مع غلاء المعيشة وبعدما صار القوتُ فى الأيدى كالياقوت.
وهناك
من تجذبه دوامة البطالة وتنأى به عن مواطن الحياة..فما زال شاباً فى ريعان
العمر وما فى مقدرته سوى أن يسمع أقدام الزمنِ تمرفوق الدرج....وما زال هو
فى أسفله..
فإلى متى يظل هكذا..إلى متى يعيش عالة وثقلا على أبويه؟
وما تكاد أورقة الظلام تنسدل بألآمها وأشجانها , حتى يقع ضحية القيل
والقال لأعين النهار.
ويتجه العاطل عن العمل هروباً من الواقعِ إلى رفقة سوءٍ تُضله الطريق.
وينساب الحبر على الأوراق ليشهد بنفسه مرارة أخرى يعانى منها أبناء المجتمع
بعدما غدوا فرائساً للإدمان.
نفوسٌ
أضعفتها مآسى الحياة وطيورٌ كُسرت أجنحتها فما عادت تستطيع الخفقان..فتجد
فى التعاطى قدرة على التحليق , وتجد فى شرود العقل راحةً واطمئنان.
وتمتلىء المقاهى وأماكن اللهو بشباب لا يعرف جهةً يقصدها , ولكنه تيَّقن من رملٍ يقود قدماه إثر قوافل إتخذت بوصلةً من نجمة الضياع.
فماذا فعلت بنا البطالة؟!!
إنحرفت
بشبابٍ عن الجادة والصواب, وغدا الأمان ممنوعاً والإرهاب سلطان,وزهورٌ
نضرة تذبل وتجف,وشَّحت السماء عن البكاء فما عدنا نرى ضحكات الأزهار...
ألا
يكفى البطالة فقر العاطل وعوزته ومُضِّيه خلف سراب الغد ..فقد قتلته
البطالة باحساس الفشل وعدم الأهمية فى المجتمع مما يدفع الشباب الى الهجرة
الى بلادٍ
اختلط فيها الصالح بالطالح ,أملا فى ايجاد ما افتقدوه فى الوطن..
وأمست الحياة فراغاً قاتلاً بعدما علَّقت البطالة المشانق للآمال...
فلتصرخ يا مجتمع كما تشــاء
ففى الأعماق يموت الصوت
فصرخاتك ليس لها مصب سوى نهر الكتمان..
فقد عصفت بنا ريح البطالة لترسم على الجباه الإخفاق.