منْ يقرأ ويتابع في مجال صحة الإنسان يخرج بانطباع
بأن هذا العالم مريض ويحتاج إلى الاستشفاء.
فالتقارير في هذا المجال تُشعرك بأنك في مستشفى كبير
فالكل مريض.. والكل يبحث عن طريقة للعلاج..
يزيد من ذلك أن كلَّ دكتور لا يفتح فمه، ولايتكلم إلا ويأتي معه بمرض جديد وكأنه «مبشر»،
وكأن الناس «ناقصة» هذا «التبشير».
أصبح لدى الناس هذه الأيام شعور بأن فرص الحياة تتناقص بشكل عجيب..
لدرجة أن إنسان هذا العصر لا يحظى بنفس فرص منْ كان قبله.
ففي الأكل مثلا كثير من المأكولات أصبحت موجودة في الأسواق لكي تراها الناس لا لتأكلها..
والفضل في ذلك يعود للأطباء الذين أصبحوا يتسابقون في المنع وكأنهم يتسابقون على جائزة.
وفي مقابل منْ يوزعون الأمراض أو التحذير منها، هناك من يبيع للناس أوهام الصحة..
فلا تخلو صحيفة أو مجلة من إعلان مدفوع الثمن يروِّج لنوع من العلاج كالعلاج بالأعشاب..
أو العلاج بالعقاقير.. أو العلاج بالعسل.. وآخرها العلاج بالشعوذة.
هذا في الوطن العربي.. أما في أوربا وأميركا، فبالإضافة إلى ماسبق توجد «تقليعات» أخرى كالعلاج بالموسيقى..
والعلاج بالفن التشكيلي على طريقة «تشكي لي واشكيلك» بالرسم..
فالمهم أن تعبّر عن نفسك وليس مهمًّا بأي طريقة؟ وما الكلفة؟
فانتشرت عيادات مهمتها أن تأخذ فلوسك مقابل أن تتكلم وتجد لك آذانا تستمع إليك
«ليس بالضرورة أن تكون آذانا صاغية»..
فأصبح الإنسان يدفع مئات الدولارات لكي يتكلم و«يفضفض» ساعة في العيادة..
مع أن الحديث و«الفضفضة» خارج العيادة مجانا..
الناس لديها سبب لفعل ذلك.. والحياة الصعبة المعقدة أصبحت تعطيها أسبابا إضافية لفعل ذلك..
فالحصول على شخص يستمع إليك أصبحت مهمة صعبة وشاقة..
فأصبح الناس يشترون منْ يقوم بدور الصديق بعد أن أصبح ذلك عملة نادرة.
منْ يفعلون ذلك يستمعون لنصيحة ذلك الإنجليزي الذي قال يوما:
«إذا أردت صديقا يستمع إليك بإنصات دون أن يقاطعك أو يذيع أسرارك فاشترِ كلبا!!»..
علی كل حال الناس يُعالجون بكل أنواع العلاج، لدرجة أن بعض أنواع العلاج مضحك..
وبعضها الآخر مضحك لدرجة «يضحك» بها على عقل المريض.. وهو يعلم ذلك؛
لأنه محتاج لأحد «يضحك» عليه.. هذا هو التشخيص الأوَّلي لحالته.. ومع ذلك يستمر في العلاج!!
في مقابل ذلك،هناك قلة من الناس يُعالجون بأقدم علاج في التاريخ، الذي يشفي الكثير من الأمراض دون عقاقير أو أعشاب..
هو العلاج بالحب.. هذا العلاج يستمد وجوده من علم الحب الذي لا يعرفه إلا الراسخون في علم المحبة..
وهو العلاج الوحيد الذي لا يحتوي على أضرار جانبية.. فالتجربة أثبتت أن منْ يُعالجون بهذا النوع من العلاج يشعرون بنفوسهم خفيفة ومنطلقة إلى الحياة،
لدرجة تجعلهم يطيرون معها.. وهذه مرحلة متقدمة من العلاج لا تتوافر حتى في «مايو كلينك»..
ويتخلصون من بقايا الآثار المترسبة في نفوسهم.. فالناس تغتسل كل يوم من الخارج.. ولكنها تهمل غسيل الداخل ولو مرة واحدة كل سنة..
الأضرار الجانبية الوحيدة لعقار الحب أنها تجعل من حبك لمن لا يستحقون الحب ممكنا!!
شعلانيات :
* أن تكون حساسا فهذا عذابك.. أن تكون محاطا بأصدقاء حساسين فهذا أقسى أنواع العذاب!!
* درهم حنان تشتريه بقنطارحب!!
* لكي تحصل على سمعة طيبة عليك أن تعمل دعاية مثل وكالات الإعلانات ،تعطي علنا وتأخذ سرا !
* كن نظيفا ومخلصا.. تجد نفسك وحدك!!