في وسعك أن تخلص نفسك من سموم الغضب والحسد والندم والرثاء للنفس إذا حولت أفكارك عن نفسك و فكرت في الناس من حولك.
فما
أكثر الذين يلازمهم الشعور بلأسى و الأسف والرثاء لأنفسهم برغم ما يحيط
بهم ويغمرهم من مباهج ومسرات. وما يكاد أحد هؤلاء يواجه حدثاً تافهاً
بسيطاً ، حتى يثور في نفسه ذلك الشعور الكامن الفتاك ، فيركبه الهم والقلق ،
وتضيق الدنيا بما رحبت أمام عينيه ، ويحسب أن الله ما خلقه إلا ليمتحنه
بألوان المحن والخطوب.
والواقع أن إسرافنا في الرثاء لأنفسنا ،
إنما مبعثه إسرافنا في الأنانية ! فهؤلاء الذين لا يشاركون غيرهم في شعورهم
، لا يفتأون يرثون لأنفسهم.
ولقد دلت الإحصاءات على أن ثلث
المترددين على عيادات الأمراض العصبية والنفسية ، ترجع العلل التي يعانون
منها إلى رثائهم المتواصل لأنفسهم ، ولا عجب في ذلك فالشك والخوف ، - وهما
أعدى أعداء البشرية - يولدان في ظلام الرثاء للنفس .
إن أفكارنا
يمكن أن تهدمنا أن تشقينا ، ويمكن أن تبنينا و أن تدفعنا إلى السعادة التي
ننشدها ، لو حرصنا على أن نقلل من التفكير في أنفسنا ، ولو تعودنا أن نحصي
ما نستمتع به من خيرات و نعم عديدة وهبنا الله إياها ، و أن نقضي وقتاً
أطول في التأمل فيما حولنا من نواحي الجمال وشكر نعم الله علينا ، إذاً
لظفرنا بما ننشده من سلام نفسي وهناء
بقلم
gneralmaximos