خلق الله الانسان و ترك له الخيار في تحديد طريقه
هناك من يصيب في اختياره و يسير حسب منهج ديني و اجتماعي مقبول و صحيح و هناك من يضل الطريق
و ذلك لاختلاف في شخصية كل انسان
لأن الاختلاف هو ما يميز شخص عن آخر
يختلف كل شخص في منهجه و أسلوبه و قيمه و أفكاره
بناء على تربيته و مجتمعه و ثقافته أو لتجارب شخصية كان لها أثر في نفسه
حتى في الأسرة الواحدة تجد إختلاف كبير بين الأخوة
رغم تعرضهم لنفس الظروف و تربيتهم على نفس القيم
فالإختلاف واضح في الأسلوب و التعامل والميول
مما يعني أن هذه صفات مكتسبة من خلال الشخص نفسه
و نابعه من قوة و ضعف ايمانه ومستوى تفكيره
أو من خلال ما اكتسبه شخصيا من تجارب أو تعرض له من أحداث أو لتقصير شخصي في اكتساب المهارات
و مهما التقينا بالمسلمات كالدين و اللغة و العادات و التقاليد و غيره
إلا أن الاختلاف هو سيد الموقف
لأن تلك الميول و الأفكار هي التي تحدد صفة كل انسان
و تصبح طابع شخصي له
يعرف به و يميزه عن الآخرين
و لكن دوام الحال من المحال و قد يتفاجأ الآخرون بتغيير غير منطقي لشخص ما
عندما ينحرف عن مساره و يتجه لطريق خارج نطاق الدين و الأعراف
ويتعمق في تلك الحياة التي اختارها لنفسه
قد يدرك لاحقا خطأه و يحاول أن يغير من سلوكه و منهجه و يعود إلى جادة الصواب
لأن داخل كل انسان مؤشر يسمى الضمير و أساس هو الفطرة
لذا حتى لو كان من الصعب أن يحدث التغيير
فهو ليس مستحيل اطلاقا
وعندما يقتنع الانسان اقتناع تام بعدم جدوى ما يقوم به
أو بمدى الخطأ الذي يرتكبه بحق نفسه و بحق الآخرين
عندما يستيقظ الضمير و يتعلم الشخص كيف يتحكم بنفسه و بانفعالاته و يحكم عقله
عندما تكون الإرادة هي الأقوى
يصبح من السهل أن ينتقل من مرحلة إلى أخرى
أكثر فائدة له و لمجتمعه
ما رأيك بامكانية تعديل السلوك و تبني أفكار جديدة أكثر فاعلية و مدى استمرارية ذلك التغيير ؟
و ما هي الطرق المثلى لتحقيق ذلك الهدف ؟
و كيف تجد تفاعل المجتمع مع من أخطأ و حاول أن يغير مسار حياته فيما بعد ؟
هل من العدل أن نطالب انسان ما بأن يكون مثاليا و نحن لا نتصف بهذه الصفة ؟
و دمتم بخير