عندما نضع هدفاً ما في أذهاننا، ونبدأ برحلة السعي لتحقيقه نحس
بالمتعة الحقيقية التي لا تعادلها متعة. فالخطوة الواحدة تعد انتصاراً، حيث تقربنا الى الهدف
المنشود. وقد تقف الظروف في وجوهنا ويعاكسنا التيار لنتحول حينها الى أبطال نقهر
الظروف ونحطم الحواجز ونجد في أنفسنا قدرة عجيبة على التحمل والإقدام.
يدفعنا الأمل والطمع في تحقيق ذواتنا من خلال عنادنا وعدم استسلامنا لتتحطم أمام
إصرارنا موانع الوقت ويهرب اليأس منكسراً بائساً يلملم أشلاءه التي تمزقت تحت عجلات
إرادتنا الماضية الى هدفنا المنشود. وقد نتعجب من القدرة الكامنة التي نتمتع بها دون أن
نكتشفها من قبل وكأن الذي نراه شخص آخر غيرنا، نحسب الدقائق ونستعجل عقارب
الساعة أن تمضي بوتيرة أسرع.
قد نكتفي في رحلة السعي الى الهدف بالقليل من النوم والطعام والراحة، فهناك ما هو
أهم وقد ننعزل عن الناس ولا نحس بالغربة أو الفقد، فلدينا ما يفي بحاجتنا إلا إذا كان من
نجتمع معه قريباً من أهدافنا تعاطفاً قناعة به والأحلام قد تختلف في ماهيتها ولكنها تتحد
في قيمتها لدينا وقد تتحقق في فترة قد تطول او تقصر بحسب الطريق والطريقة التي
ننتهجها.
وعندما نصل الى ما نريد تجتاحنا حالة من النشوة والفرح والذهول، والمحظوظ من تمتد
حالة فرحه وقتاً أطول قبل أن يبهت الحلم ويصبح عادياً، قد لا يحمل نفس قيمته عندما كان
بعيد المنال في مملكة الحلم. ومن أجمل الأحلام حلم المبدع في قصيدة مدهشة تشعل
الطموح وتعطي للأيام في رحلة الوصول إليها طعماً ولوناً ورائحة تختلف عن غيرها من الأيام.
وقفة من أبيات قديمة
..
صافح النور تنبت نجمة الصبح بيدي
كن مثل ما تمنيتك سلام ووقايد
كن عذابي وكن همي وكن يوم عيدي
كن بعيد وقريب وكم هوين وكايد
آه وين انت كيف ألقاك انا يا فقيدي
واخلف بشوفتك يا سيدي كل سايد