شغل «الحب» مكانة مرموقة في قاموس العرب، فقد أفردوا للحب نحو ستين اسما سنورد اشهرها مع التعريف بها.
المحبَّة،
العلاقَة، الهوى الصَّبْوة، الصَّبابة، الشَّغَف، الوَجْد، الكَلَف،
العشْق، الجَوى، الدَّنَف، الشَّجْو، الشَّوْق، الخِلاَبة، البَلابِل
التَّباريح، الغَمَرات، الوَهَل، الشَّجَن، اللاَّعج، الوَصَب، اللَّذَع،
السُّهْد، الأرَق، اللَّهْف، الحنين، اللَّْوْعة، الفُتون، الجنون،
اللَّمَم الخَبْل، الوُدّ، الخُلَّة، الغرام، الهُيام، التَّدْليه،
الوَلَه، التَّعَبد.
معاني هذه المفردات:
المحَّبة: أصلها الصفاء،وهي أمّ هذه الأسماء.
العَلاَقة: وسميت كذلك لتعلق القلب بالمحبوب.
الهَوى: ميل النفس الى الشيء.
الصَّبْوَة والصّبا
من أسماء المحبة، اصل الكلمة من الميل يقال: صبا الى كذا، اي مال اليه،
وسُميت الصَّبوة بذلك لميل صاحبها الى المرأة الصبية والجمع صبايا.
الصَّبابة: هي رقة الشوق وحرارته، يقال رجل صَبُّ عاشق مشتاق ويقال: رجل صبّ وامرأة صب.
الشَّغَف: من اسماء المحبة، قال الله تعالى «قد شَغَفَها حباً» «سورة يوسف» والشّغاف غلاف القلب.
الوَجْد: الحب الذي يتبعه الحزن، ولكن اكثر ما يستعمل الوجْد في الحزن وانما يطلق على محبة معها فَقْد يوجب الحزن.
الكَلَف:
وهو من اسماء الحب: يقال كلفت بهذا الأمر اي أولعت به فأنا كَلِف به، وأصل
اللفظة من الكُلفة والمشقة قال تعالى «لايُكلّف الله نفساً الا وسعها
«البقرة 2/86».
العِشْق: العشق هو
أمَرُّ هذه الأسماء وأخبثها، وقليلاً ما ولعت به العرب، ولا تكاد تجده في
شعرهم القديم، وانما اولع به المتأخرون وورد في الصحيح «العشق فرط الحب».
الجَوى: الحُرقة وشدة الوَجْد من عشق او حزن.
الدَّنَف: لم تستعمله العرب الا قليلاً، وانما ولع به المتأخرون.
الشَّجْو: حب يتبعه هَمٌّ وحزنٌ.
الشَّوق: هو سِفْر القلب الى المحبوب ونزاع النفس الى الشيء.
الخِلابَة: وهي الحب الخادع، ويسمى الحب خِلابة لانه يخدع ألباب اربابه، والحب احق ما يسمى بهذا الاسم لأنه يُعمي ويُصم ويخدع لبّ المحب وقلبه.
البلابل: جمع بَلْبلَة يقال: بلابل الحب وبلابل الشوق وهي وساوسه وهمومه.
التّباريح: أصابه البَرْح وهو الشدة، يقال: تباريح الحب.. وتباريح الشوق وتباريح الجوى.
الغَمَرات: جمع غمرة والغمرة ما يغمر القلب من حب او سكر او غفلة. غمرات الحب وهو ما يغطي قلب المحب فيغمره.
الوَهَل:
أصله الفَزَع وانما كان الوَهَل من اسماء الحب لما فيه من الروع ومنه
يقال: جمال رائع، فإن قيل ما سبب روعة الجمال؟ قيل لأن الجمال سلطان على
القلوب فإذا بدا راع القلب بسلطانه.
الشَّجَن:
معناه: الحاجة حيث كانت، وحاجة المحب أشد شيء الى المحبوب، والجمع شُجون،
ويُجمع على أشجان، وهناك وجه اخر للشَّجَن وهو الحزن والجمع أشجان، وقد
شَجِن بالكسر فهو شاجن، وشجنه أي أحزنه.. والحب فيه الأمران الحاجة والحزن.
اللاَّعج: اللاّعج اسم فاعل من قولهم: لعجه الضرب اذا آلمه وأحرق جلده، ويقال: هو لاعج لحرقة الفؤاد من الحب.
الوَّصَب: ألم الحب ومرضه، فإن اصل الَوصَب المرض.
اللَّذْع: هو من احكام المحبة ايضاً.. واصله من لذْع النار: يقال لذعته النار لذعاً أحرقته.
السُّهْد: هو ايضاً من آثار المحبة ولوازمها فالسُّهاد الأرَق وقد سَهِدَ الرجل بالكسر يسهد سهداً.
الأَرَق: اي السَّهر وهو آثار المحبة ولوازمها.
اللَّهْف: من احكام المحبة وآثارها، يقال: لهِف بالكسر يلهف لهفاً اي حزن وتحسر، وكذلك التلهف على الشيء.
الحَنين: وهو الشوق وتوقان النفس: تقول فيه: حنَّ اليه يحنُّ حنينا فهو حانّ. والحنان والرحمة.. والحنين من آثار الحب وموجباته.
اللَّوعة: لوعة الحب حُرقته.
الفُتون: مصدر فتنه يفتنه فتونا.
الجنون: واما الجنون فمن الحب ما يكون جنونا. والحب المفرط يستر العقل فلا يعقل المحب ما ينفعه ويضره فهو شعبة من الجنون.
اللَّمَم: وهو طرف من الجنون ورجل ملموم اي به لمَمَ، يقال: ان المحبوب قد ألَمَّ بقلب المحب، اي نزل به.
الخَبْل: وهو من موجبات العشق وآثاره لا من اسمائه وان ذُكر من اسمائه فإن اصله الفساد وجمعه خبول.
الوُد: هو خالص الحب وألطفه وأرقه وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة.
الودود:
من صفات الله سبحانه وتعالى أصله من المودة. قال تعالى «وهو الغفور الودود
«البروج 85/ 14» وقال تعالى «ان ربي رحيم ودود» هود«90/11».
الخُلَّة:
وهي توحيد المحبة. فالخليل هو الذي توحد حبه لمحبوبه، وهي رتبة لا تقبل
المشاركة. وقيل: انما سميت خُلَّة لتخلل المحبة جميع اجزاء الروح. والخِلّ
الود والصديق، والخليل الصديق والأنثى خليلة.
الغرام:
هو الحب اللازم يقال: رجل مُغرم بالحب اي قد لزمه الحب، وأصل المادة
اللزوم ومنه قولهم: رجل مُغْرَم من الغُرْم او الدَّيْن، والغرام الولوع
وقد أُغرم بالشيء اي أُولع به، والغريم الذي عليه الدَّيْن.
الهُيام: هام على وجهه يهيم هَيْماً وهيماناً ذهب من العشق او غيره، وقلب مُسْتهام اي هائم، والهُيام: كالجنون من العشق.
الوَلَه: ذهاب العقل والتحير من شدة الوَجْد، ورجل والِهْ وامرأة واله ووالهة.
التَّعبُّد: وهو غاية الحب وغاية الذل يقال: عبّده الحب اي ذلّلّه.
واخيرا... من الحب ما قتل
ويكفي بالحب ان اسمه الحب