تتساقط أوراق الشجر
كل عام
بعد أن يجف شريان
الحياة فيها..
ولكن رغم هذا الكم
المتساقط المهيب
تجدها في سرور..!
:
وهي على استعداد
لبدأ حياه مشرقه
مبهجة ...
تجدد لها عودها
وجذورها..
:
ولكن ..
ماذا عنا نحن البشر
تتساقط أوراق العمر
يوم بعد الآخر
عاماً بعد عام
وسخرية الدهر
تزداد ..كلما مرت
لحظه من لحظات
عمرنا..
:
على ماذا يسخر الدهر..؟؟
..
سؤال سوف يجول في
قلوب الكثير ..
:
:
وهل هناك ما يفرح
بسقوط إحدى أوراق
العمر..!
:
هل هذا السقوط
المتتالي في كل عام
يبعث في النفس السرور
تماماً كما هو الحال عند الشجر؟!
:
بالتأكيد ..لا
:
فعندما تسقط إحدى أوراق
العمر .تجدها
وقد تطوق أطرافها بالهم
بعد استنشاقها كربون الأحزان
فتشبعت ..وسقطت
ويبقى الجسد في خمول
وتشاؤم بأن تكون تلك
الورقة قد نقلت العدوى
لبقية الأعضاء
:
فتصبح الحياة المقبلة
شبيه تماماً بنفق مظلم
لا نهاية له..
:
حيث الظلام الحالك
قد امتد ..بوحشية
وكأنه وباء بنهش
في ذاك الجسد ..
:
يحول الدماغ إلى
أعشاش عناكب ممزقه
يشلها عن القيام بأي
عملية دماغيه فكرية
لتتقطع الآمال
نحو عالم مشرق
:
وبعد تدمير
..القوة الفكرية
تكون الوجهة
إلى القوه العاطفية
وبالتأكيد ستكون في
غيبوبة الموت
البطيء وقد شلت عن
بث أي إحساس بالآخرين
:
:
هكذا تتساقط أيام العمر
وقد ولدت خلفها عبء
على الحياة لا يمكن قمعه
ولا يمكن تركه..
:
:
فهذا هو الإنسان ..
تمضي به السنون
وعندما ينظر إلى ما خلفه
لا يجد إلا حطاماً
من الهم والبؤس
:
وإذا ما نظرت إليه
وجدته ذا وجه
شاحب أسود ..
يعلن بقرب سقوط
الأوراق المتبقية
:
:
ألا يحق للدهر السخرية
من حال العقلاء..
وقد تفوق ما لا يعقل