ان الحمد لله ، نحمده و نستعيــنه ، ونستغفـــره ، ونعــوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهــده الله فلا مضــل له
ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...
'°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسما للطاعات ، وأفاض على الصائمين بنعم الرضوان والنفحات ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله تفرد بالكمال والتمام ، وتقدس عن مشابهة الأنام ،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد
فمرحبا بك ـ أخي الصائم ـ في أول أيام نصف شهر الخير والبركات ، وأهنئك ببلوغه تهنئة لا أعرف لبحرها ساحلا ؛
ذلك لأنني لا أهنئك بدنيا تصيبها وتفنى ، ولا بثوب تلبسه فيبلى ، ولكن بزمن مباركةٌ أوقاتُه ، خصبةٌ تربتُه ، ثرة أمواهه ،
ميسرة عباداته ، فهنيئا لك ما تزرع فيه وما ستحصد ، فهو الزرع الخالد ، والتجارة الرابحة .
حقا ما ألذه من شعور يكتنف قلب المؤمن حتى يكاد يذهله عما حوله ، شعور بفرحة الروح ببلوغ ما اشتاقت إليه ،
وما ظلت شهورا تتطلع إلى رؤية محياه ، والسياحة في أنوار لقياه
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
رمضان درة الشهور ، حديقة وارفة الظلال ، دانية الثمار ، يدخل بابها المؤمن منذ أول ليلة ، فتتغير أنسجة نفسيته بشكل مفاجيء ،
يتقبل معها كل ما يجدُّ فيه ، دون تمهيد سابق ، وتقبل بشوق وحماسة ونشاط على كل ألوان العبادة والسلوك التي تتسق مع روحانية
الشهر العالية ، وما يمليه جوه المفعم بالنفحات الربانية .
لا يمكن أن يفسر مثل هذا إلا بالتقدير الإلهي ، والرعاية الإلهية ، والتوفيق الرباني ، فهناك أمر يحدث ، تنقلب معه كل أنماط الحياة
في
ليلة واحدة ، لعلنا نتعرفه من خلال حديث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( أَنَّهُ ذَكَرَ رَمَضَانَ ، فَقَالَ : تُفْتَحُ
فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ
أَبْوَابُ النَّارِ ،
وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ ،وَيُنَادِي فِيهِ مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ
: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ،
حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَان ))
رواه أحمد وهو صحيح لغيره وإسناده حسن .
رمضان
ـ أخي الصائم ـ مدرسة للتعلم والتعليم ، والتوبة والإنابة ، ومحطة للتزود
بالطاعة والنوافل في زحمة غفلات الحياة في سائر العام ، رمضان خلوة مع
الخالق ، وبعد عن بهارج الحياة ، ويكفي أنه فرصة للمغفرة، وغسل الصحف من
الخطايا السابقة ،
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الحاكم بسند صحيح : (( بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يغفر له )) .
و السلام عليكم ورحمة الله