قُلْ
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن
رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ
هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا
لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ *
وَاتَّبِعُوا
أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن
قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ *
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا
حَسْرَتَى علَى مَا فرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ
وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ
هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى
الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى
قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ
بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ
صدق الله العظيم
رجل ينام كل ليلة في الجنة
كان هناك خمسة من العاملين الكادحين الذين ضاق بهم الرزق في قريتهم الصغيرة
فتوجهوا إلى بلدة صغيرة مجاورة يعملون ويكدحون وكانوا يأتون إلى أهليهم في عطله
الأسبوع ليقضوا معهم يوما سعيدا إلا خامسهم .
فانه ما إن تبدأ الشمس بالمغيب ويحل المساء ويصلي المغرب حتى ينطلق مسرعا إلى
قريتهم ويبيت هناك مع أهله ثم يعود في صباح اليوم التالي إلى القرية التي يعمل
بها ، فسخر منه أصحابه وقالوا له : ما بالك تحمل نفسك ما
لا تطيق وتقطع هذا
الطريق الطويل لتنام عند أهلك وليس لك زوجة وأولاد
فقال لهم : إنني اذهب كل ليلة لا بيت في الجنة ، فضحكوا منه وقالوا إننا نراك
رجلا عاقلا قبل اليوم فيبدو إن غربتك قد أثرت عليك فاذهب إلى طبيب حتى يراك
لعلك تشفى بإذن الله
فرد عليهم : لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكما يصدقني والا يكذبني .
فذهب الجميع إلى إمام مسجد وحكوا له قصتهم مع الرجل الخامس فقال الإمام : ما
حكايتك يا رجل
فقال الرجل : إنا شاب وحيد لوالدين وانأ العائل الوحيد لهما لذلك فا نني إذا
انتهيت من العمل وغابت الشمس وصليت المكتوبة انطلقت متوكلا على الله إلى قريتي
فإذا وصلت وجدت والديّ قد تعشيا وناما والليل قد انتصف فآخذ عباءتي وأنام تحت
إقدامهما فإذا أصبحت أيقظتهما للصلاة وجهزت فطورهما ووضوؤهما وقضيت حاجتهما ،
ثم رجعت شاكرا لله إلى القرية المجاورة للعمل حيث استشعر نفسيا وروحيا إنني قد
بتي ليلتي في الجنة .
فقال الإمام : لقد صدق والله صاحبكم
فهنيئاً لصاحبكم بره بوالديه