قال "مايكل هارت" مؤلف كتاب العظماء مائة وأعظمهم محمد : "إن اختياري
محمداً ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل
الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني
والدنيوي... فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدئوا رسالات عظيمة ولكنهم ماتوا دون
إتمامها كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم أو سبقهم إليهم سواهم
كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية وتحددت
أحكامها وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته، ولأنه أقام بجانب الدين دولة
جديدة فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضا وحد القبائل في شعب والشعوب في أمة،
ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى
العالم، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية وأتمها".
وقال الكاتب والأديب البريطاني المعروف "هربرت جورج ولز" في كتاب "معالم تأريخ الإنسانية" :
"كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط، ولم أجد دينا يسير مع المدنية سوى دين الإسلام".
وقال توماس كارليل في كتابه "
الأبطال وعبادة البطل"
إن العار أن يصغي الإنسان المتمدن من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين أن
دين الإسلام دين كذب، وأن محمداً لم يكن على حق، لقد آن لنا أن نحارب هذه
الادعاءات السخيفة المخجلة؛ فالرسالة التي دعا إليها هذا النبي ظلت سراجاً
منيراً أربعة عشر قرناً من الزمن لملايين كثيرة من الناس،
فهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة التي عاشت عليها هذه الملايين وماتت أكذوبة كاذب أو خديعة مخادع؟!
ولو أن الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج الكبير لأصبحت الحياة
سخفاً وعبثاً، وكان الأجدر بها أن لا توجد... إن الرجل الكاذب لا يستطيع أن
يبني بيتاً من الطوب لجهله بخصائص البناء، وإذا بناه فما ذلك الذي يبنيه
إلا كومة من أخلاط هذه المواد، فما بالك بالذي يبني بيتاً دعائمه هذه
القرون العديدة وتسكنه مئات الملايين من الناس،
وعلى ذلك فمن الخطأ أن نعد محمداً كاذباً متصنعاً متذرعاً بالحيل والوسائل
لغاية أو مطمع، فما الرسالة التي أداها إلا الصدق والحق وما كلمته إلا صوت
حق صادر من العالم المجهول وما هو إلا شهاب أضاء العالم أجمع...
ذلك أمر الله و"إن طبيعة محمد الدينية تدهش كل باحث مدقق نزيه المقصد بما
يتجلي فيها من شدة الإخلاص، فقد كان محمد مصلحاً دينياً ذا عقيدة راسخة".
• وقال القس لوزان بعد بيان عن أوصاف مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم َ-:
" فمُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - بلا التباس ولا نكران من
النَّبيّين والصديقين، بل وإنه نبي عظيم جليل القدر والشأن، لقد أمكنه
بإرادة الله - سبحانه - تكوين الملة الإسلامية، وإخراجها من العدم إلى
الوجود، بما صار أهلها ينيفون (يزيدون) عن الثلاثمائة مليون (يعني على ظنه
في زمانه) من النفوس، وراموا بجدهم سلطنة الرومان، وقطعوا برماحهم دابر أهل
الضلالة، إلى أن صارت ترتعد من ذكرهم فرائص الشرق والغرب".
وقال بورست سميث: "إني صميم الاعتقاد على أنه سيأتي يومٌ يتفق فيه القومُ
وزعماء النصرانية الحقَّة على أنَّ مُحَمَّداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ - نبي، وأن الله - عَزَّ وجَلَّ - قد بعثه حقاً".
وقال غوستاف لوبون الفرنسي: "إن مُحَمَّداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ - رغم ما يُشاع عنه (يعني من قبل المخالفين له في أوروبا) قد ظهر
بمظهر الحلم الوافر، والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة جميعاً".
وقال جونس أوركس الأديب الإنجليزي: "لم نعلمْ أن مُحَمَّداً نبيَّ الإسلامِ
- صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عَلَيْهِ - تسربل بأي رذيلة مدة حياته".
• قال الكاتب الإنجليزي المعروف برناردشو الذي حقق رسالة مُحَمَّد - عليهِ
الصَّلاةُ والسَّلامُ -، وحقق دينه، ودرس مبادئه ، وقد توفي سنة 1950م :
" إن أوروبا الآن ابتدأت تحس بحكمة مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ -، وبدأت تعشق دينه، كما أنها ستبرئ العقيدة الإسلامية مما اتهمت
به من أراجيف رجال أوروبا في العصور الوسطى، وسيكون دين مُحَمَّد هو النظام
الذي يؤسس عليه دعائم السلام والسعادة، ويستند على فلسفته في حل المعضلات،
وفك المشكلات والعقد"،
ثم قال: " وإن كثيرين من مواطني ومن الأوروبيين الآخرين يقدسون تعاليم الإسلام، وكذلك يمكنني أن أؤكد نبوءتي فأقول:
إن بوادر العصر الإسلامي الأوروبي قريبة لا محالة!".
ويقول برنارد شو أيضاً: "وأعتقد أن رجلاً كمُحَمَّد لو تسلم زمام الحكم في
العالم بأجمعه اليوم لتم النجاح في حكمه، ولقاد العالم إلى الخير، وحل
مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة".
كما قال برناردشو في أواخر حياته: "ولا يمضي مئة عام حتى تكون أوروبا ولاسيما إنجلترا وقد أيقنت بملائمة الإسلام للحضارة الصحيحة!".
وقال جيمس متشتر: "إن مُحَمَّداً رسول الإسلام - عليهِ الصَّلاةُ
والسَّلامُ - هذا الرجل الملهم الذي أقام الدين الإسلامي، ولد حوالي سنة
570م في قبيلة عربية كانت تعبد الأصنام، وكان محباً للفقراء والأرامل،
واليتامى والأرقاء والمستضعفين،
وقد أحدث مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -بشخصيته الخارقة
للعادة ثورة في شبه جزيرة العرب وفي الشرق كله، فقد حطم الأصنام بيديه،
وأقام ديناً يدعو إلى الله وحده، كما رفع عن المرأة قيد العبودية التي
فرضتها عليها تقاليد الصحراء".
و يقول"جوته" شاعر ألمانيا الشهير معجباً بالقرآن و النبي "محمد" صلى الله
عليه وسلم : "كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي، فهو كتاب
الكتب وإني أعتقد هذا كما يعتقده كل مسلم فلم يعتر القرآن أي تبديل أو
تحريف،
وعندما تستمع إلي آياته تأخذك رجفة الإعجاب والحب، وبعد أن تتوغل في دراسة
روح التشريع فيه لا يسعك إلا أن تعظم هذا الكتاب العلوي وتقدسه، وظني أن
التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية، وإننا أهل أوروبا بجميع
مفاهيمنا لم نصل بعد إلي ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، وقد
بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي العربي محمد".
قال " كارل ماركس" : هذا النبي افتتح برسالته عصراً للعلم والنور والمعرفة،
حري أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة، وبما أن هذه التعاليم التي
قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكماً من الرسالات السابقة
من التبديل والتحوير،
إن محمداً أعظم عظماء العالم. والدين الذي جاء به أكمل الأديان".
قال آرنولد توينبي "المؤرخ البريطاني الكبير" : "الذين يريدون أن يدرسوا
السيرة النبوية سيجدون أمامهم من الأسفار ما لا يتوافر مثله للباحثين في
حياة أي نبي من أنبياء الله الكرام.... إنني أدعو العالم إلى الأخذ بمبدأ
الإخاء والمساواة الإسلامي، فعقيدة التوحيد التي جاء بها الإسلام هي أروع
الأمثلة على فكرة توحيد العالم، وأن في بقاء الإسلام أملاً للعالم كله.
قال "لامارتين" شاعر فرنسا الشهير عن"محمد" صلى الله عليه وسلم :
"من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية علي تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟
ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه عند النظر إلى جميع المقاييس التي تقاس
بها عظمة الإنسان؟!
فأعظم حب في حياتي هو أنني درست حياة محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود".
وأضاف: "أي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدركه محمد؟! وأي إنسان
بلغ؟ لقد هدم المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق وإذا
كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة
لذلك رغم قلة الوسيلة.
فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بمحمد في عبقريته؟،
هؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا لإمبراطوريات فلم
يجنوا إلا أمجاداً بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم.... لكن هذا الرجل
"محمدا" لم يقدم الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب
ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم
حينذاك، ليس هذا فقط، بل إنه قضي على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار
والمعتقدات الباطلة... لقد صبر محمد وتجلد حتى نال النصر وكان طموحه موجهاً
إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلي ذلك، حتى صلاته
الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته كل ذلك لا يدل على
الغش والخداع بل يدل علي اليقين الصادق".
قال الروائي الروسي "تولستوي"
الذي أكد في مقالات عديدة أنه أحد المبهورين بالنبي محمد صلى الله عليه
وسلم الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضا
آخر الأنبياء فيقول: "إن محمداً هو مؤسس ورسول.
كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة. ويكفيه فخراً أنه أهدى أمة برمتها إلي نور الحق.
وجعلها تجنح إلي السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء
وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا
يقدم عليه إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثله جدير بالاحترام والإجلال".
وأضاف " تولستوى": "يكفي محمداً فخراً أنه خلص أمة ذليلة دموية من مخالب
شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم. وأن شريعة
محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة".
ويقول المستشرق هيل في كتابه (حضارة العرب): " لقد أخرج محمد للوجود أمة،
ومكن لعبادة الله في الأرض، ووضع أسس العدالة والمساواة الاجتماعية، وأحل
النظام والتناسق والطاعة والعزة في أقوام لا تعرف غير الفوضى".
* "وول ديورانت" مؤلف "قصة الحضارة" يقول : "إذا ما حكمنا على العظمة بما
كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمداً كان من أعظم عظماء التاريخ
؛ فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوي الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء،
وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ
كله، وقل أن نجد إنساناً غيره حقق ما كان يحلم به، ولم يكن ذلك لأنه هو
نفسه كان شديد التمسك بالدين فقط،
بل لأنه لم يكن ثمة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلي سلوك ذلك
الطريق الذي سلكوه، وكانت بلاد العربي لما بدأ الدعوة صحراء جدباء تسكنها
قبائل من عبدة الأوثان قليل عددها، متفرقة كلمتها، وكانت عند وفاته أمة
موحدة متماسكة، وقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية
والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً سهلاً واضحاًً قوياً،
وصرحاً خلقياً قوامه البسالة والعزة، واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة
معركة، وفي قرن واحد أن ينشيء دولة عظيمة، وأن يبقي إلى يومنا هذا قوة ذات
خطر عظيم في نصف العالم".
قال المستر سنكس الأمريكي:
ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر،
بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله
واحد، وبحياة بعد هذه الحياة. إلى أن قال: إن الفكرة الدينية الإسلامية،
أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم، وخلّصت العقل الإنساني من قيوده
الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان. ولقد توصل محمد ـ
بمحوه كل صورة في المعابد وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ـ إلى تخليص
الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة.
وقال العلامة برتلي سانت هيلر الألماني
كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص
الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي
كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد
وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما
من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة.
و في كتاب "تاريخ الامبراطوريات العربيه" يقول ادوارد جيبون وسيمون اوكلي
"لا اله الا الله محمد رسول الله ، تصريح بسيط ثابت لاعلان المرء عن
اسلامه. حيث لم تتأثر الصورة العقلانيه لله بأي من صور الاصنام ، كما إن
شرف النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) لم يتعد حدود الفضيلة الانسانية ،
وحددت تعاليمه مقدار عرفان حوارييه بالجميل في حدود المعقول والدين"
واطلق استاذ الفلسفة الهندي (هندوسي) ك. س. راماكريشنا راو على محمد (صلي
الله عليه وسلم) في كتابه (محمد رسول الاسلام) لقب "النموذج المثالي للحياة
الانسانية" ، ويشرح راو رأيه قائلا "من الصعب الوصول إلى الحقيقة الكاملة
لشخصية محمد (صلي الله عليه وسلم)، فقط امكنني ادراك لمحة منها ، ويالها من
لقطات فاتنه ، فهناك محمد (صلي الله عليه وسلم) النبي ، محمد (صلي الله
عليه وسلم) المحارب ، محمد (صلي الله عليه وسلم) رجل الاعمال ، محمد (صلي
الله عليه وسلم) رجل الدولة ، محمد (صلي الله عليه وسلم) الخطيب ، محمد
(صلي الله عليه وسلم) المصلح ، محمد (صلي الله عليه وسلم) ملاذ اليتامي ،
محمد (صلي الله عليه وسلم) حامي العبيد والرقيق ، محمد (صلي الله عليه
وسلم) محرر المرأة ، محمد (صلي الله عليه وسلم) القاضي ، ومحمد (صلي الله
عليه وسلم) القديس. في كل هذه الادوار الرائعة في مختلف اقسام الانشطه
الانسانية ، كان محمداً بطلاً"
يقول الكاتب الشهير (غير المسلم) جورج برنارد شو "لابد أن نطلق عليه لقب
منقذ الانسانية ، واعتقد لو وجد رجل مثله وتولى قيادة العالم المعاصر لنجح
في حل جميع مشاكله بطريقة تجلب السعادة والسلام المطلوبين".
ومن ألمانيا يكرر الدكتور شوميس ما قرره كارليل:
(يقول بعض الناس إن القرآن كلام محمد وهو حقاً محض افتراء، فالقرآن كلام
الله الموحى على لسان رسوله محمد، فليس في استطاعة محمد ذلك الرجل الأمي في
تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء، ويهدي الناس
من الظلمات إلى النور).
ثم يردف كلامه الأول بقوله رداً على المتعجبين من موقفه:
(وربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي بهذه الحقيقة. إني درست القرآن فوجدت
فيه تلك المعاني العالية، والنظم المحكمة، وتلك البلاغة التي لم أجد مثلها
قط في حياتي، جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات. هذا ولا شك أكبر معجزة أتى
بها محمد عن ربه).
أما ليتسين أستاذ الديانة المسيحية في جامعة برمنغهام في بريطانيا أيضاً فيقف أمام
بني قومه ليهدي رسول الله قصيدة حب وولاء يقول فيها:
يا ابن مكة ويا نسل الأكرمين
يا معيد مجد الآباء والأمهات
يا مخلص العالم من ذل العبودية
إن العالم ليفتخر بك...
ويشكر اللهَ على تلك المنحة العزيزة..
ويقدر لك مجهوداتك كلها
يا نسل الخليل إبراهيم..
يا من منحت السلام إلى العالم..
ووفـقـت بين قلوب البشر
وجعلت الخلاص شعارَك
يا من قلت في شريعتك:
إنما الأعمال بالنيات
لك منا جزيل الشكر...
وقال العلامة ساديو لويس - الفرنسي
لم يكن محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي العرب بالرجل البشير للعرب فحسب بل
للعالم، لو أنصفه الناس، لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب، وأن تعاليمه الجديرة
بالتقدير والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه، عظيم في أخلاقه، عظيم في
صفاته، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي
المسلمين.
وقال المستر داز – الإنكليزي في كتابه - مع الشرق والغرب -
كان محمد (صلى الله عليه وسلم) زراعياً وطبيباً وقانونياً وقائداً، اقرأ ما
جاء في أحاديثه تعرف صدق أقواله ويكفي أن قوله المأثور عنه (نحن قوم لا
نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) هو الأساس الذي بنى عليه علم الصحة، ولا
يستطيع الأطباء على كثرتهم ومهارتهم حتى اليوم أن يأتوا بنصيحة أثمن من
هذه.
وقال في نفس الكتاب: إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) هو الذي استطاع في مدة
وجيزة لا تزيد على ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم، وأن يحدث
ذلك الانقلاب المدهش، وأن يكبح جماح أمة اتخذت الصحراء المحرقة سكناً لها،
واشتهرت بالشجاعة والغزو ورباطة الجأش والأخذ بالثأر، فمن الذي يظن أن
القوة الخارقة للعادة التي استطاع بها محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يقهر
خصومه هي من عند غير الله.
قال العلامة لوزان - الفرنسي في كتابه - الله في السماء -
ليس محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي العرب وحدهم بل هو أفضل نبي قال
بوحدانية الله، وأن دين موسى وإن كان من الأديان التي أساساها الوحدانية،
إلا أنه كان قومياً محضاً وخاصا ببني إسرائيل، وأما محمد (صلى الله عليه
وسلم) فقد نشر دينه بقاعدتيه الأساسيتين وهما التوحيد والإيمان بالبعث. وقد
أعلن دينه لعموم البشر في أنحاء المسكونة.
ويقول في نفس الكتاب: فرسول كهذا الرسول يجدر باتباع رسالته والمبادرة إلى
اعتناق دعوته، إذ أنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير
والردع عن المنكر، بل كل ما جاء به يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح
أنشودة المؤمن، هذا هو الدين الذي أدعو إليه جميع النصارى.
قال ادوارد لين – الإنكليزي في كتابه - أخلاق وعادات المصريين -
إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) كان يتصف بكثير من الخصال الحميدة، كاللطف
والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى أن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن
يتأثر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر، كيف لا، وقد احتمل محمد (صلى
الله عليه وسلم) عداء أهله وعشيرته بصبر وجلد عظيمين، ومع ذلك فقد بلغ من
نبله أنه لم يكن يسحب يده من يد من يصافحه حتى ولو كان يصافح طفلاً، وأنه
لم يمر يوماً من الأيام بجماعة رجالاً كانوا أو أطفالاً دون أن يقرأهم
السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وقد كان محمد (صلى الله عليه وسلم)
غيوراً ومتحمساً، وكان لا يتنكر للحق ويحارب الباطل، وكان رسولاً من
السماء، وكان يريد أن يؤدي رسالته على أكمل وجه، كما أنه لم ينس يوماً من
الأيام الغرض الذي بعث لأجله، ودائماً كان يعمل له ويتحمل في سبيله جميع
أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد.
وقال المسيو ميخائيل اماري - الإيطالي في كتابه - تاريخ المسلمين -
لقد جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي المسلمين بدين إلى جزيرة العرب يصلح
أن يكون ديناً لكل الأمم لأنه دين كمال ورقي، دين دعة وثقافة، دين رعاية
وعناية، ولا يسعنا أن ننقصه، وحسب محمد ثناء عليه أنه لم يساوم ولم يقبل
المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته، على كثرة فنون المساومة واشتداد
المحن، وهو القائل ( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك
هذا الأمر ما تركته ) عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بالنظير، وهمة تركت العرب
مدينين لمحمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، إذ تركهم أمة لها شأنها
تحت الشمس في تاريخ البشرية.
قال العلامة ماكس فان برشم - السويسري في مقدمة كتابه - العرب في آسيا - :
إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية،
إن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال وإن افتخرت آسيا بأبنائها(1)
فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم، إن من الظلم الفادح أن نغمط حق محمد
(صلى الله عليه وسلم) الذي جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه
من الحقد البغيض قبل بعثته، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية
والدينية بعد إعلانه النبوة، وبالجملة مهما ازداد المرء اطلاعاً على سيرته
ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسانية، أنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد
ما ينقصه ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه
وتعظيمهم له.
وقال العلامة كارل هيرنش بكر، الألماني في كتابه ـ الشرقيون ـ :
لقد أخطأ من قال أن نبي العرب دجال أو ساحر لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن
محمداً جدير بالتقدير، ومبدؤه حري بالاتباع وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم،
وأن محمداً خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال، كما أننا لا نرى أن
الديانة الإسلامية بعيدة عن الديانة المسيحية.
عالم اللاهوت السويسري المعاصر د. هانز كونج والذي يعتقد أن المسيح إنسان ورسول فحسب يقول :
"محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمدًا هو المرشد القائد على طريق النجاة".
وأشاد مهاتما غاندي بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم وأدواته في نشر الرسالة فقال:
"أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر... لقد
أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب
الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود،
وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي
رسالته.
هذه الصفات هي التي مهدت الطريق وتخطت المصاعب وليس السيف، بعد انتهائي من
قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي آسفاً لعدم وجود المزيد
للتعرف أكثر من حياته العظيمة".
وقال : "لا نعرف إلا شذرات عن حياة المسيح ، أما في سيرة محمد فنعرف الشيء الكثير ونجد التاريخ بدل الظلال والغموض" .
وأخيرا
صدق الله القائل
وانك لعلى خلق عظيم