من المهم التنويه على دور الوالدين في توجيه أبنائهم،
إذ تقع علي الوالدين مسؤولية كبيرة تجاه توجيه وإرشاد أبنائهم في كيفية تنظيم الفترات الزمنية الخاصة باللعب والمذاكرة ومشاهدة التلفاز,
وعلي الوالدين تقع مسؤولية إقناع أبنائهم بضرورة تنظيم الوقت، بوضع جدول يومي يحاول الأبناء الالتزام به طيلة فترة الفصل الدراسي الأول مثلا,
ومن ثم يحاول تنظيم جدول آخر يتناسب مع المواد المفروضة عليه في الفصل الدراسي الثاني.
عادة ما يتساهل الوالدان مع أبنائهم في بداية العام، ويطلقون الحبل علي الغارب ولا يدركون أنهم بذلك يحرمون أبناءهم من المساعدة على البداية القوية،
والتي تعودهم علي الصبر والمثابرة لإمضاء وقت أطول في المذاكرة المركزة،
لاسيما وأنهم محتاجون إلى ربط بعض المواد المدروسة في العام الماضي مع المواد المطلوبة في هذا العام,
وإذا تناسى الطالب مواد العام الماضي فإنه سيفاجأ بأن مواد العام الجديد ترتكز علي ما درسه في العام الماضي.
إذا كان الابن صغيرا فيمكن للوالدين تنظيم جدول المذاكرة له، ومساعدته في المذاكرة والوقوف بجانبه في المذاكرة؛
حتى لا يشعر بالوحدة، وأنه معزول أثناء مذاكرته وأدائه لواجباته.
أما الأبناء الذين تعدوا الصف الثالث الابتدائي يجب أن يحثهم والداهم على عمل جدول مذاكرة يومي يحدد فيه مواعيد اللعب، ومواعيد المذاكرة ومواعيد مشاهدة التلفاز,
عليهم فحص هذا الجدول وتمحيصه بحيث يعدلون عليهإذا تعدى وقت اللعب على وقت المذاكرة وهكذا.
بعض الآباء يساعدون أطفالهم علي المذاكرة، وهذا يعد عملا حميدا، حيث يشعر الابن بأنه مهتم به ،
وبالتالي يهتم بمذاكرته وتحصيله, ولكننا نجد بعض الآباء يستخدمون أسلوبا فظا في معاملة أبنائهم
حين يشعرون أنهم لا يستطيعون حل الواجب مثلا, يلقون عليه القول:
لماذا لم تطلب من المدرس إعادة الشرح؟
فيصمت الابن, فيعنفوه بعنف؛ مما يؤثر سلبا على عملية تحصيله.
ويجب أن يتصف الوالدان بسعة الصدر، مع تمكين روح الفكاهة والمرح علي مناخ المذاكرة, بجانب التوجيه.
على الوالدين أيضا الإطراء علي أبائهم أحيانا، حتى يشعر بالثقة أو بالفخر ويقبل علي المذاكرة بقوة.
ويجب علي الآباء ألا يلجؤوا للسخرية من أبنائهم, فالسخرية تجعل الابن ينكمش من عملية مشاركة الوالدين في عملية المذاكرة،
ويحاول الابتعاد عنهم جهد طاقته، ولا يلجأ للاستعانة بهم إلا نادرا.
حينما ينفرد الابن بغرفته لأداء المذاكرة، يجب علي الوالدين فحص ما قرأه في ذلك اليوم في بعض الأحيان؛ حتى يشعر بأنه استفاد من الفترة التي قضاها,
وبالتالي يحاول التركيز أكثر, أما إذا أهمل فهذا قد يجعله ينفرد في غرفته، ويقضي كل وقته في اللعب بجواله أو بعض الألعاب الأخرى.
يجب علي الوالدين حث أبنائهم علي التركيز في مذاكرة المواد الأساسية، مثل: العلوم الدينية ومواد اللغة
العربية بجانب الرياضيات, على ألا يهمل المواد الأخرى المساعدة.
عملية التنوع في الفترات اليومية تجعل ابنك يقوم بكل ما تشتاق إليه نفسه، من لعب،
ومذاكرة ومشاهدة للتلفاز؛ مما يثري روحه ونفسه، ويجعله منطلقا في جميع هذه الميادين المهمة في حياته.