جحا اسمه دُجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله - ، أدرك ورأى أنس بن
مالك رضي الله عنه ، وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد
الله بن المبارك، وآخرون.
عاش نصف حياته في القرن الأول الهجري ونصفها
الآخر في القرن الثاني الهجري، فعاصر الدولة الأموية وبقي حياً حتى حكم
الخليفة المهدي، وقضى أكثر سنوات حياته في الكوفة.
قال الشيرازي: جُحا لقب له ، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه.
قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه. وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها).
وفي
ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي،
وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة،
فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل
يسأل الله أن ينفعه ببركاته.
وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.
ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له: قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيت ً أعقل منه - .
وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدثون .
وقال
الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - :" ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا
الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه
التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله
أعلم .
وقد وضعت الاساطير والخرافات بشان جحا حتى صاروا يقولون جحا اليونانى ، وجحا الرومى ، وجحا العربى
وهكذا صارت شخصيةجحا من خلال اأساطير شخصية دولية حبكت حولها الخرافات والقصص
حتى ظن الناس أنه أسطورة ، وليس حقيقة
وأيّاً كان الأمر: فإن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير .
وإن
كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه وقد جاء في الحديث عنه صلى الله
عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي .
أما بخصوص نسبة جحا التركية فليس بصحيح
فأول ذكر لجحا كان عند العرب وبرز فى القرن اأول الهجرى ثم تناقلته الثقافات المتعددة بعد ذلك
فصار من جملة ما صار جحا التركى
وفي
الأدب التركي، نسبت قصص جحا إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاش قي
قونية معاصرا الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب
العالمي تنسب له.
وجحا التركى هو نصر الدين خوجه الرومي تركي الأصل من
أهل الأناضول. مولده في مدينة (سيورى حصار) ووفاته في مدينة (آق شهر). تلقى
علوم الدين في آق شهر وقونية، وولي القضاء في بعض النواحي المتاخمة لآق
شهر، ثم ولي الخطابة في (سيورى حصار) ونصب مدرساً وإماماً في بعض المدن،
وساح في ولايات قونية و أنقرة و بورصة وملحقاتها .
كان واعظاً
مرشداً صالحاً، فيأتي بالمواعظ في قالب النوادر، وله جرأة على الأمراء
والقضاة والحكام، وكثيرا ماكانت الحكومة تستقدمه من (آق شهر) إلى العاصمة
يومئذ (قونية). وكان عفيفاً زاهداً يحرث أرضه، ويحتطب بيديه، وكانت داره
محطاً للواردين من الغرباء والفلاحين، ويذكر أن وساطته أنقذت بلدته من
تيمورلنك الجبار الطاغيةالمغولي في القرن الرابع عشر الهجري .
أما
زمنه، فالراجح أنه كان في عهد السلطان أورخان. وظل حتى عهد السلطان
ييلديرم، أي في أوائل القرن السابع للهجرة، وعاش إلى سنة 673هـ ، وتوفي عن
نحو ستين عاماً قبره الآن في تركيا ومكتوب عليه "نصر الدين خوجا المشهور
بجحا" .
وهكذا يتضح أن كل ثقافة انتشر عندها ذكر جحا إنما تأثرت بجحا العربى التابعى رحمه الله.
ويعود
نسب دجين أبو الغصن بن ثابت إلى فزارة وهي قبيلة عربية قديمة, يتميز
رجالها بالصرامة والجرأة وشدة البأس ومنهم حصن بن عيين الفزاري أول من ارتد
عن دفع الزكاة, وقبيلة فزارة مازالت تتوالد حتى اليوم ولها فروع وبطون في
عدد من الدول العربية خصوصا في الخليج العربي والشمال الإفريقي .