.لكل منا عينان لكنها في رؤية الجمال والقبح تختلف !! .
.هل مرد الاختلاف عيب خَلْقي في عيني عن عينيك ؟؟ لا بالطبع !!.
.نحن نمتلك نفس الحواس ومع ذلك مشاعرنا واتجاهاتنا وتصوراتنا تجاه الأشياء تتباين وقد يكون التباين بنسب كبيرة لدرجة أننا نتعجب ...
.إذا لا تتهم ذوقي ولا تحكم علي بالجنون أو الغرور إن خالفتك المسألة سهلة هو أننا لسنا سواء ؛ فأنا لست أنت ...
.عندما
تكون العلاقة حميمية ينسى الآخر أن الشخص المقابل له رؤيته وله رغباته
وله ذوقه ويرى من شدة العلاقة أنهما شخص واحد فإذا ما خالفه في أمر ما
صُدم وبرر ذلك يأنه لا يحبه أو لا يشعر به وأنه غير مطيع له وجعل تلك
العلاقة وفق هذا المحك : إن لم تكن معي فأنت ضدي !!
.. وهذا ما نراه في علاقة الآباء بالأبناء فبعض الأباء يريد أن يكون ابنه
امتدادا له في كل شيء ونسي أنه مهما كان الشبه كبيرا إلا أن هناك نقطة
اختلاف .. اتركه يعبر عن رأيه ما دام قابلا للرد والقبول وما دام يسير في
فلك الصواب أوالخطأ .. هو لن يعيش في نفس جلبابك مهما حاولت فلكل زمن دولة
ورجال .. .
.وهكذا الحال لدى
بعض الأزواج فالمخالفة تعني عندهم الكره والنشوز .. لماذا أكون إمعة أو
تابعا لك .. أليس لي عقل ؟؟ أليس لي قلب ؟؟ بلى ........ .
.الذي أريده من
كلامي هذا أننا إذا اختلفنا في أمر ما فلنبرر لبعض ولنلتمس العذر ولنعلم
أن رؤيتنا للأشياء وفهمنا لها مختلف وأن رغباتنا وحاجاتنا ليست واحدة ..
حينها لن نسمع تلك الاتهامات التي تلقى جزافا مثل مغرور .. حسود .. أناني
.. غبي .. هذه الاتهامات غالبا ما نسمعها إذا لم يوافقنا أحد فيما نقول
ونرى .!!! ومع ذلك فكلامي هذا لا يتعلق بالمسلمات والثوابت وإنما هي أمور الحياة التي تقبل الاجتهاد والرأي ..
.واعلموا أن هذا الاختلاف من سنن الله الكونية ؛ فمن هذا الاختلاف ينشأ الإبداع ويظهر الجمال ويصبح للحياة معنى وقيمة .. .....