الحب انكسار ... تيه ... ضياع ... إبحار في ....بحار. لا شطئان .لها.... لاماء ... كسر لكافة قوانين الجاذبية ...
حينما تحب .. تشعر كم أن للكلمات رونق وسلطان ... تلتهب كافة حواسك ... تشعر وكأنك بهي .. نقي ... شفاف ...
يزداد انسجامك واندماجك مع ما حولك من الطبيعة ... ويزداد ابتعادك عن من حولك من البشر ... تنتابك نوبات متكررة وغير مفهومة من البكاء ... الغناء ... الغضب ... الشك ... الحيرة ... الرغبة في احتضان كل وجه وطريق ...
يتحول الليل لديك إلى رفيق وصديق ... بلا أدنى تعمد تخرج ليلاً لتحتوي النور الخافت لزرقة السماء ....
تتوه في كل شيء من أجل شيء لاتدركه ولا تعرف كنهه...
الحب قبل أن تكون .. كان .... فاحترس منه ... لأنك إن أحبت انقلبت حياتك بلاهوادة ... تقوقعت ... اندثرت ...
ضاعت من يدك كل مفاتيحك ... أصبح من السهل كسرك وانكسارك ...
زادت مساحة الحزن في داخلك ... طغت مهما ارتديت من أقنعة القوة فرص انسحاقك .....
تمخض علمك وجاهك وسطوتك وقوتك إلى أجنحة رقيقة هامسة .. عذبة ... تحول وقارك إلى ... هلام ... هيام .... وهم ...
لقد أعجتبني ذات يوم قراءة مقولة عالم وقاض لأحد تلامذته حينما أباح له هامساً
" إني أحب " وبعد أن رأى الدهشة في عينه
قال له " أما قمت مرة في السحر ... فأحسست نسيم الليل الناعش ... وسكونه الناطق... وجماله الفاتن ...
فشعرت بعاطفة لا عهد لك بمثلها ... ولا طاقة لك على وصفها ... ؟
أما سمعت مرة في صفاء الليل ... نغمة عذبة من مغنّ حاذق قد خرجت من قلبه ....
فهزّت منك وتر القلب.... ومسّت حبّة الفؤاد ... ؟
أما خلوت مرة بنفسك تفكر في الماضي فتذكر أفراحه وأتراحه .... وعهداً كان ربيع العمر فتصرم الربيع ... فوجدت فراغا في نفسك ...
فتلفت تفتش عن هذا الماضي الذي ذهب ولن يعود؟ ....
أما قرأت مرة قصة من قصص الحب .... أو خبراً من أخباره ...
فأحسست بمثل النار تمشي في أعصابك .... وبمثل جناح الطير يخفق في صدرك؟ .... ...
أما أبصرت في الكون روائع الجمال؟.... "
هذا هو الحب الذي قد يفر منه إليه كثيرون ...
الذي قد يقتله أيضاً كثيرون ... الذي قد يسعى إليه كثيرون ... ومع ذلك فإني و قبل أن تحب أنصحك أن.... تتعلم .... كيف تنسى ..
....لأنك قد تعيش وهما يستنزف كل ما بداخلك من مشاعر.....!!
وتصحو ذات يوم لتجد من وهبته كل هذا قد رحل....اما عن دنياك أو جرفته حياة ٍ اخرى....
هنا..يتضح صمودك...وقدرتك على النسيان..... !