سأخرج بكفني
و أركض في ساحات وطني
... و أصرخ بأعلى صوتي : هل من سامع لكلمات الحرية ؟؟
سأخرج بكفني
بعد أن صبوا الرصاص في جسدي .. وقتلوا كبرياء الإنسانية
وأركض بين طرقات درعا التي اعتادت البكاء على شبابها الراحلين
سأخرج من بين المقابر ، فلن أقبل بالذل بعد تلك الحرية
سأخرج من بين التراب الذي قتل فوقه ملايين السوريين
سأخرج ولن أبرح الطرقات
فالذُّل أبى أن يُذَل.. وأنا أبيتُ الهوان من جديد
سأخرج لأركض في كفني الأبيض
و جسدي البارد ، وروحي المنزوعة مني
سأخرج ولن أنتظر أن توقفني طلقة .. ولا قطع رقبة.. ولا تعذيب جسد
سأخرج لآخذ حق الشهداء .. سأخرج لأحقق ما ماتوا لأجله
سأخرج ولن أنتظر أن يخرج جميع الأحياء
فقد ماتت أرواح أغلبهم بأنتحارهم وقبولهم بالذلّ
سأخرج بكفني المدمى
وأكتب على الرصيف : ها أنا من جديد لن أُقتل بصمت
ولن أقبل به لغيري
فالرصاصة التي تقتل لا تسمع صوتها
وأنا اسمع صوت الرصاص كل يوم من قبري الراقد بين ملايين القبور
سأخرج بكفني يا أمي
فلا تحزني فالجنة بأذن الله مأوانا
والرقود في القبور هو ليس نهاية الحياة
سأخرج بكفني المدمى يا أبي لأعاود الصراخ
و أطلب الحرية مراراً وتكراراً
ولن أدع أخوتي و أولادهم يعيشون بذل كما عشنا نحن
سأخرج بكفني
وأملئ رائحة طرقات دمشق الصامتة مسك
فرائحة الدماء العطرة تملئ القلوب رحمة
سأخرج بكفني .. فليرتعد من يرتعد
ويخشى الموت والأموات
ولا يخشى من الخالق الجبار
فليرتعد من يرتعد من كفني وليهرب
وليخرج الباقون ليصرخوا مطالبين بالحرية