مشاة بريطانيون يتخذون موقفاً دفاعياً يوم 17 يوليو 1942
على مدى حوالي أربعة أسابيع من شهر يوليو 1942 وقعت مجموعة من المعارك في منطقة العلمين، وسميت مجموع تلك المعارك باسم معركة العلمين الأولى. وقد تمثل السياق العام لتلك المعارك بتركيز قوات الجيش الثامن البريطاني هجومها على الوحدات الإيطالية من قوات مما أدّى إلى انهيار الأخيرة، وكاد يؤدي انهيارها إلى انهيار الجبهة بكاملها لولا التدخل الألماني الذي أوقف هجمات الجيش الثامن بصعوبة.[] المعركة الأولى 1-3 يوليو
بدأت قوات المحور هجومها في الساعات الأولى من يوم 1 يوليو، وقد لقيت الفرقة 21 بانزر (التابعة لفيلق أفريقيا مقاومة قوية من وحدات هندية في دير الشين (جنوب العلمين)، وتوقف تقدم هذه الفرقة بسبب حقول الألغام الكبيرة التي واجهتها. ثم استأنفت هذه الفرقة هجومها في وقت لاحق، واستطاعت احتلال الجزء الأكبر من دير الشين في الساعة (16.00) من نفس اليوم.
أما الفرقة الألمانية 90 الخفيفة، فكانت قد بدأت هجومها في الساعة (3.20) من فجر يوم 1 يوليو، ثم توقفت الساعة الساعة (7.00) أمام خط العلمين القوي. ثم استأنفت هجومها في الساعة (16.00) من نفس اليوم، حيث لقيت قصفاً بريطانياً مركزاً، إلى درجة طلبها النجدة من قيادة جيش المحور لعجز مدفعيتها عن فعل أي شيء. وتلقت هذه الفرقة مجموعة قتالية مساندة، لكن القصف البريطاني أجبرها على التوقف مرة أخرى.
في يومي 2 و3 يوليو كان الموقف مشابهاً للقوات الألمانية، حيث كان القصف المركز للجانب البريطاني يجبرها على التوقف.
في 3 يوليو تعرضت فرقة أريتي الإيطالية لهجوم نيوزيلدي أدّى إلى انهيارها، وبالكاد استطاعت القوات الألمانية صد هذا الهجوم.
في ضوء هذه الظروف اضطر رومل إلى إيقاف هجومه عدة أيام.
خلال تلك الأيام (4 إلى 8 يوليو) قام البريطانيون بهجمات محدودة تم صدها بنجاح.
[] المعركة الثانية 9-17 يوليو
في صباح 9 يوليو هاجمت فرقة البانزر 21، وفرقة ليتوريو الإيطالية قارة العبد التي يحتلها النيوزلنديون، وتمكنوا من احتلالها.
في الساعة (5.00) من صباح يوم 10 يوليو تعرضت فرقة سابراتا الإيطالية إلى هجوم كبير من الجيش الثامن أدّى إلى انهيارها، فاضطر رومل أيضاً إلى إرسال وحدات ألمانية لغرض إنقاذ الموقف كما حدث سابقاً.
تكرر مشهد مشابه عندما هجم الجيش الثامن على فرقة تريستا الإيطالية، مما أدّى إلى انهيار جزء منها، واضطر رومل أيضاً إلى سحب قوات ألمانية لإيقاف الهجوم.
شنت القوات الألمانية هجوماً جديداً يوم 13 يوليو، لكنه فشل أمام قصف عنيف من وحدات أسترالية. ثم استأنف الهجوم الألماني في اليوم التالي، واستمر القتال حتى الليل.
في ليلة 14-15 يوليو هجم الجيش الثامن على على فرقة بريسكا الإيطالية، وتكرر نفس المشهد: انهيار إيطالي، اختراق بريطاني تم صده في النهاية بقوات ألمانية.
في يوم 15 يوليو استولى الجيش البريطاني عل ى دير الشين، وفي اليوم التالي هجم على بقايا فرقة سابراتا الإيطالية، واستولى على كثير من جنودها.
في صباح 17 يوليو هجم الأستراليون على وحدات إيطالية أخرى، واستطاعوا اختراقها وأسر عدد كبير من جنودها، لكن هجومه في المساء على فرقة ترينتو الإيطالية لم يلاقي نفس النجاح إذ تمكنت مدفعية الفرقة من صده.
ساد الهدوء على الجبهة من 18 إلى 21 يوليو.
[] المعركة الثالثة 21-22 يوليو
في ليلة 21-22 يوليو قام الجيش البريطاني بهجوم جديد حقق نجاحاً في البداية، لكن قوات المحور تمكنت من صده، كما تجدد الهجوم البريطاني حوالي الساعة (8.00) من صباح 22 يوليو، استطاعوا اختراق قوات المحور في دير الشين، لكن حدة الهجوم خفت مع مرور الوقت، ومع تعرض البريطانيين لخسائر في الدبابات بلغت تقريباً 140 دبابة، إلى أن توقف الهجوم.[] المعركة الرابعة 26 يوليو
هجمت وحدات أسترالية بمساندة جوية بريطانية في ليلة 26 يوليو على مدق العلمين-أبو دويس، ونجحوا في اختراق قوات المحور بادئ الأمر، لكن قوات المحور صدت الهجوم في النهاية، ثم أجبرت القوات المهاجمة على التراجع.[] ما بعد المعركة
تكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر كبيرة من الجنود والدبابات، لكن ليس المهم هو الخسائر وإنما ما تحقق من أهداف لكل طرف، فإن فشل أوكنلك في الوقت الحالي في طرد قوات المحور، لكنه نجح في إيقاف زحفهم، وأنقذ بذلك الإسكندرية، وقناة السويس من الوقوع في قبضتهم.
ومع ذلك فإن رأي رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل كان على ما يبدو أن قوات المحور تقدمت أكثر مما يجب، وهو ما يُعتبر فشلاً يستوجب عزل أوكنلك في أغسطس 1942، واستبداله بقائدين جديدين هما هارولد ألكسندر و برنارد مونتغمري.
ساد الجبهة هدوء طوال شهر أغسطس تقريباًُ إلى أن قام رومل بشن هجومه الجديد المعروف باسم معركة علم حلفا في 31 أغسطس 1942. لكن هذا الهجوم فشل، فلم يجد رومل أمامه سوى انتظار هجوم مونتغمري الجديد وهو الهجوم المعروف باسم معركة العلمين الثانية في 23 أكتوبر 1942