سيف الدولة الحمداني (919 - 967) امير حلب هو علي بن عبد الله بن حمدان الحمداني التغلبي، من بني حمدان الذين تنتسب إليهم الدولة الحمدانية. وسيف الدولة لقبه وقد غلب عليه ولقبه به الخليفة العباسي، حين وفد عليه مع أبيه عبد الله بن حمدان، وأخيه الأكبر، فوصل الخليفة الأب، وأعطى ولديه لقبين، فلقب الأكبر الحسن ناصر الدولة، والأصغر سيف الدولة. بدأ صاحب حلب وازدهرت الدولة في عهده، ثم غلبت دولته ما عداها، وارتفع به شأن بني حمدان حتى بلغوا شأناً عالياً وأصبحت دولة بني حمدان في حلب من أقوى الدول واكثرها ازدهارا وتقدما.كان راعياً للفنون والعلماء، وتزاحم على بابه في حلب الشُعراء والعُلماء والادباء والمفكرين، ففتح لهم بلاطه وخزائنه، حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه، وفيهم المتنبي وابن خالويه النحوي المشهور، والفارابي الفيلسوف الشهير، كما اعتنى بابن عمه وأخو زوجته أبو فراس الحمداني شاعر حلب. وقال هو نفسه الشعر، وله أبيات جيدة، أصبحت عاصمة دولته حلب مقصدا لكافة العلماء والشعراء العرب في هذه الفترة من حكم سيف الدولة.اشتهر سيف الدولة بمقارعته الروم البيزنطيين على حدود سوريا الشمالية، وكانت الحرب بينه وبينهم سجالاً. كما اشتهر سيف الدولة بمحاربته للروم وردهم عن حدود دولته، فقد قارع القوى السياسية العربية المحيطة بدولته، وقد ساعده في حروبه عصبة قبيلته ربيعة التي كانت من أقوى قبائل العرب تلك الفترة، وقد خاض سيف الدولة معارك ضد أعداء ربيعة وخاصة من بني عامر، وقبائل الاتراك، والديلم، والأكراد وانتصر عليهم.[] انتصار سيف الدولة في بني عامر
وذلك في سنة 344 هـ، حيث انتفض بنو عامر على سيف الدولة بقيادة آل مهنا، وتقابلت ربيعة وبني عامر وحلفائها طيء وكلب، واقتتل الفريقان وتناوخوا بعنف حتى انهزم بني عامر وانتصرت ربيعة بقيادة سيف الدولة، وقام المتنبي الشاعر كالعادة يصف المعركة ويذم بني عامر ويمدح ربيعة بالمقابل:
وهذه الوقعة كانت من اشد وقعات العرب في القرن الرابع الهجري، وتفاعل معها شاعر ربيعة عبد الله بن ورقة الشيباني حيث مدح سيف الدولة وذكر مآثر بني وائل ومما قاله عن عنزة: