كثيرا ما ينتقد البعض عيوب من حولهم او ما يرونه بانه عيوب وفي نفس الوقت لا ينظرون الى بعض سلوكياتهم التي قد تكون غير مقبولة بالنسبة للاخرين .
وتختلف طريقة النقد من شخص لاخر فالبعض يوجه نقده للاخرين بشكل مباشر قد يسبب الحرج لهم وفي نفس الوقت قد لا يتقبل نفس الشخص ان يوجه اليه احد حتى وان كان مقربا النقد ذاته . بينما يحتفظ سواهم بمقولة الامام الشافعي "لسانك لا تذكر به عورة امرىء ـ فكلك عورات وللناس السن"
وثمة حديث للامام ابو حامد الغزالي يقول "ليس المهم النصيحة بل قبولها"....
ترى كيف يتقبل الناس نقد الاخرين لهم؟ وكيف تكون ردود افعالهم حيال ذلك ..
سلوكيات
هناك من لا ينكر انه وفي كثير من المرات ينتقد بعض سلوكيات وصفات الاخرين مثل بعض التصرفات التي قد تصدر عن الغير وخاصة الشباب والفتيات الذين يبالغون في كثير من المرات في تصرفاتهم للفت الانتباه لهم .واشار غالب الى ان طريقة نقده للاخرين عادة ما تكون بطريقة غير مباشرة كأن يعبر للشخص الذي ينتقده بأي طريقة انه غير راض عن هذا التصرف والسلوك الذي صدر منه ..وفي نفس الوقت لا يحب غالب ان يوجه اليه البعض نقدا حتى وان كان في محله ويفضل ان تكون طريقة نقده بنفس اسلوبه غير مباشرة .
امااخر فيقول فاستنكرت اسلوب النقد بحد ذاته واعتبرت ان من يقوم بالنقد او بالاشارة الى عيوب الاخرين عادة لا ينظر لعيوبه ولهذا تفضل نوال ان تحتفظ برأيها في سلوكيات وتصرفات من حولها ومن ترى فيه صفة او تصرف غير مقبول بالنسبة لها تقوم بالاحتفاظ به لنفسها وان كان هذا السلوك مبالغ فيه فانها تفضل الابتعاد عن هذا الشخص دون ان تشعره بانه غير مرغوب لديها سواء كان شاب او فتاة .واكدت انها تتقبل نقد الاخرين لها ولا تشعر باي ضيق او حرج من ان يوجه لها من حولها بعض الملاحظات التي قد لا تنتبه لها في بعض الاحيان وفي نفس الوقت اكدت بأنها تاخذ بكل الملاحظات وفي كثير من الاحيان تغير من بعض تصرفاتها التي قد يراها البعض بانها غير مقبولة .وذكرت ان والدتها واختها التي تكبرها بعامين عادة ما يوجهون لها النصائح في كثير من الامور الحياتية الخاصة بها او التي تتعلق بعملها وعلاقاتها مع بعض زملائها وزميلاتها وهي تثق برأيهن جدا .
الصوت العالي
وهناك من ذكر ان اكثر الصفات التي ينتقدها بها كل من حولها هي ان صوته عال واكد بانه لا يتعمد عند الحديث مع الاخرين ان يرفع من نبرة صوته وان طبيعة صوته "مرتفعة" حتى عندما كان طفل وكان في المدرسة في المرحلة الابتدائية كان المعلمين ينتقدون صوته المرتفع .
واشار الى ان اهله في البيت لا ينتقدون هذه الصفة فيه كونهم اعتادوا عليه ويعلمون بانها طبيعية وغير متصنعة ..وتجنبا للنقد حاول كثيرا ان يخفض من نبرة صوته عند الحديث مع الاخرين خاصة مع من لا يعرفه ويعرف طبيعته في الكلام الا ان كل محاولاته كانت غير مجدية وفي النهاية نصحه كل من حوله بان يبقى على طبيعته وان لا يكترث لنقد الاخرين له كونه في النهاية لا يتصنع في سلوكياته .
ايضا هناك من ذكر ان اكثر ما يزعجه هو ان يوجه له البعض نقدا في غير محله لغايات النقد فقط وفي نفس الوقت فانه يتقبل ذلك بكل روح رياضية عندما يكون النقد الموجه اليه ايجابيا ومن شخص يثق برجاحة عقله ولا يتردد بالاخذ بها . اما عن طبيعته في نقد الاخرين فاشار الى انه ينتقد المقربين منه ويختار التوقيت المناسب بحيث لا يجرح احاسيسهم ولا يسبب لهم حرجا امام الناس . ويتعمد ايصال ما يريد من نصائح وملاحظات من خلال الهمس او من خلال ان ينفرد مع الشخص ويشير عليه في بعض ملاحظاته بشكل لائق ويحرص على عدم احراجه .
وهناك من السيدات فيواجهها كل من حولها بعيب يرونه - من وجهة نظرهم - غير مقبول وهو ان صوتها حين تضحك يكون مرتفعا وصاخبا ومؤذيا لاسماعهم .
وتؤكد انها رغم محاولاتها المتكررة لتغير ضحكتها الا انها وجدت ذلك صعبا لكونه جزءا من طبيعتها وترى ان على من يريد التعامل معها وبخاصة المقربين منها ان يستوعبوا ذلك لكونه لا يشكل ضررا لهم وربما كانت ملاحظاتهم من باب الحرص على الشكل الاجتماعي الذي قد يفسره البعض بانه سلوك غير محترم خاصة وانني فتاة .
وفي نفس الوقت تنتقد بعض الاشخاص الذين لا يتقبلون النقد مثل احدى زميلاتها في الجامعة والتي كانت تنتقد الكثير من تصرفاتها وخاصة صوت ضحكتها المرتفع وذكرت بانها لم تكن تشعرها بالضيق او بالحرج وكانت تحترم وجهة نظرها ونقدها بصدر رحب . الا ان نفس الفتاة وفي احدى الايام صدرت منها بعض الالفاظ غير اللائقة اجتماعية امام العامة في الجامعة وعندما قمت بتوجيه ملاحظة لها اعتبرت بان ذلك تدخلا في شؤونها الخاصة وبانها حرة في كل تصرفاتها ووجهت الي اشارات بعدم التدخل مرة اخرى في امورها الخاصة .