[color=red]كان صباح ذاك اليوم جميلاً ....
فقد بدأت جارتنا الشمس تستيقظ من نومها رويداً رويداً ..
بدت خجلة بعض الشيء بوجهها الأحمر.. كيف لا وقد غابت عنا ثلاثة أيام..؟؟
على ما يبدو فقد انتصرت بمعركتها ضد تلك الغيوم السوداء
بدت وكأنها تعتذر لنا نحن البشر فترسل بخيوطها الذهبية لتلامس وجه كل من
وقف ليرحب بعودتها ..
الكل وقف ليتابع فصول هذه المعجزة الرائعة ..
حتى النبات والعصافير كان لها طقوسها الخاصة .
تابعت مسيري دون هدى في حارتنا العتيقة
فقد أطلقت العنان لذلك الركن من دماغي كي يرسم ويحلل كيفما شاء
وبقيت مسمر العينين على خطواتي المتثاقلة أرقب حركتهما .
وشبكت كفي خلف ظهري كي يكتمل منظر من هو بلا هدى يسير .
أعادني ذلك الركن من الدماغ إلى كل ما عانيته في حياتي ..
ولكن .......
لِمَ يحفزني فضولي للنظر إلى الأمام ؟؟
لِمَ أشعر بحاجة ملحة للنظر ؟؟
ها قد عرفت ..... فأنا اسمع خطوات ناعمة تقترب مني .
حاولت أن أتابع مصدر الصوت ؟؟
رفعت رأسي فإذا بالجمال قد تجسد بشراً..
الله أكبر هل يخدعني ذلك الركن من دماغي أم هذه فعلاًَ بشر ؟؟
والله إنها بشر .. ولكن .. سبحان الله فيما خلقت ..
فقد تم تنسيق كل شيء فيها وفق ترتيب الهي أخاذ .
كانت مثلي ترقب خطواتها أيضاً ...
قررت ألا اقطع عليها خلوتها مع نفسها ...حتى أنفاسي حبستها
وابتعدت بخطواتي عن خط سيرها فلا أريد أن تتفاجأ بوجودي .
اقتربت المسافة فيما بيننا حتى بت أسمع صوت أفكارها
رفعت وجهي رويداً رويداً ولمحت بعضاً من وجهها ....يا الله ما أجملها .
خفت أن تشوهها معاناتي فطأطأت رأسي مرة أخرى أرقب خطواتي ..
تجاوزتني دون أن ألتفت ..
يا الله ...... أهو الربيع نشر عطره مبكراً هذه السنة ؟؟؟
أم هذه رائحتها ؟؟
تابعت خطواتي دون أن التفت للخلف ولكن ....؟
فلتكن نظرة واحدة وليغفر لي ربي .
هل أنظر ؟؟؟ لا لن أنظر ؟؟؟ هل أنظر ؟؟ لا لن أنظر ؟؟
وتباعدت المسافة بيننا حتى غابت في ظلمة حارتنا القديمة ..
فعدت لطأطأة رأسي أرقب خطواتي من جديد
ولكن أليس ذاك الصباح كان جميلاً ؟؟؟؟
[/color]