لي جار كتب عبارة على باب شقته : صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي : فلم تعجبني العبارة وأحببت أن أحول العبارة من السلبية إلى الإيجابية بقولي : صباح الخير يا جاري وأهلا بك في قلبي قبل داري بالحب والصدق والتسامح نبدأ صباحنا الجميل ..
ثم أدخلتها بين ثنايا باب شقته واليوم الثاني وجدت والحمد لله أنه وضع عبارتي على باب شقته.. بالطبع لم يعرف من الذي وضع العبارة وأنا لم أخبره بأني صاحب العبارة ..
ولا يهمني أنه يعرف من - أنا - فالأهم أني استطعت تغير عبارة أزعم أنها خطأ .. هذه الحادثة كتبت بعض سطورها في مذكراتي قبل سنة عقب سكني الجديد .. ولكنني اليوم وبعد خروجي من سكني إلى سكن آخر وجدت نفسي أعيد كتابتها من جديد ..
وأنا أشاهد ما يحدث حولي من مشكلات بين جيراني وسأذكر لكم اليوم قصتي مع جاري .. في أحد الأيام وبحكم عملي أتأخر كثيراً فأحيانا لا أجد لي موقفاً في المواقف المخصصة للعمارة بحكم أني أسكن فوق مطعم مشهور ..
وبينما أستعد لإيقاف سيارتي وإذا بسيارة تأتي من خلفي وتدخل الموقف مباشرة من غير أحم ولا دستور .. نزلت من سيارتي سلمت على الرجل بلطف مع ابتسامة وتودد مني بأني سبقته للموقف قال الرجل أنا ساكن في العمارة ولي الحق بالموقف ..
قلت وأنا ساكن أيضا قال لي في أي دور قلت في الدور الأول قال وأنا أسكن بالدور الأول أيضا قلت له كم رقم شقتك قال رقم واحد تنهدت مع زفرات من الألم والتعجب من الصدمة التي ألمت بي ، كيف أخبره أني أسكن في شقة رقم إثنين يعني الباب بالباب ..
صحيح موقف لا أحسد عليه ، ابتسمت وقلت له نعم أنت أحق بالموقف ثم ذهبت أجر نفسي وأنا أدعي أني اجتماعي كيف بي لا أعرف جاري بعد مرور سنة من سكني ، وأصدقكم القول حاولت أن أتعرف عليه ولم أجد سبيل لمقابلته حتى على الدرج ..
ومع العيد الماضي حاولت زيارته ولم يرد على الجرس مرارا وتكرارا ، تذكرت أيام زمان يوم كنا في حينا القديم والبسيط بساطة أهله وبنيانه ، وكيف كان حال جيراننا من التكافل الاجتماعي والترابط الأسري .. نسيت أن أقول لكم أن جاري هو صاحب العبارة - صباح الخير يا جارى أنت في حالك وأنا في حالي - هذا الموقف هو من ناتج سلبيات المدنية التي تغلغلت في حياتنا ، ونحن ندعي أننا تطورنا نعم تصورت بنياننا وشاورعنا لكن على النقيض أنا أزعم العكس تطورت حياتنا وتدهورت أخلاقنا ..
[size=25]حقوق الجــــار
يعد الإحسان إلى الجار ومراعاته من الصفات الحميدة التي حث عليها القران الكريم والسنة الشريفة ؛ واحترام الجار وإكرامه والسؤال عنه والإحسان إليه من صفات المؤمن الخلوق ؛ ومن أهم عوامل الوفاء والطمأنينة أن نراعي جارنا ونحسن إليه ولا نغلق في وجهه الأبواب ونوده ونرحمه وأن يربط بين الجار وجاره رباط المحبة والمودة والرحمة والألفة.
ولكن في وقتنا الغريب هذا ! لم تعد للجار مكانته القديمة التي كان يلقاها سابقاً فقد اختفت كل تلك العلاقات القديمة التي كانت تربط بين الجار وجاره.. فبعد أن كانوا الجيران متحابين ومتآخين؛ أصبح الجار يعادي جاره ويغلق في وجهه الأبواب ولا يصله ولا يرحمه ولا يحب له الخير ولا يعرف عن جاره شيئاً .
ومن أجل أسباب بسيطة يعاديه ولا يصله ويصل الأمر أحيانا بينهم إلى المشاجرات والخلافات ، لقد تغيرت العادات والتقاليد التي عرفها أجدادنا وتركوها لنا لنعيشها من بعدهم . وأصبح هناك فرقة وجفاء وخلا ف كبير بين الجار وجاره ،، وإن مرض لا يزوره ولا يسأل عنه حتى لو كان قبال داره ولا يُلقي عليه حتى التحية وهذه حقيقة أقولها بصدق.. وكلنا نعرفها ونراها ونسمع عنها .
إن تكاتف المجتمع بتكاتف أفراده وتوحدهم بالخير وصلة الأرحام يجعل كل فرد من نفسه رقيباً على الآخرين ويدعوهم إلى الالتزام بالعمل الصالح ومن ذلك حقوق الجار ؛ ولهذا أثر طيب في تقدم المجتمع وازدهاره ونشر الوعي بين أفراده .. فيجب علينا مرعاة جارنا واحترامه فكل فرد من إفراد الأمة الإسلامية راع والمجتمع مسؤول عن رعيتهم لأن الشعور بالمسؤولية اتجاه الجار أمر عظيم وأساس اجتماعي قيم وما أحلى مصاحبة الجار وقربه ودخوله وخروجه علينا …
فنحن كآباء ، علينا أن نربي أولادنا على مرعاة الجار والإخلاص إليه واحترامه ومساعدته والوقوف معه في السراء والضراء وخاصة الجار القريب وكبار السن منهم لأنهم هم الذين لهم الأولوية في كسب عطفنا عليهم وسؤالنا عنهم .. ولا ننسى قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ؛ ومن كان يؤمن بالله ورسوله فلا يؤذي جاره ). [/size]
بصراحه الدنيا وخده الناس كلها من بعضها فالاب بيشوف اولاده ساعه فى اليوم والاخ بسال على اخوه فى التليفون وبيشوفوا بعض فى المناسبات فى البيت الكبير وانت عاوز الجار يعرف جاره دى بقتى مثاليه