عندما تكبر احلامنا معنا.. وحين تبلغ طور بلوغها نظن اننا وصلنا اخيرا ... نفكر نفرح نحلم نخطط نشعر بأن القدر قد ابتسم لنا وان الحياه اشرقت من جديد وبأننا سنحقق كل ما فاتنا وندفن الحرمان كله ونعوض انفسنا ونعوض كل من يهمنا امرهم معنا
اجتهدنا تعبنا سهرنا بذلنا كل ما في وسعنا لكي نعمل ونرتقي .. احلامنا كبيره لا تقف عند اي حد وكنا نظن بأنه لن يحول بيننا وبينها شئ
رفعنا بكفوفنا شهادات التفوق والتميز برؤوس مرفوعه وصلت قمم الجبال فهذا نتاج سنين مضنيه وفرحه اعمارنا انتهينا من سنوات الدراسه .. نعم انتهينا
والان سنذهب بكل فرحتنا الممزوجه بدمعات الغبطه والفرحه والسرور لنعمل عملا يوازي ذلك التعب وتلك السنوات الطويله
.. ونتفاجأ بشلال من الفشل وجدران متينه من الخيبه وجبال شاهقه من الاكتئاب ؛؛؛؛ فليس هنالك وظائف وسنبدأ بسنين طويله اخرى في الصفوف فلا مجال لنا للعمل في اوطاننا
تبدأ رحله الشتات لتلعب بنا وتُذهب بكل احلامنا مع الريح تتناثر تناثرا ولا احد يآبه فتذهب سنين الدراسه في مهب الريح وتذهب الحبيبه وتصبح الامال في العمل والزواج والبيت والعائله والاطفال ( موقوفه )الى اشعار اخر
ونبدأ بالبحث عن العمل البديل الى ان تأتي الوظيفه التي نصبو اليها فلا نجد الا ابواب المطاعم مفتوحه لنا او ابواب المصانع ا و ابواب المحلات التجاريه
\ / \
نعمل فيها ونتعب ونكدح .. وابتسامات القهر لا تكاد تفارق شفاهنا لنتقاضى في اخر الشهر القليل من الريالات التي قد لا تكفي اجره الطريق وبعض المصاريف البسيطه
واذا اردنا الزواج طبعا فبتأكيد سنضطر الى طرق ابواب الجمعيات الخيريه ناهيك عن القروض المضنيه التي تبقى ملازمه لذهنك وجيبك سنين طويله وقد تؤدي الى المشاكل العائليه عند عدم القدره على التسديد وقد تنتهي بالحبس احيانا
ونار الالم تكاد تحرقنا فقد تحملنا ما لا طاقه لنا به *********
البطاله .. شبح الحاضر الذي يهدد شبابنا وعوائلنا بالفقر والتشرد والضياع وهي الخطوه الاولى للكثير من الشباب في طريق الانحراف
يبدأون بالتسكع هنا وهناك ليبدأ طريقهم في مشوار الضياع والسرقه والسلب ثم نبدأ بلملمتهم لنزج بهم الى السجون لتمتلأ بهم وتضيق فيهم ذرعا
فالبطاله هي اول المشوار لشباب منحرف ضال
فعالجو البطاله واوجدو لها الحلول قبل ان تحاكمو شبابنا بتهم لم تكن فيهم اصلا
