لعل الصمت يخلصني من الضياع ..

أنفض غبار حزني القاسي لأستعد للرحيل ..
واسدل ستار كآبتي لأقول لأسبح في تفكير عميق ..
وأطوي صفحات مذكراتي لأغلقها للأبد .
فما عادت الكلمات تروي ضمأي بالحب ..
وما عادت الحروف تواسيني في إنسان قد رحل ..
شتات يضرب كياني .. وذهول يسيطر على عقلي الحائر ..
وصمت عبر الطرقات والأرصفة الضيقة ..
شوارع خالية من الحياة ..
ووحدة قاسية تبزغ من جديد ..
ورحلة استمرت طويلا .. طويلا ..
فمتى ستنتهي .. متى ستنتهي
رحلة عبر الماضي .. والحاضر والمستقبل ..
ماضي خلف ذكريات لا تنسى ..
اختلطت بأفراح وجراح لا تشفى ..
ماض رثاه الزمن بكل ما فيه من حزن ..
وحلمت الطفولة بأكثر من حلم ..
حلم صور كل معاني الفرح والنقاء ..
حلم ارسل كل تعابير الحزن والشقاء ..
وحلم أيقظ إنسان من سبات عميق ..
وحلم أدخل البراءة في سعادة للأبد ..
أحلام تداخلت مع ذكريات الأمس ..
وحاضر مشرق يصور كل شيء ..
ومستقبل لا نعرف ماذا يخبئ لنا من أحداث .
أسير في دربي الضيق ..
أحاول البحث عن الحقيقة ..
وأتخلص من ألم الكآبة ..
فالحزن بات كئيبا ..
والوحدة أصبحت أكثر قساوة ..
كقساوة تلك القلوب ..
التي لا ترحم .. لا ترحم ..
يقولون : إبحث عن السعادة ..
وأقول : أين هي السعادة ..
هل في قلب متحجر لا ينبض بالحب ..
أم في إبتسامة مزيفة لا تعرف للفرح درب .
أم في وجوه لبست قناع المحبة والفرح .
لا تلبث أن تكشف حقيقتها عن قرب ..
أم هي في إنسان رحل دون وداع ..
وقال للفراق مرحبا وأهلا بالضياع ..
أين السعادة أجدها ؟!
وأين الإبتسامة أرسمها ؟!
واين الجراح أودعها ؟!
صورة بدأت تتلاشى من ذاكرتي ..
ورعشة خوف بدأت تدب في جسدي ..
ونبضات بدأت تختفي من قلبي ..
إنها نبضات الحب ..
تلاشت كما تلاشى من أحب ..
واختفت كما اختفى قلب من أحب ..
من تلك الصور المعلقة في الزاوية الصماء ..
ومن تلك الكلمات المسطرة في دفاتري القديمة ..
هل أقول للحب الوداع ؟!
أم أنزوي في زاويتي وأصمت ..
لعل الصمت يخلصني من الضياع ..
يخلصني من الضياع

بقلم
gneralmaximo