ممارسة 30 دقيقة يومياً من التمارين الهوائية تفيد القلب والعقل
الرياض: «الشرق الأوسط»
«جرعة واحدة» من هذه الثلاثين دقيقة للتمارين الرياضية الهوائية يتناولها الواحد منا يومياً هي كل ما نحتاج أن نُقدمه لجسمنا وعقلنا كوجبة من الصحة والعافية وأيضاً من الوقاية والعلاج من الأمراض.
يتم في التمارين الهوائية من النشاط البدني، تحريك العضلات الكبيرة في الجسم كالتي توجد في الأطراف السفلية والعلوية، هذا التحريك يتطلب طاقة تنتجها العضلات مما فيها من مصادر الطاقة بمعونة الأوكسجين (أو الهواء مجازاً)، فترسل العضلات إشارات إلى الدماغ كي يحث الجسم تزويده بكميات أعلى من الأوكسجين، ومن ثم تنشط القلب والرئتين عبر حفز الدماغ لهما بغية تزويد عضلات الجسم بكمية أكبر من الأوكسجين خلال مدة الثلاثين دقيقة.
* فوائد آنية
* وتحصل أثناء التمارين مجموعة من الفوائد الآنية في الجسم ونشاطه، تشمل:
أولاً: تزداد نبضات القلب وقوة عضلته لضخ كميات أعلى من الدم للعضلات. ثانياً: يزداد عدد مرات التنفس وجريان الدم من خلال الرئتين لتصبح قادرة بشكل أكبر على أخذ مزيد من الأوكسجين من الهواء وتحميله في الدم، وبالتالي إشباع حاجة الجسم منه. ثالثاً: تتوسع الأوعية الدموية كي تصبح قادرة على استيعاب جريان كميات أكبر من الدم خلالها، كما أن مع مرور الوقت وتكرار إجراء التمارين الهوائية تُكون العضلات شعيرات دموية جديدة ليكون بمقدورها جريان كمية أكبر من الدم خلالها.
رابعاً: يتعود الجسم على التكيف مع أداء المجهود البدني، وأحد الأمور هو عدم ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير معه، عبر خروج الحرارة مع هواء الزفير والعرق.
خامساً: إفراز مادة إندروفين بشكل أكبر، وهي مادة طبيعية في الجسم تخفف من الألم وتُعطي للدماغ شعوراً بالنشوة.
من هنا فإن تحريك العضلات بالهرولة أو المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجة وتكراره بشكل يومي لمدة 30 دقيقة يُمرن القلب ويمرن الرئتين ويمرن الأوعية الدموية كي ترفع من كفاءتها الوظيفية، وبالتالي يؤدي بالنتيجة إلي الحصول على قدرة مختزنة في الجسم لحماية أعضاء الجسم ضد الإصابة بالأمراض المزمنة كما يخفف كثيراً من الضغوط على الذهن والدماغ.
* القلب والعقل
* ومن الأعضاء التي تستفيد من هذه الثلاثين دقيقة يومياً للتمارين الهوائية على سبيل الوقاية من الأمراض:
ـ تقليل نسبة التعرض للإصابة بأمراض شرايين القلب كالذبحة الصدرية والجلطة القلبية، إضافة إلى، وهو الأهم، تقليل عودة الإصابة بالجلطة القلبية لمن أُصيب بها في السابق. كما أن نفس الفائدة تتحقق بالنسبة لشرايين الدماغ وعرضة الإصابة بالجلطة الدماغية.
ـ تقليل احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والمساهمة في تخفيف نسبة ارتفاعه عند الإصابة بذلك.
ـ تحسين نسبة الدهون والكولسترول في الجسم، عبر رفع ممارسة التمارين الهوائية لنسبة الكولسترول الثقيل وهو المفيد للقلب، وخفض نسبة الكولسترول الخفيف الضار بالقلب.
ـ خفض وزن الجسم وبالتالي تقليل خطورة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ـ تقليل الإصابة بأنواع معينة من السرطان وهي الثدي والقولون والبروستاتة وبطانة الرحم كما تشير إحدى نشرات أطباء مايو كلينك الحديثة.
ـ تقليل الإصابة بالأمراض الفيروسية عبر تقوية جهاز مناعة الجسم وهو ما سبق لملحق الصحة بالشرق الأوسط الحديث عنه خاصة لدى متوسطي العمر.
أما كأحد الوسائل العلاجية، فإن ممارسة التمارين الهوائية تُفيد في:
ـ تقليل نسبة سكر الدم لدى مرضى السكري وتقليل عرضة تأثر الأعضاء المستهدفة بالضرر بعيد المدى في مرض السكري كالكلى والشرايين وغيرها.
ـ تخفيف وزن الجسم.
ـ تقليل احتمال عودة الإصابة بالجلطة القلبية بعد حصولها لأول مرة، وتقوية عضلة القلب بعد تضررها وضعفها نتيجة لأسباب عدة. وبالتالي تحسين تدفق الدم لأعضاء الجسم.
ـ تحسين تدفق الدم خلال العضلات في حالات ألم العضلات المزمن وتليف العضلات.
ـ تقوية بنية العظم عبر زيادة تدفق الدم إلى العظام، وبالتالي هي مفيدة في الوقاية وفي العلاج من هشاشة العظم وكذلك في حالات روماتزم المفاصل.
الذهن والدماغ هو من سيستفيد أيضاً من هذه الثلاثين دقيقة من التمارين الهوائية اليومية، فهي تخفف من معاناة الاكتئاب وضغوط القلق والشعور بالتعب مع العمل والمجهود البدني، كما ترفع من قدرات الأداء الجنسي لدى الرجال وفق ما أشار إليه بحث هارفارد عام 2003 الذي خلص إلى أن ممارسة الرجل للتمارين الهوائية 3 ساعات أسبوعياً تمكنه من ممارسة الجنس كمن هو أصغر منه خمس سنوات.
إضافة إلى كل ما تقدم فإن المداومة على ممارسة الرياضة الهوائية ثلاثين دقيقة أسبوعياً تحفظ للإنسان حين تقدم العمر به قدراته الحركية في العضلات والمفاصل والعظام، مما يجعل منه قادراً بشكل أكبر على الاعتماد على نفسه في أداء أنشطة حياته.
وسواء أتمت ممارسة الرياضة الهوائية داخل المنزل عبر الجري على السير المتحرك أو المسبح المنزلي، أو خارجه عبر الهرولة في الحدائق أو الشوارع فإن الفائدة الأساس متحققة. لكن لكل من الوسيلتين المكانيتين مزايا وعيوب. ويمكن للإنسان مراجعة الصورة التوضيحية المرفقة واختيار ما يشاء منها.