سؤال و اجابة
أنا
ألبس النقاب الآن، وأريد أن أخلعه، لأنه يتعب نظري ويكتم نفسي، ويجعلني
انطوائية، أخاف من مواجهة الناس، حتى من أقرب الأقارب، مع أن لبسي بدون
الخمار محتشم جداً، ولأني مقدمة على العمل كمدرسة في معهد ابتدائي، وهو سوف
يقيد حركتي.
علماً بأني لبسته قبل زواجي، وخلعته بأمر أبي، ثم لبسته بعد زواجي وأردت أن
أخلعه بأمر أبي ولكن زوجي رفض، وزوجي مسافر، وأنا عند أبي، ودائماً يكرهني
في النقاب!
أفيدوني ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابنتنا ونوصيها أن تحافظ على النقاب، لأنه فيه الخير والصواب، وندعوه
إلى أن تستمر على هذا الخير الذي استمرت عليه، ونتمنى أيضاً أن تكون في
طاعة زوجها، فإذا كان الزوج يرغب في النقاب فإن أمر الزوج بأي بأمر مندوب
يصيره واجباً، وهذا نوع من الطاعة للزوج وطاعة الزوج مقدمة على طاعة كل
القرابة.
اتقي الله في نفسك، ولا تشوشي على نفسك بهذه الطريقة، واعلمي أن هذه
المسائل المطروحة أمامك هي من المسائل التي فيها تلبيس لا يخفى، فإنك
تستطيعي أن تتحكمي في طريقة النقاب، فتتخذي نقاباً فيه شيء من الوسع،
وتسطيعي كذلك أيضاً أن تتأخذي نقاباً وتختاري قماشاً طيباً، لا يسبب لك أي
ضيق، واعلمي أن النقاب لم يعد حائلاً أمام انجازات ونجاحات المرأة، ويكفي
أن تزوري أي مستشفى سوف تجدين طبيبات منقبات، وأي جامعة ستجدين دكتورات
منقبات، وأي موقع من مواقع الحياة فإنك سوف تجدين نجاحات كبيرة، وغير
معدودة لمنقبات نجحن رغم النقاب.
لذلك ندعوك الآن أن تحافظي على هذا الخير الذي عندك، خاصة لأن زوجك يريد
هذا النقاب، ولا يرضى بخلعه، وطاعة الزوج مقدمة على طاعة الأب، وعلى طاعة
كل القرابة، خاصة عندما يأمر بأمر فيه رضى لله تبارك وتعالى، وليس معنى ذلك
أن تصادمي الوالد وتعاندي، ولكن اجتهدي في استرضائه، واجتهدي في اللطف
معه، واجتهدي في وعده بالجميل والكلام الطيب معه، لكننا لا ندعوك في الأخير
إلا أن تفعلي ما يرضي الله تعالى وتبارك، فإن الوالد إذا أمر بأمر الصواب
في خلافه فإننا لا نغضب الوالد، ولكن لا نفعل إلا الصواب، فإن طاعة الله
أغلى، وطاعة الله أعلى، كما أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الأب.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق والسداد.