من الكتب التي صدرت مؤخراً كتاب حرية الرأي في
الإسلام لمؤلفه الدكتور محمود يوسف مصطفي استاذ ورئيس قسم العلاقات العامة
بكلية الإعلام جامعة القاهرة الكتاب جاء في ستة فصول ومقدمة وخاتمة تناول
المؤلف فيها المنهج والمفهوم واهتمام الإسلام بالعقل الإنساني ومظاهر هذا
الاهتمام حرية الرأي حدودها ومجالاتها ومظاهرها.
في مفهوم حرية الرأي
في الإسلام أكد المؤلف أنها حرية ذات ضوابط وليست مفتوحة لمن شاء ان يقول
مايقول فهي تعني حق المرء في التعبير بكلمة صادقة امينة يريدها صاحبها صالح
الجماعة المسلمة التي ينتمي إليها ويطلقها لكي يقربها حقا أو يقاوم باطلا
ويوردها مستخدما لقنوات ووسائل التعبير المباحة والمشروعة مع الالتزام
بأخلاقيات الإسلام كما ان اهتمام الإسلام يقوم دليلا علي اهتمام بحرية
الرأي لذلك ساق المؤلف نصوصا كثيرة تؤكد اهتمام الإسلام بالعقل كما أن
القرآن جاء خطابا للعقول كما أن الاسلام جعل العقل ركيزة الإيمان لذلك
لايعتد بإسلام المكره وهاجم القرآن المعطلين لعقولهم علي التفكير.
أما
عن التعبير عن الرأي فقد أكد الإسلام حق الإنسان في التعبير عن رأيه وليس
هذا فقط بل هو مسئول في كثيرة من الاحايين ان لم يعلن رأيه لذلك حرص
الاسلام علي تهيئة المناخ الملائم لابداء الرأي محرر العقول من الخوف علي
الرزق والحياة وشجع الفرد علي تقديم رأيه والجهر به وحث علي تقديم رأي
متحرر من سيطرة الآخرين وأمر بتوفير المعلومات الصحيحة التي يتكون الرأي
علي أساسها.
وعن قيم واخلاقيات ابداء الرأي أكد المؤلف ان الاسلام
يتضمن منهجا حضاريا ومشروعا متكاملا يتعلق بأخلاقيات التعبير عن الرأي وبه
يسبق الاسلام كل القوانين والقواعد الاخلاقية المعاصرة في هذا المجال وإذا
كان الاسلام قد كفل حرية الرأي والتعبير فإنه اوجد الضوابط ليكون هذا
التعبير في الاتجاه الايجابي الذي يحقق مصلحة الفرد والمجتمع ومن خلال هذه
الضوابط ولذا اوجب الاسلام ان تكون حرية الرأي في إطار احترام الاديان كما
اكد علي ضرورة انطلاق الرأي من خلفية علمية ومقدرة ثقافية مع مراعاة مصلحة
المجتمع وعدم الاضرار بأمنه وسلامته.
وأشار المؤلف إلي أن الإسلام له
فضل السبق في تقرير وجوب احترام الحياة الخاصة وحمايتها من عبث العابثين
فلا يجوز ان تكون الحياة الخاصة لإنسان اما كتابا مفتوحا امام الآخرين من
خلال وسائل الإعلام فلا يوجد مبرر لانتهاك حرمات الأنفس والبيوت والاسرار
والعورات كما اقام الإسلام سياجا من الحماية احاط به سمعة الآخرين الأفراد
والجماعات وقبل ان تتوقف المدنية المعاصرة امام السب القذف وتعتبره جريمة
اعتبره الإسلام جريمة يستوجب فاعلها ثلاثة عقوبات في آن واحد ولايجوز للمرء
بدعوي حرية الرأي اينال من سمعة الآخرين وشرفهم وكرامتهم.
وفي نهاية
الدراسة دعا المؤلف الي ضرورة التزام وسائل الإعلام الجماهيرية من صحف
ومجلات ومحطات اذاعية وقنوات تليفزيونية باخلاقيات الممارسة الإعلامية
وضوابطها المتعلقة بحرية الرأي والتعبير والتي اشار اليها الفكر الاسلامي
وعلي وسائل الإعلام ان تقدم الثقافة الدينية.
كما دعا إلي ضررة ان يحرص
الوسط الإعلامي علي تصحيح مساره في موضوع أدب الحوار وابداء الرأي وذلك
باستنكار ما يحدث من تجاوز عن عمد لاخلاقيات الإسلام في ابداء حرية الرأي.