موسى والعقيدة الموسوية، حقيقة أم خرافة ج2
الأحد 15 أغسطس 2010, 11:40 pm
يعد موسى من الشخصيات التي حيرت المؤرخين واختلفوا في كل ما يتعلق به، في أصله وموطنه، وحياته ومماته وتعاليمه، وخروجه من مصر ومن هم الذين خرجوا معه، وهل هو شخصية تاريخية أم خرافية من نسج خيال مؤلفي التوراة لأن المصدر الوحيد الذي يتحدث عن تاريخ موسى ، هو التوراة.
القرآن يحدثنا أيضا عن موسى ولقد ذكر موسى فى القرآن مئة وستا وثلاثين مرة . فى أربع وثلاثين سورة، وهو النبي الذي عاش في القصر الفرعوني والذي كان يدعو إلى عبادة الله الواحد ، خالق السماوات والأرض. ولكن القرآن لا يحدثنا عن أصوله العرقية، ولا نعرف من الآيات القرآنية من هو أبوه ومن هي أمه، ولكننا نعرف أنه كان له أخا اسمه هارون. ولا نعرف من الآيات القرآنية من هو الفرعون الذي حكم مصر في زمانه وفي أي وقت حكم . كما لا نعرف من الآيات من هم الذين خرجوا معه، وهل خرج معه بنو إسرائيل وحدهم أم خرج معه جماعات أخرى، وكم عدد الذين خرجوا معه. كما لا تحدثنا الآيات القرآنية عن موت موسى وكيف مات وأين دفن. موسى بالنسبة للديانة الإسلامية والتراث الإسلامي نبي من أنبياء الله ويرفضان رفضا باتا أي تشكيك في حقيقة ذلك.
المؤرخون العرب، التراثيون منهم و المعاصرون يؤرخون لموسى بناءا على الحكاية التوراتية، فعندما نقرأ مثلا كتابا جادا اسمه العرب واليهود في التاريخ للمرحوم للدكتور أحمد سوسة فإننا نجد مثلا تحت عنوان " أريحا" في الصفحة( 767 ) ما يلي: مدينة كنعانية قديمة يعدها الخبراء أقدم مدن العالم . ويتابع وكانت أريحا أول مدينة حاصرها الموسويون بزعامة يشوع وافتتحوها عنوة بعد عبورهم نهر الأردن ثم أحرقت بكل ما فيها ما عدا آنية الذهب والفضة والنحاس والحديد التي نقلت إلى خزائن الرب، وقد أعيد بناء المدينة في عهد آخاب بن عمري، ويضيف الكاتب بين قوسين،( ملك إسرائيل بعد الانقسام ). وتحت عنوان ايلة في الصفحة 774 نجد : ميناء في رأس خليج العقبة بناه الأدوميون ، ويتابع وقعت في أيدي الموسويين في زمن الملك داود ( 1004-910 ق.م)، وغيره كثير لا مجال لذكره هنا . ومن الواضح أن كل هذه المعلومات، كما نجد في مرجع المصادر التي أوردها المؤلف مستقاة من التوراة.
يقول لويستر . ر ( الأسطورة والتاريخ في كتاب الخروج : نشر في " رلجن= الدين" عام 1979 رقم 6 ص: 167) " أن قصص كتاب الخروج هي في الحقيقة حكايات أسطورية محولة إلى تاريخ ، فمن وجهة نظر علم التاريخ الحديث فان هذه الوقائع لم تحدث في التاريخ أبدا.” المؤرخ الإسرائيلي إسرائيل فنكلشتاين أكد في كتابه " التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها" والذي قام بتاليفه بالإشتراك مع المؤرخ ألأمريكي نيل سيلبرمان أن قصة الخروج الإسرائيلي من مصر كما تصفه التوراة يتناقض مع علم الآثار ولم يتم اكتشاف حتى شقفة فخارية واحدة وحيدة في سيناء لتدل حتى على جماعة صغيرة جدا من الهاربين.
لقد قامت جامعة كارل التشيكية المعروفة عام 1997 ، بإصدار موسوعة كاملة عن التاريخ المصري القديم، قام على تأليفها ثلاثة من أشهر علماء المصريات في الجمهورية التشيكية ( وعلم المصريات التشيكي له باع طويل يعرفه المختصون. تتحدث الموسوعة عن تاريخ مصر القديم منذ نشوء الدولة إلى عصر البطالسة والرومان، كما تتحدث عن ملوك وممالك مصر القديمة وأهراماتها ووثائقها المكتوبة والمنقورة على الألواح والمسلات والقبور والجدران، وكل ما له علاقة بتاريخ مصر القديم بالقلم والصورة. إن هذا التاريخ مع كل وثائقه التفصيلية إلى حد كبير، لا يذكر في وثائقه على الإطلاق ولو إشارة، لنبي أو أمير أو قائد باسم موسى ،أو لصبي من بني إسرائيل تبنته ابنة فرعون وربي في القصر الفرعوني وصار له شأن . كما لا يوجد أي ذكر لفرعون غرق وجيشه في البحر. على أهمية حدث من هذا النوع.
التاريخ كعلم بحفائره و آثاره الشاهدة يعرف تاريخ مصر جيدا، وقد انتهى إلى ترتيب تاريخها الزمني عبر أسرات ودول من( مينا) موحد القطرين مرورا ببناة الأهرام حتى الشناشقة والبطالمة. فأرض مصر تفيض بالحفائر والآثار والوثائق والمعلومات.
لقد ترك لنا المصريون القدماء مئات الألواح والرسومات والوثائق التي تتحدث بالتفصيل عن تاريخ مصر وملوكها وعلاقاتها الخارجية وحروبها مع الدول المجاورة. فاللوحة التي وجدت في معبد سيتي الأول و رمسيس الثاني تحدثنا بلغة هيروغلافية واضحة عن أسماء 76 ملكا مصريا والتي تبدأ بالفرعون (مينا) و تنتهي بالفرعون رمسيس الأول. أما اللوحة الثانية، من أيام رمسيس الثاني فإنها تحتوي على 48 اسما لفراعنة مصرين . هذا إلى جانب عدد كبير من لفائف البردى المتعددة الحجم والتي تحتوي على سجل بأسماء الملوك خاصة لفائف تورين الذي تحتوي على أسماء خمسين ملكا مصريا من الأسرة الأولى إلى الأسرة الثانية عشرة. إلى جانب ذلك فلقد وجد العديد من الوثائق التي تتحدث عن مدد محددة من تاريخ مصر، وتتألف من نقوش على المباني والمعابد والمسلات المصرية القديمة وعلى الأعمدة التذكارية والحاجات الشخصية وعلى الصخور وخاصة في البلدان التي غزاها المصريون و احتلوها وأيضا على شواهد قبور القادة والنبلاء ، كثير منها يحتوي على معلومات مفصلة لدرجة أنها تحتوي إلى جانب أسماء الملوك المحبوبين و كذلك أسماء كلابهم . ( فويتيخ زامورسكي: آلهة و ملوك مصر القديمة ،نشره باللغة السلوفاكية بيرفيكت- براتسلافا عام 2000 ، ص: 1-18 )
مصر تعج كذلك بالوثائق المكتوبة والتي تمكننا من فهم فنون مصر القديمة، مثل التماثيل و الرسوم والنقوش والمسلات ،و من بين أقدمها نصوص " أهرام ملوك الدولة القديمة" . و من الدولة الوسيطة نجد نصوص توابيت ما بين الطريقين من المقبرة التي تقع بجانب بيرشي غير بعيدة عن إشمونة، أما من الدولة الحديثة فلقد عثر على نصوص تحتوي على معلومات تفصيلية عن مختلف جوانب الحياة المصرية في تلك الفترة، كثير منها وجد في مقابر عاصمة الدولة الحديثة " واسط "، و من بين الوثائق المهمة و ذات القيمة التاريخية والفنية " كتاب الأموات " الذي يحتوي على مجموعة من النصوص تشرح تصور المصريين القدماء عن الحياة والموت و مملكة العالم السفلي.( زامورسكي : سبق ).
إلى جانب كل ذلك فإن مصر تعج بمئات الوثائق التي تحتوي على نصوص أدبية وفنية وعلمية وتعليمية ، تتحدث عن علم الحساب والطب والفلك و التجارة والاقتصاد والادارة وأخبار الحروب والفتوحات والقادة العسكريين والمفتشين والمحاكم مما ساعد علم التاريخ الحديث على رسم صورة دقيقة لتاريخ مصر القديم.. ( نفس المصدر) . كل ذلك دفع بالباحث زامورسكي للقول بأننا اليوم نملك صورة واضحة لتاريخ مصر القديم أوضح وأدق بكثير من الصورة التي لدينا عن تاريخ ممالك أوروبية مثل المملكة المورافية الكبيرة" في القرن التاسع الميلادي" . ( نفس المصدر)
التاريخ كعلم بوثائقه المتنوعة في مصر و بين الرافدين و في فلسطين والشرق الأدنى لا يعرف اميرا أو نبيا أو قائدا بإسم موسى، كما أنه لا يوجد أي ذكر لا من قريب أو من بعيد لموت كل بكر في مصر و لصراخ عظيم في كل مصر لأنه" لم يكن بيت ليس فيه ميت" كما تحدثنا التوراة ، كما لا نجد أي ذكر أو أي رمز يشير إلى تحول مياه النيل في مصر إلى دماء، كما ورد في التوراة، كما لا يوجد أي ذكر لقوم عاشوا في مصر يدعون بني إسرائيل ولا يوجد لهؤلاء أي أثر تاريخي في وثائق مصر هذه.
السؤال المطروح الآن كيف يمكن أن تمر مثل هذه الحوادث البالغة الأهمية من دون أي ذكر لها في الوثائق المصرية؟ هل من المعقول أن تمر تلك الحوادث من دون ذكر لها في هذه الوثائق التي شرحت كل شاردة وواردة من جميع جوانب الحياة المصرية، لو أن هذه الحوادث كانت قد حدثت فعلا كما تحدثنا عنها التوراة ولو أن شخصية موسى كانت فعلا تاريخية و ليست مختلقة أو أسطورية؟ أليس لنا حق بهذا السؤال ؟
لقد حظيت شخصية موسى اهتماما بالغا من قبل الباحثين والمنقبين والمؤرخين قلما نالته شخصية أخرى في التاريخ ، و لقد حاول الباحثون التنقيب عن أصله وميلاده ونشأته ومماته وتعاليمه و زمن خروجه من مصر و من هم الذين خرجوا معه إلى سيناء ،وعددهم وقصة عبوره البحر الخ . لقد بقيت كثير من الأسئلة المطروحة بدون جواب شافي حتى اعتبره بعض الباحثين شخصية أسطورية، بل وأكثر الشخصيات ميثولوجية على الإطلاق.
كما اعتبر كثير من الباحثين أن قصة إلقاء موسى الطفل باليم يحمله التيار إلى بيت فرعون أو إلقائه على شاطئ النهر ما هي إلا قصة أسطورية كانت معروفة في ذلك الزمان و كانت تروى عن شخصيات أخرى ألقيت ووجدت بنفس الوسيلة مثل سرجون البابلي .
ومن أهم القضايا التي أثارت جدلا بين الباحثين هي علاقة عقيدة التوحيد الموسوية بعقيدة إخناتون التوحيدية ، فقلما نجد باحثا تناول بدراسته النبي موسى إلا وذكر الفرعون إخناتون فرعون التوحيد . ولقد قام كثير من الباحثين بدراسة العلاقة بين العقيدة الأتونية التي نادى بها الفرعون إخناتون في مصر وبين عقيدة التوحيد الموسوية . ولقد ربط الباحثون بين العقيدتين بناء على شواهد عدة منها تلك التي قدمها ديورانت والتي قدمها بريستد ،عن التشابه الدقيق بين أناشيد إخناتون لربه الواحد وبين المزامير والأمثال في التوراة .
لم يكن التشابه بين عقيدة أتون الإخناتونية وعقيدة موسى التوحيدية هو السبب الوحيد الذي دفع الباحثين لدراسة العلاقة بين إخناتون وموسى ولكن هناك أسباب عدة دفعت إلى ذلك ، منها، الصمت التام للوثائق التاريخية المصرية عن ذكر موسى وعقيدته وحياته ومماته، إلى جانب بعض التشابه في حياة موسى كما ورد في التوراة وبين حياة إخناتون، حيث كلاهما أقام عند أقاربه في مدين في صحراء سيناء فترة من الزمن إلى جانب زواجهما من أجنبية يعتقد أنه في كلا الحالتين ميتانية وأنه لحد الآن لا يعرف كيف مات إخناتون وأين دفن ولم يستطع علماء الآثار العثور على قبره إلى جانب أسباب أخرى متعددة.
يظهر أن صمت الوثائق التاريخية عن ذكر موسى وقصته الواردة في التوراة، هذا بالاضافة إلى التشابه الملحوظ بين عقيدته وحتى حياته الموصوفة في التوراة و بين عقيدة إخناتون وحياته دفع ببعض الباحثين للاعتقاد بأن موسى وإخناتون هما شخصية واحدةومن هؤلاء الباحث المعروف السيد قمني.
في عام 1999 طلع علينا الدكتور سيد القمني بكتاب من أربع أجزاء تحت عنوان " النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة" وهو كتاب جاد يتحدث عن جزء هام من التاريخ المصري القديم و يشرح في الكتاب رأيه في كثير من الأمور التي تتعلق بهذا التاريخ . أهم موضوع يطرحه ويبذل الجهد لتقديم البراهين والبينات لاقناعنا به هو موضوع علاقة الفرعون إخناتون والنبي موسى.
بذل الدكتور القمني عبر مئات الصفحات أقصى ما يستطيع ولم يبخل علينا جهدا ليقنعنا بأن النبي موسى و الفرعون إخناتون هما شخصية واحدة، إخناتون هو النبي موسى والنبي موسى هو إخناتون . لقد كانت العلاقة بين النبي موسى والفرعون إخناتون أو بين التعاليم الموسوية وتلك الاخناتونية موضوعا للبحث منذ أعوام وجاء الدكتور القمني ليؤكد أن موسى وإخناتون هما شخصية واحدة .
الدكتور القمني يعي تماما ماذا يعني ذلك ، والدكتور القمني يعي أيضا في أي مجتمع يعيش وما هي مساحة الديموقراطية و حرية الرأي في هذا المجتمع ولذلك نجده يقول في مقدمة كتابه (ص:15 ) : " ما يجب هنا التوكيد عليه وإعلانه واضحا أنه رغم وجود بعض أوجه الشبه في تفاصيل قصة موسى بين التوراة والقرآن، فإن أوجه الخلاف بدورها كبيرة، سواء في الرؤية العامة لمفهوم الألوهية أو النبوة ، مع خلافات أساسية حول بعض التفاصيل والدقائق. وهو ما يجعل من موسى التوراتي شخصا آخر يختلف اختلافا بينا وحادا عن موسى القرآني، ومن هنا نقول بل ونعلن أن بحثنا هذا يتناول شخص موسى كما ورد بالتوراة وبقية العهد القديم فقط ، ولا علاقة لبحثنا بشخص النبي الجليل موسى الكليم عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام ، لا من بعيد ولا من قريب ، وإذا وجد القارئ متناثرات نادرة عن النبي موسى : كما هو في الاسلام ، فإن ذلك جاء على سبيل الاستضاءة ليس إلا، ولا يعني أننا نتحدث عن موسى كما هو في الاسلام .
الحقيقة هي أن الدكتور القمني وضعني كقارئ في مأزق لا أعرف الخروج منه،فأنا أفهم كل الفهم أن شخصية ( البروفايل) النبي موسى القرآنية تختلف عن تلك التوراتية. الحقيقة أن شخصية الأنبياء من إبراهيم إلى داود وسليمان تختلف في القرآن عنها في التوراة، ولكن إذا كان موسى ،كإنسان من لحم ودم، هو الفرعون أخناتون نفسه، ألا يعني ذلك - بغض النظر عن الفرق بين تفاصيل شخصيته المرسومة في القرآن الكريم وفي التوراة- بأن موسى القرآني هو أيضا الفرعون أخناتون ، هل قال الدكتور القمني ما قال تقية و تجنبا لنهش أولئك الذين نصبوا أنفسهم الناطقين الرسميين باسم مقدسنا وأعطوا لأنفسهم ولأنفسهم فقط الحق في الحديث في أمور الدين؟ وإذا كان الجواب نفيا فهل هناك شخصان مختلفان، وأعني شخصان من لحم ودم ،باسم النبي موسى واحد قرآني والآخر توراتي ؟
في الحقيقة أن قارئ التوراة يكتشف أن التوراة ذاتها تقع في شراك التناقض بين نصوصها حيث تعتبر أن موسى من بيت لاوي و في نفس الوقت لا تعتبر هذا السبط إسرائيليا ولا تعده من صفوف الاسرائيليين فنجدها تقول:
" وذهب رجل من بيت لاوي واخذ بنت لاوي فحبلت المرأة وولدت ابنا ( الذي هو موسى ) الخ النص " خروج 1 / 15 –22 . وفي نصوص أخرى تقول أن سبط لاوي ليس من الإسرائيليين،
" أما سبط لاوي فلا تحسبه ولا تعده من بني إسرائيل " عدد 1 /49 وفي نص آخر " لا يكون لكهنة اللاويين – كل سبط اللاوي – قسم ولا نصيب مع إسرائيل ." تثنية 18 / 1، 2 وكذلك في نصوص تثنية 12 / 12 و 19 .
لقد حاولت التوراة جهدها ،رغم تخبطها الواضح ، إقناعنا أن موسى والذين خرجوا معه من مصر هم من نسل الاسرائيليين الذين خرجوا من صلب يعقوب وإسحاق ولكنها لم تستطع أن تفسر صمتها المطبق عن حقبة تزيد عن أربع مائة عام منذ زمن يوسف إلى زمن موسى، وجاءت بعد هذا الصمت الغير مبرر لتقنعنا بالارتباط العضوي بين موسى وجماعته و بين بني إسرائيل،وهو قول لا ينسجم مع المنطق ولا يتقبله العقل، وهذه الثغرة بين العهدين: عهد إبراهيم ونسله وعهد موسى والموسويين، لم يستطع كتبة التوراة سدها أو تبريرها.
في الحقيقة أن كل ما طرح حول شخصية موسى وعقيدته والذين خرجوا معه، سواء اعتباره مصريا أم أنه نفس الفرعون إخناتون بعينه وسواء خرج معه بني إسرائيل أو مصريون، كل ذلك ليس إلا فرضيات وتكهنات واستنتاجات وتأويلات للنص التوراتي، وتبقى الحقيقة الواضحة الجلية التي ستظل كالسيف فوق رأس الباحثين والمؤرخين التوراتيين ورجال الدين اليهود و المسلمين والمسيحيين و هي أن التاريخ المصري القديم بكل وثائقه المختلفة صمت صمتا كاملا ومطبقا عن أي ذكر لموسى وكل ما يتعلق به وسيظل هذا الصمت هو الحقيقة المعروفة التي لا لبس فيها بالنسبة لقصة موسى التوراتية والقرآنية، وكل ما عداه هو تأويلات وفرضيات واستنتاجات. هذه حقيقة يصعب تجاهلها وجميع التأويلات اللاهوتية غير قادرة عقلانيا على ضحدها إلا إذا كانوا مستعدين لموافقة كمال صليبي على نظريته بأن الحكاية التوراتية وقعت في جزيرة العرب وليس في مصر أو فلسطين، وهذه قصة أخرى.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى